23 ديسمبر، 2024 6:54 ص

آمرلي كشفت كل العورات

آمرلي كشفت كل العورات

الموقف البطولي والمتميز الذي قام به أهالي آمرلي قد كشف العورات وابان الحقائق وأعادة الثقة بالإيمان بالمبادئ بعد أن كادت تسقط من قلوب الناس ، آمر لي القرية الصغيرة التابعة لقضاء الطوزخرماتو ذات الستة عشر الف تركماني شيعي ، التي وقفت بوجه التوغل الداعشي في العراقي بعد مهزلة سقوط المدن والمحافظات بالساعات والأيام فلم تقف أمامه اي مدينة من مدن المنطقة الغربية الثلاث بل سقطت بيد داعش قبل أن تاتيها داعش بل ادخلوا داعش لكي يغطوا على داعش الحقيقي فكان الشيشاني والأفغاني وكل من لا يمتلك من الإنسانية شيء ، آمرلي أثبتت للعالم خيانة أهل الموصل وتكريت وبعض مناطق الرمادي وكذلك ديالى وخصوصاً القيادات السياسية التي تمثلهم هذه المناطق الذي يتجاوز تعداد سكانها أكثر من أربعة ملايين إنسان والتي لم تقاوم بل لم تقل لا لدخول أشر خلق الله لأرض العراق بل على العكس ظهرت مظاهر الترحيب والفرح والإبتهاج بدخول مجرمي العصر لأراضي وادي الرافدين ،أمرلي أثبتت للعراقيين أولاً وللعالم ثانيةً مهزلة مخطط دخول الدواعش للمدن العراقية وإنسحاب الجيش العراقي منها وسيطرت قوات البيشمركة عليها ومن ثم هروبهم منها أمام قوة وشراسة الدواعش ؟؟؟؟؟؟ آمرلي اثبتت أن المبادئ هي المنتصرة دائماً وأن قل المدافعين عنها فكان أهل آمرلي المثال الذي يجب أن يحتذى به في هذه الأيام العصيبة التي قل فيها المبدئيون فكانوا قولاً وفعلا ، آمرلي صرخت بوجه القيادات السياسية الشيعية بل صفعتهم صفعة لن ينسوها ابداً عندما وقفت وحيدة متراصة بأهلها كرجلٍ واحد تقاتل وتقاوم وتصبر ولم تسلم اي حق من حقوقها للدواعش الأشرار بالرغم من كثرت عددهم وعدتهم ومكانتهم الإعلامية المخيفة التي تتقدمهم أينما ذهبوا وبالمقابل فأن هذه القيادات التي تمتلك كل الطاقات ولكن بسبب حبهم للآنا الشخصية والحزبية وتركهم المصلحة العليا وتشرذمهم فأنهم يعطون كل يوم التنازلات ثم التنازلات حتى اصبحنا الأقلية ذات العدد الأكبر من السكان التي تدخل بدون شروط في كل الأزمات والمفاوضات والأقليات الكرد والسنة (الأغلبية بأقل عدد من السكان) تدخل دائماً بالشروط ؟؟؟؟؟ ، آمرلي أثبتت للعالم أن صورة داعش المرعبة التي رستمها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ماهي إلا أصباغ تذوب بعد قطرات قليلة من أمطار الحق السماوية وأثبتت بالصوت والصورة قول الله سبحانه وتعالى (…قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ، ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين ، فهزموهم بإذن الله …. )…(1) ، آمرلي اثبتت لجميع العراقيين على تخاذل أغلب القيادات في الجيش العراقي بل تقاعسهم في الدفاع عن شعبهم وأراضيهم بعد أن تركوا أهل هذه القرية يعانون حصار الدواعش القاتل ولم يمدوا لهم يد العون الحقيقية في إخراجهم من هذه المحنة العصيبة ،آمرلي أثبت للعالم كم الحكومات الغربية حقيرة وإنتهازية ولا تفكر إلا في مصالحها وما شعارات حقوق الإنسان التي ترفعها إلا لوحة جميلة تخفي خلفها صورة وحش بشع يمتص دماء الشعوب لإرضاء غرائزه وشهواته عندما تركوا هذه القرية تصارع الموت والحياة ولم يتكلموا بكلمة واحدة من أجل إنقاذها أو تقديم يد العون لها ،آمرلي أثبتت أن طريق الحق واحد لا ثاني له وهو طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وجميع القوى الظالمة قد أتحدت ضده وتريد قتله أو إضعافه ولكن هيهات ثم هيهات لأن الله سبحانه وتعالى قال (وإنا له لحافظون) ، آمر لي اثبتت للعالم بجميع أديانه ومذاهبه رجاحة مواقف المرجعية الدينية الأبوية التي حمت العراق وأهله بفتوى واحدة وهي التي دفعت الحشد الشعبي للزحف من أجل إنقاذ أخوانهم من أبناء هذا البلد فكان الإنتصار ، آمرلي أنتصرت لأنها كانت المرآة التي تعكس للعالم الظالم كلمات سيد الشهداء عليه السلام التي صدع بها في يوم العاشر من محرم على رمضاء كربلاء (والله لأعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد) فكان الإنتصار والكرامة والحرية والإباء.

(1)سورة البقرة آية 249-250