9 أبريل، 2024 9:34 ص
Search
Close this search box.

آهات الزيارات المليونية !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

من الآهات التي تضاف إلى آهات المواطن المقدس، “اعني المواطن الذي يسكن المناطق المقدسة” هي مسألة الزيارات وما تحملها من أعباء ومشقّات تقع معظمها على كاهله المملوء بالآهات، فعلى مرّ تسع سنوات وما شهدتها هذه السنوات من زيارات كثيرة ومؤلمة في نفس الوقت التي ذهب ضحيتها الكثير من المواطنين، لم يجد أي عبقري من عباقرة سياستنا حلاً للمشاكل الجمة التي ترافق الزيارات المليونية..
الطبيب بدل أن يبحث سبب ومصدر انتشار الفيروس وسبل الوقاية منه ومعالجته يمنع المريض من تناول جميع الأطعمة والأشربة ويأمره بارتداء الكمام الصحي طوال حياته!!
قواد الأمن المستتب “كما يصفه البعض” كذلك كالطبيب الفاشل الذي أتى بشهادته من دول شرق أوروبا أو من الدول التي أقيمت بالرشاوى، بدل أن يعالج الاختراقات المستمرة ومنع دخولها إلى داخل أماكن إقامة الشعائر الدينية بتقنيات استخباراتية سرية حديثة، أول شيء يبادر إليه هو إغلاق الطرق والمنافذ ومنع دخول المركبات وإرباك المواطن وتعطيل الحياة اليومية وخلق ازدحامات كبيرة واستدعاء إضافي للجيش والشرطة من المحافظات القريبة والبعيدة.. وكأنّه أصبح يوم القيامة، ليدفع ثمنها المواطن الذي يسكن في تلك المحافظة المقدسة التي تشهد ثلاث إلى خمس زيارات مليونية خلال السنة الواحدة!!
هذه الآهات تضاف إلى آهات المواطن في هذه المدن، اذ تتعطل حياته لأكثر من أسبوع بسبب الخطة الأمنية التي تخترق اغلب الأحيان رغم كل الحذر.
ولعل الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (ع) هي المأساة الأكبر إذ تتعطل المدارس والكليات في المحافظات الشيعية لمدة أسبوع كامل وإن لم يُعلن عن ذلك رسمياً، دوائر الدولة تتعطل والمدير الشريف النادر الذي يجاهد من أجل إنجاح عمل دائرته والحفاظ على كرسيّه المحاط بأذناب أو ذئاب الأحزاب المتنفذة المتصيدين في الماء العكر، إذا عارض ذهاب الموظفين إلى الزيارة مشياً، يقفون أمامه مرتدين السواد متحزّمين بأحزمة العزم لأكل التمن والقيمة، قائلين: صدام ما كَدر يمنعنه من زيارة الحسين!! انته تريد تمنعنه؟؟؟!! متناسين حديث الإمام الحسين (ع) وسبب خروجه: “إنما خرجت لطلب الإصلاح”، فهل طلبتم الإصلاح في دوائر بلدٍ يرقد فيه الحسين تطفح منها روائح الفساد العفنة، لنمشي إلى يزيد إذن ولنخلّد ذكراه ما دمنا نتبع منهجه الفاسد، وللحديث شجون.
كما ذكرت لا أحد من سياسيينا العباقرة فكّر في معالجة الأمر منذ تسع سنوات من إقامة المناسبات وكي لا اظلم جميع السياسيين، من الواجب ذكر الذين بادروا إلى المطالبة بوزارة الشعائر الدينية، لكن ما لا اعلمه هل أنّ هذه الوزارة المطالب بها من قبل النائبة عن كتلة الفضيلة سوزان السعد منذ حوالي أكثر من سنة ستقع ضمن رف الوزارات التي لا عمل لها سوى رصد الميزانيات الكبيرة من قوت الشعب والسيارات المصفحة والمباني العالية والمديريات في المحافظات والمحاصصة الحزبية والاجتماع في أربيل من اجل الحصول عليها؟؟!!
أو لأحسن الظن وأتوقع من الوزارة أن تقوم بعمل دؤوب واسع يتكفل بجميع القضايا التي تخص الزائرين داخل البلد وخارجه من اجل رفع المشقات عن كاهلهم وكاهل مواطني المناطق المقدسة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب