لم تغن عنا _نحن ابناء الشعب العراقي_ تجارب السنين بكل ما تحمله من مرارة وبؤس وشؤم في ان نعتبر ونتعض ونلقي جانبا مايرمي اليه الحاكم ونلتفت الى بعضنا بروح الاخوة السامية المترفعة عن ميول واتجاهات الحكومة ،الساعية الى تحقيق مجدها المادي والسلطوي على حساب الناس الذين هم “انا وانت والملايين الذي حكمهم القدر في ان يولدوا على هذه الرقعة الجغرافية من الارض ” نحن نكرر الخطأ ذاته الذي بسببه طلبنا التغيير ..ووضعنا ايدينا بيد الشيطان الذي هب “لنجدتنا “من خلف البحار ..وتناسينا اوقد نسينا _جراء الاستبداد والعنف الجسدي والمعنوي الذي مارسته السلطة السابقة _..ان الشيطان الذي هب لانقاذنا اليوم هو ذات الشيطان الذي “انتخى “قبل نحو خمسين عاما لمساعدة اباءنا واجدادنا ممن حكموهم .. !؟
وفي كل تغيير” ولانه غالبا مايأتي مدعوما من خلف البحار” لابد وان يواجهه تيار تطغى عليه الصبغة الوطنية ان جاز التعبير .. فيصطدم الجمعان فكرا وجسدا ..وتبدء مرحلة جديدة من مراحل تبديد الاموال والطاقات والقاتل والمقتول والسجّان والمسجون ووو…وعلى هذه الوتيرة الكل يتراجع ..يتقهقر ..يخسر ..ويضيع الوقت وتضيق بنا الدنيا بما رحبت ..ويفوتنا القطار مرة اخرى ..
خلاصة القول ..ان التغيير ان لم يأت من الداخل فلن يجدي نفعا ان جاء من الخارج وسوف لن يجلب الى البلد غير العار والدمار ..
فلنغادر ..”آني شعلية ” ،حتى لاتضيق بنا السبل يومـــــــــــــا ونقول ..”اشراح انسوي”….