25 ديسمبر، 2024 10:08 م

آهات تحت شعاع القمر (الجزء الأول)

آهات تحت شعاع القمر (الجزء الأول)

رفات تُحمل على الأجسادِ وسوط يُضربْ بقوة وأنيابٌ حادة تنهشُ جسدي وثُعبان يلتف حول رقبتي ،  ليقيدني ويحاول يمتص ما تبقى من رفاتي ،  ألم يُؤلم خَطواتي ، تنهار قوتي ولم يبقى لي فقط إلا الهواء لكي أتنفس ، رُبطتْ يداي وقُيدتْ قدماي ومُنعتْ من الحركة ،  قاومت كثيرًا حاولت افك قيدي لم أستطيع ليس لإني بلا إرادة بل أني فقدت الأمل لكل طريق ، لا استطيع السير نحو طريق لم اختاره. القدر ، الحظ، المستقبل ، ضدي ، جميعهم اجتمعوا  لقتلي .

نصيحة لا تنظر للأعلى حتى لا تُكسر ولا تطيل النظر للأسفل حتى لا تُذل فكن في مستوى النظر لتكن مستقيم ، إن رفعتَ شأن من هو دونك سوف ينتظر أول فرصة ليسحقك ، لا تجعل نفسكَ جسرًا  لكي يعبر عليك الجميع سوف تتسخ بمداس اقدامهم لإنهم لا ينظرون لك بعد العبور ، تجارب استقينا مراراتها من حياتنا وتأكد جميع من حولك منافقون حتى من يحبوك سوف يتخلون عنك وقت الضيق ، رسالة أبعثها لقلبي المتعب اصبر وتحمل كما تحملت اذيت الآخرين واسعى لمواساة نفسك وأجتهد وكُن قوي حتى في ضعفك الأقوياء لا يسقطون ولا ينحنون.

متعرجة تلك الحياة بطرقها الوعرة والمستقيمة وعلى حافة النهر وانعكاس شعاع القمر الذي ينير وجهنا المتعب ، ننتظر قارب يرسو ويأخذنا بعيدًا لعل نعوض سنين من عمرنا قد اضعناها في ليل من سهر ممزوج بمرارة وأسف ، كل الطرق تؤدي إلى روما إلا أنا فقدت بوصلة الطريق و اتعبني المسير فوقفت أتأمل الاتجاه ، هل من هنا او هناك؟ كلاهما مليء بالشوك وفقط عود ثقاب ليشب بنا الحريق ، اكثر البشر حقارة ذاك الشخص الذي يعطيك ظهره وانت في أمس الحاجة ليده ، لتفقد اكبر احساس بعدم الثقة و الأكثر المًا فقدانك بثقة من تحبهم ، يا ايتها السماء انزلي قطرات من الندى لتغسلِ وجهي المتعب لعل مائك يغسل ذنوبي ، رفعت كفي للسماء وصرخت طهريني من كل الذنوب ، مع قطرات المطر هُناك أسلاك شائكة في طريقنا تفصلنا بين الحياة وبين الألم ، وننظر من خلالها  بخوف شديد للأمل.

فراقك كان الضربة القاصمة ، لم أعد أحتمل أكثر ، الخدّ الذي اعتاد الّلطم قد أدما وجهي ، ظهري كُسر ، سئمت من الانتظار على عتبات الطرقات المهشّمة وما من أمل يلوح في الأفق، ولا بشرى بغدٍ جميل، كفانا كذب، فألف ريحٍ وألف عاصفةٍ وألف وابلٍ من مزن لن يطفئ النّار ، النّار التي أوقدناها بأيدينا لنبصر نوراً، فاستحالت إلى وحش ينهش كل ما بنيناه من أحلام ، أحلامنا سَراب وحياتنا مهمشه واجنحتنا مكسورة ، وبوصلتنا غيرت اتجاهها ولم نعرف الشمال من الجنوب ولا الغرب من الشرق، اقرب للإنسان قلبه لماذا يا قلبي خذلتني ؟ عامً على عام احترقت جميع اوراقي الخضراء ولم يبقى لي فقط صحراء موحشة وقاحلة معدومة بها رائحة البشر .

اقوياء في عزيمتنا ضعفاء في قراراتنا مسلوبي الإرادة في آرائنا لذالك سقطنا في اول اختبار ،  فلم تضيء لنا الشموع وسِرنا في طريق مُظلم معصوب العينين، فقدنا النظر وكان جميع اختياراتنا خاطئة ،  فأخطائنا لا تغتفر وسمائنا مغلوقه وثوبك يا سيدتي طويل قد اسقطني أرضاً واحلامك سوداء وروحك ثعبان سمها عاهر اطفأ نور قلبي بحظها المنحوس ، لم نواسي سوى نفسنا وعزائنا اتممناه في مأتم الغربة ببردها القارص وحرها الحارق لنواري اجمل الذكريات في بئر مظلم ، يا امي انا احتاجك فقد اصبحت وحيد لا صديق ولا رفيق لم يسعفني سوى قلمي رفيق دربي الذي لم يخذلني رغم يسعدني ويحزنني لكن لم يخونني وهذا يكفي.

عاهدتني يوماً إنك لن تميل ولا تؤثر عليك عواصف الزمن إن دار ،  فخنت عهدك مع أول عاصفة ، وعاهدتك أني لن أميل فحافظت على عهدي معك ولم تؤثر عليه عواصف الزمن ولم تكسرني كما كسرتك ، ولكن الذي كسرني غدرك يا رفيقي ، رغم نهوضي متأخرًا ولكن كان بعد فوات الأوان ، ابكيتني يوم لا أنسى ذاك البكاء ولا تنتظر مني انتقام لا يليق با الأوفياء الانتقام بل دروبنا الوفاء والنجاح ،  امواج البحر الهائجة ترفع شأناً وتنزل قدرًا فقدرك عندي يا رفيقي أصبح في القاع .

أحدث المقالات

أحدث المقالات