22 مايو، 2024 12:32 ص
Search
Close this search box.

آن لأوباما يغادر.. استعراض عسكري روسي للقوّة مُرعب وبحضور صيني وثيق!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بإمكان روسيا والصين “فعص” أميركا بأيّام وإلقائها على قارعة النسيان ,روسيا بسطوتها العسكريّة الجبّارة كما بدت باستعراض عضلاتها اليوم والصين بعضلاتها أيضًا وباقتصادها المهيمن على سوق السندات والاسهم الأميركيّة .. هذا هو المُستنتج من الرسائل الروسيّة باستعراضها العسكري “الصيني” الّذي وجّهته روسيا لغرمائها أمس..

على مدى العصر الحديث لم يُفهم عن روسيا سوى دورها “الرسالي” الايديولوجي, بشيوعيّتها ,واليوم بندّيّتها العسكريّة الّلاجمة أمام القوّة التدميريّة العدوانيّة الغاشمة, وهي في حقيقتها ايديولوجيّة جديدة بدأت روسيا الشروع بها مع وصول بوتن الحكم ,وهي تحاكي في بعض جوانبها الجانب الايديولوجي لسالفتها! ..

قوّة روسيّة للجم قوّة أميركا المنفلتة ..وذلك ما العالم اليوم بحاجة ملحّة إليه.. وهذا العرض الاستثنائي للقوّة أعطى آمالاً عريضة للكثير..

لم يشهد العالم يومًا استعراضًا عسكريًّا لأيّة دولة عرفت باستعماريّتها فقط استعراضات الاتّحاد السوفييتي والدول الّتي كانت تسبح في فلكها ما أعطاها طابع “الدفاع”.. أميركا مثلًا ,تصنع الأسلحة المتطوّرة فيعطيها طابع الهجوم “لأنّها مشغولة” ليس بوارد استعراضات ,لكنّ صناعتها العسكريّة عادةً ما تكون صناعة ميدانيّة لتلبية فوريّة لمتطلّبات كلّ مستجدّ على ساحات المواجهات القتاليّة المنتشرة على سطح الكرة الأرضيّة بإسناد لوجستي لأكثر من ثلاثمائة قاعدة عسكريّة لها, والّتي بهذا الانتشار هي من تستعرض وهي من تتحكّم بنوعيّة “منتجها” ولعدّة أسباب وظروف وعوامل ..الكثافة السكّانيّة ..طبيعة الجغرافيا ..المسافات ..محيط الهدف وما جاوره ..طبيعة المناخ والطقس.. الثروات المنشودة من وراء الهدف وجدواها الاقتصاديّة ؛تستدعي التضحيات أم لا ,رصيد مالي وبشري يستحقّ أم لا ..ولذلك اشتهر التسليح الغربي بجودته العالية لأنّه “منتج ملبّي” يصنع لتلبية طلب فوري.. الصواريخ الّتي اخترقت ( ملجأ العامريّة ) مثالًا و”الديزي كتر” كذلك, والقنبلة “موب” القادمة “لضرب إيران” إضافة للنووي الّذي كانت أميركا بأمسّ الحاجة إليه لحسم استسلام اليابان و”للاستعراض” في نفس الوقت..

روسيا “السوفيتيّة” تقاليدها الصناعيّة العسكريّة أشبه ب”ردود” من صناعات تجاوب بها الطرف الآخر, وهذا الطرف بدوره هو من يحدّد نوعيّة مستجدّ تصنيعه العسكري ..ولذلك لا نستغرب عندما يعلّق أحد إعلاميّي روسيا على الاستعراض العسكري الروسي أمس: “..إنّها أسلحة متطوّرة تفوّقت على الكثير من أسلحة حلف الأطلسي!” معنى ذلك أنّ التصنيع الروسي لا زال يردّ بمستجدّاته التصنيعيّة على مستجدّات مغامرات الغرب الاستعماريّة!..

المتابعة الشغوفة للرئيس الصيني ,وزوجته, للعرض العسكري الروسي بمعيّة الرئيس الروسي بوتن ,رغم اصطحاب الأخير لقائد من قادة روسيا السوفيتيّة الّذين شاركوا في “انتصاراتها” في الحرب العالميّة الثانية يعطي انطباع بوجود رسالة “رطبة” مرفقة مع رسائل ساخنة كثيرة موجّهة للطرف الخصم, رسالة تقول “انا كنت معكم في تلك الأيّام”!..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب