23 ديسمبر، 2024 2:00 م

آمرلي جرح في القلب  واسطورة صمود

آمرلي جرح في القلب  واسطورة صمود

( وما النصر الا من عند الله )
آمرلي ناحية تابعة لقضاء طوز خرماتو تقع على وادي [ كور دره] تعاني من حصار مدمر وآذى فاق العقل تصوره منذ (79) يوما تحت وابل رصاصات التكفير والغدر بطوق يبلغ 360 درجة من داعش خلعت منه الانسانية جلابيبها مسطرت بصمودها وبسالتها  عنوان وبشجاعتها سلوك وبصبرها تميز غاب عن آذاننا  ضجيج خفافيش الظلام بنعيقها والزموا الصمت  لما أصاب اهلها طيلة هذه الفترة كأنهم من غير كوكبنا وبعيدين عن  عالمنا وفي يوم15 تموز كانت البلدة الوحيدة المتبقية التي أستعصى اقتحامها .. والمعقل الأخير من بين 31 قرية شيعية في تلك المنطقة أثبتت قوتها ومناعة اجتيازها على يد الجرذان لبسالة اهلها وصمود شعبها  الاءمر الذي ادى الى  قطع جميع طرق النجاة عنها سواء إلى الجنوب الشيعي أو الشمال الكردي، وبقيت تواجه هجمات يومية بالصواريخ منذ يوم 17 تموز ألا ان المدافعون عنها بعددهم الذي لايتجاوز 400 رجل من سكانها والشرطة المحلية ومتطوعي الحشد الشعبي الذين لا يحملون من السلاح غير رشاشات الكلاشنكوف تمكنوا من صد هجمات عديدة بما فيها هجوم أستمر يوماً كاملاً حتى أوشك أن يحقق مآربه عندما قطع الإرهابيون التيار الكهربائي و الماء عنها  باغلاق “داعش” القناة التي توصله إليها من بلدة سليمان بيك, ان مثل هذه الأجواء التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى ما يقارب 50 درجة مئوية وعدم توفر الماء إلا بالنزر المستخرج باليد من البئر بدأ كبار السن والمرضى وصغار السن بالتساقط والموت تباعا و الجوع هو الآخر أخذ مأخذه منهم بسبب نفاد المؤن من ناحية وشحة غاز الطبخ أخرىو نعرف ان الطريقة الوحيدة لإيصال الامدادات اليها طائرة مروحية عسكرية تعود للجيش العراقي تأتي مرتين في الأسبوع. وهي الوحيدة  التي تطير من بغداد قاطعة رحلة تزيد على 350 كيلومتراً ومعها حمولة من الطعام تؤمن ما يعادل أقل من رطل واحد للعائلة كحصة يومية لااكثر من 17 الف نسمة , سطر الامرليون و قوات الجيش والحشد الشعبي والمتطوعون أروع الملاحم في التصدي والبسالة والشجاعة  ضد عصابات داعش الارهابية واستطاعوا من صد هجمات متواصلة من جميع الجهات وقتلوا مئات الداعشيين وحرقوا عجلاتهم واصبحت هذه البلدة مثلا يحتذى به كرمز في الدفاع والصمود  وعنوان تحدي وتميز صبر وشجاعة رجال , ويجيز لنا ان نمثلها بمدينة  ستالينغراد الروسية مع الفارق بما أشتهرت به من صمودها التاريخي عندما حاصرها الالمان في الحرب العالمية. ان الدرس المستخلص لصمودالامرليون طيلة هذه الفترة  ينبع من صدق الإيمان بالمباديء وسلامة العقيدة واتباع أهل البيت عليهم السلام  ومفهوم ثورة الحسين (ع) يوم عاشوراء كانت  متجسدة امامهم بعطائها الثر  وتضحيات رجالها  الابطال ومبادئها وقيمها السماوية ودروسها الايمانية العميقة وخطاب  ابي الشهداء في واقعة كربلاء (( والله لاأعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولااقر لكم اقرار العبيد )) كانت ماثلة أمامهم حاضرة نصب أعينهم يستمدون القوة والعزم والتضحية والصبر والبسالة والشجاعة منها لبزوغ فجرلايطول سرعان  ماأشرق على يد طلائع القوات المسلحة و النخبة والبيش مركه والحشد االشعبي بكل مسمياتها وهم يزحفون لنجد ة أهلهم ويفكوا الحصار عن رقابهم من محاور عديدة تساندهم قواتنا الجوية ومقاتلات الجيش لتدحرهم وتشرد بهم لتملاء الارض  بجثثهم العفنة وتجعلها طعام لآفات الارض غير مأسوفا عليهم
وذي الشعوب تذاق الخسف في زمن ///       وحيث تعتزم عزم النصر تنتصر