إختيار المواطنين لممثليهم, بالطرق المتعارف عليها, هو أمر لا بد منه, أن يكون ممثلين عن الشعب يديرون شؤون البلد, و يسمى مجلس الشورى في بعض البلدان, ومجلس الشيوخ في أمريكا, ومهما أختلفت التسميات إلا أن الهدف منه تحقيق مصالح الشعب, ونقل معاناته للحكومة, لتشريع القوانين والقرارات والأوامر, التي جميعها تصب لتحقيق المصلحة العامة, للفرد أو المجتمع .
جميع بلدان العالم أو أغلبها, حكوماتها وبرلمانها خليط من عدد كبير من ممثلي الأحزاب والقوميات, ويتدينون بأديان مختلفة, منها عقائدية أو غيرها ومنهم ليس له عقيدة أو دين, ولكن تربطهم وحدة المصير المشترك,ووطنيتهم وولائهم لشعوبهم, التي أختارتهم ليعتلوا المناصب, التي من خلالها يقدمون الخدمات, ومصالح شعوبهم .
نجد الدول الغربية التي تتصدر المراتب الأولى, في التطور والتقدم من الناحية التكنولوجية والتقنية, تعتمد بنيتها الأساسية على مفكرين وعلماء, يكونون بالمرتبة الأولى من المسلمين, وأصولهم عربية وعراقية,دفعتهم الظروف والقدر المحتوم, ليكونوا في تلك الدول, ليزيد وجودهم فيها رقيها,يثبت أن المسلمين ورجال الدين, قادة مجتمع وقادة رأي وتطور وحضارة, وتفوقهم في كافة مجالات العلوم والتكنولوجيا الحديثة, ويواكبون التطور العالمي, إستطاعوا مقاومة العالم, وأصبحوا ذا تأثير فعال بالمنطقة .
حاولت أمريكا والدول الأخرى, والإستعمار الصهيوني إيقاف المد الشيعي, شاء الباري ليزداد نفوذه لجميع الإتجاهات, و لا تعيقه حواجز الأمركة, والحرب النفسية والأفكار التدبيرية الوهابية, التي ذابت أمام هذا الصرح الرائع, الذي نسجه قادة الإسلام في المنطقة,من خيوط شعاع شهداء الإسلام, الذين لا زالت أفكارهم, وآرائهم تطرق العقول .
يثبت من ذلك أن المسلمين, ومنهم شيعتنا هم قادة العالم, وأصحاب الرأي والنفوذ والتطور في كل المجالات,بعقلياتهم وأفكارهم وما أوحي إليهم, من الإرث الفكري للرسول ولآل بيته الأطهار (عليهم السلام), وسلاحهم العلم والثقافة,لتحقيق ما أمر به الكتاب المنزل على الرسول الأعظم, كنز العلوم والثقافة والتطور, الذي يواكب جميع العصور .
عراقنا الحبيب الذي يضمد جراحه, ويتعالى أنينه لما تسبب له من جروح, من الذين يعيشون في أحضانه برفاه, ويخدشون جدار قلبه الذي ينزف قيحا من أعمالهم, التي سمحت لعصابات داعش لتدنس ترابه, التي روتها دماء الشهداء والأبرياء المغدورين بلا ذنب.
هذا البلد شعلة الإسلام, ومنبع العلم والثقافة, التي تترعرع تحت قبة الإمام علي(عليه السلام), فيفوق دول العالم في كل المجالات, ولكن هنا تجد الحسرة طريقها, والويلات تشق الصدور, لتقول آه من العابثين .
ما أصاب بلدنا من تخلف وإنحدار, نحو الهاوية بجميع المجالات, يتحمل مسؤوليته كل من تصدر مقاليد الحكم,ولم يخلص بعمله, وتجاهل كرامات بلد الأنبياء والأولياء, وكيف ستسحقهم الآهات التي يطلقها المظلومون والفقراء, وقهر الأيتام الذي تفتح له أبواب السماء, ويستجيب له الباري .