صاحب الحق لا يُهزم, وسينتصر, هذه هي الحقيقة التي نؤمن بها إيماناً مطلقاً, ومن هذا المنطلق كتبَ رجالنا الأبطال في آمرلي انتصاراتهم, بأحرف من نور, سيذكرها التاريخ, وكيف لا وأنهم تصدوا للهجمة البربرية التي ألمت بنا, من وحوش المصانع الأمريكية, والصهيونية, والخليجية.
ثمانون يوماً, وآمرلي محاصرة من جرذان الصحراء, وأفاعي الغدر, وهي واقفة بكل عزة وإباء, لأنها مؤمنة بأن علي بن ابي طالب (عليه السلام), واقف معها.
رسمت امرلي لوحة مطرزة بالإيثار, حين جعلت من الحصار سُلمَّاً للنجاح, ومن الجوع وسيلة للكفاح, ومن الصمود طريقاً للنصر, وتصدرتها العزيمة والإرادة, لحياة حرة كريمة, لوحة على شكل رسالة كونية عملاقة, ذات أهداف روحية عظيمة, الى كل الساسة, لتعلمهم معنى التضحية من أجل العِرض والأرض, لا السعي نحو المكاسب الفانية, التي يلهثون ورائها, متناسين العراق وتربته الطاهرة.
البداية الحقيقية لهزيمة داعش, واتضاح صورتهم الهزيلة, وحجم خذلانهم, كلها من جراء صبر أبناء امرلي, وهي صامدة شامخة في غاية العنفوان, والرفعة, فقوة تصديهم كانت مؤثرة, كالزلزال الذي ارعب (البعبع), وحطم الصورة التي رسمت لداعش, على أنه قوة لا تُقهَر, هكذا هم أبناء آمرلي, ينبوع زاخر بالحكمة, والشموخ, والحرية, وطاقة جبارة أمدت الى باقي المدن والقرى, بمشاعر الفرح والنصر, لأنهم تاريخ حي, ووثائق لا تموت أبداً, تعيش مليئة بالحياة, طالما حيينا.
رسالة واضحة وعالمية في نفس الوقت, أرسلها الأبطال في آمرلي الى كل الساسة, وكانت كلماتها, علوية حسينية, مفادها يمكن أن نخسر معركة, ولكن ألا نخسر الحرب كلها, وهكذا تعلمنا منها الدرس جيداً, حين ارتفعت مقادير الغيرة حَدّ السماء وانتصرت, وأنها ستكون بداية النهاية لداعش الأجرامي, وفكرهم التكفيري.
آمرلي ستغير مجرى الأحداث, في المعركة الدائرة مع الزمرة التكفيرية, لأنها الصاعقة التي أحرقت داعش, وأصبحت طريقاً للنصر, وسيسير عليه الجميع.
رغم أنه كانت هناك ازمة ضمير, في التعامل مع واقع آمرلي الخطير, الذي مرت به, فالجزء الذي لا يعرفه الآخرون, أن صمود أهلها بوجه الحصار المفروض عليهم, ذكرنا بالحصار الألماني على مدينة ستالينغراد الروسية, في الحرب العالمية الثانية, وحينها عدت ملحمة العصر, بعد أن قدمت أنموذجاً رائعاً للصبر, والمقاومة بوجه القوات النازية الفاشية.