23 ديسمبر، 2024 6:11 م

آهات تحت شعاع القمر (الجزء الثاني)

آهات تحت شعاع القمر (الجزء الثاني)

جميع أخطائنا من انفسنا حتى اختيارانا لم يجبرنا احد عليها، بل نحن نبحث عن الذي يؤذينا ، فِي فترة من حياتنا تتملكنا أجواء قاسية ، تجعلنا نبحر بعيدًا عن طريقنا ، بلا إرادة !  ولكن !!  مهما طال الزمن سوف نعود إلى مسارنا الصحيح ،  لنتفاءل حتى لا يموت الامل في داخلنا ، عندما تمضي حياتنا تحت أسوار ظلالها حزينة ، تأتي علينا لحظات نشعر  بفناء حياتنا ونحن احياء !! شعور قاسي يجتاحنا للحظات من الزمن ليس بيدنا مقاومة مرارته وشجنه ، سوى الانعتاق منه وان بقيت أثاره تطاول القلب وتعتصر الروح ، فنفقد ذاتنا ونتنازل عن كرامتنا ونعرض مبادئنا في اسواق البالات ونكتب عليها للبيع !! هل يا ترى هو عقاب أو هروب من الحقيقة ؟ الحقيقة موجعة عليك تقبلها وها أنا اقول الحقيقة .

ذات يوم اعيد ذاكرتي معك تذكرت إني لم أؤذيك في حياتي ، لماذا إذاً تؤذيني؟ لماذا تبني نجاحك وتستغل فرصة سقوطي؟ تساقط اوراق الشجر في خريف عمري و أدمن الشتات نسيتك لكن لم أنسي الوطن وهذا ما يؤلمني ، كنت مؤمن ان لا وطن بدونك ولا بدونك يوجد وطن وها انا أكذب مع دموع ممزوجة بألم ، تشبثي بأركان الأرض مغروسة جذورها  العميقة لم تذبل في انتظار الماء النقي يسقيها ، ولكن سؤال أين هم الأنقياء؟ الوضوء بماء غير طاهر يبطل الصلاة ماذا ولو كانت جميع صلواتنا باطلة؟ الطهارة ليس في طهارة الماء من عدمه بل بطهارة قلوبنا.

كل زرع يثمر إلا زرعي معك لم يثمر سوى البؤس في حياتي ، أسقيتك بطهارة قلبي ولم أجد سوى ثمر عاهر يصارع لقتلي وزرع الخراب في داخلي ، انا غريب واستوطن البؤس كل ذاتي، فبدأت اصارع كبريائي ابحث عن النصر حتى لو كان النصر زائف اتوقع سوف يرضيني ، لإني آمنت في الوهم وانا ابحث عن اوهامي حتى لا اسقط فتكثر هزائمي، أيتها الشمس المشرقة اقسم عليك بالقمر الساجد على اعتاب نورك أن تضيئي جزء من داخلي المظلم اقسم عليك بالنجوم المخفيات خلف ظلال نورك انيري العتمة الذي استوطنت كل حياتي . جلست على ضفاف النهر البارد مكسور الجناحين مهزوم الكبرياء وابحث عن قارب بلا شراع ليأخذني الموج إلى جميع الاتجاهات عسى إن يرسو  في مكان لا ظلم ولا خداع فيه.

خطواتنا بطيئة وحذره نسير في اتجاه معاكس، نواجه كبريائنا المجروح ونواسي هزائمنا امام عواصف القدر المؤلمة ،  نتكئ على جراحاتنا ونعود نقف من جديد قوتنا هي ما نملك لنحافظ على ما تبقى من ذاكرتنا ،  كنت لا اصدق عندما تقول لي اموت عليك لأنك في حياتك لم تضحي لآجلي إذاً ما حاجتي لك عندما تموت ، ابقى حي لتعيش مع ضميرك الخائن ولأبقى انا حي أعيش مع كرامتي الذي لم تنحني إليك رغم حاجتي إليك ،  مأساة أن تعيش نفس الألم في كل يوم ويعتصر الألم قلبك حتى يجعلك تركع وتنهار قوتك فعلاً مؤلم !!

أيا ترى يا امي كُتب عليه من يوم مولدي أن أموت بلا كفن؟ أيا ترى يا أمي كُتبْ عليه من يومِ مولدي أن أعيش غريب فاقد الأهل والوطن؟ رحلوا من كُنت أختبئ خلفهم يوم البرد ويوم العدم، تركوني وحيداً بلا أمل، قد سحقوا تاريخاً مضى ومزقوا جميع الصور . تستنزف ذاكرتي فوق طاقتها وتحملي لصبر يمزق أشلائي وذنبي الوحيد إني مخلص وطيب القلب في هذه الحياة ، لا هم قدموا لنا الوفاء ولا نحن قابلناهم بالجفاء وانتظرنا أمل العودة ولكن العودة بلا اشتياق لا قيمة له ، مجبورًا انا على البقاء وليس لي رغبة بالرجوع لا الدار بقت كما كانت ولا حتى الأصدقاء قدموا لي أي وفاء فالرجوع ذلة وإهانة لكبريائي ،  انتبه لخطواتك كي لا تتعثر ولا تجعل حياتك خريفًا بل أزهرها بربيع طريقك فاللقاء منتصرًا خير من الف لقاء مهزومًا.

كان لا شيء لا قيمة له تُذكر  انا من صنعت منه جبلاً شامخًا واصبح قويًا.. كانت أرادتي قوية بتثبيت جذوره المتهالكة حتى لا يسقط ويقف في وجه العاصفة ولا يتزعزع ، لم أكن أعلم إني كنت الد أعدائه فأسقطني وبكل أسف،  أرأيتم سذاجتي لأصنع عدوًا عاهر لا يرحم ، انا لا املك في هذه الحياة سوى نفسي ونفسي بدأت تعاقبني لا الليل يستر ألمي ولا النهار ينشيني وينقذني ، هدوء تام تنتاب حياتي وصمت قاسي لحظات صعبة اعيش ألم ماضيها مع نفسي انا من صنعت خطيئتي بنفسي وانا من اتحملها لذا لا اريد يشاركني احد بما أعاني، لا ذنب للطيور التي هاجرت معي ولا ليس لي الحق بتقييد اجنحتها.