23 ديسمبر، 2024 4:42 ص

استوقفتني تغريدة للسياسي العراقي المثير للجدل فائق الشيخ علي قال فيها ( اكتبوا علقوا تحدثوا قولوا حللوا شككوا اتهموا اطعنوا شرقوا وغربوا اشرحوا امرحوا حلقوا وتفلسفوا كما تريدونه وتشتهون فلن ارد عليكم ولن ادخل معكم في نقاش ولن احاوركم.. لانني مشغول ومنغمس بالاعداد العراقي الجديد يعني بالعراقي ما عندي وقت ! فاغتنموا الفرصة)

بغض النظر عن طريقه كتابه هذه التغريدة التي نراها اشبه بالسخرية من الواقع السياسي والاجتماعي العراقي كطبيعه كل كتابات وتغريدات فائق الشيخ علي المعهودة الا ان المتفق عليه بأن هذا الكلام وما يشبهه يدغدغ المخيال العراقي بشكل كبير ويناغم تطلعاته بالخلاص من المنظومة الحاكمة والتي وللمفارقة المضحكة جاءت عن طريق الأصابع البنفسجية، ويقيناً لا أدري أين يوجد نظام في العالم يسمي نفسه ديمقراطي ولا يريده شعبه ويتمنى الخلاص منه ولو عن طريق القوة العسكرية كالاحتلال أو الانقلاب.

لنعد قليلاً إلى الوراء حين شكل ما يعرف اعلامياً (بالإطار التنسيقي) حكومته برئاسة محمد السوداني، فالوضع حينها كان بغاية التأزم بين الفرقاء السياسيين وخصوصاً بين طرفي الإسلام السياسي الشيعي وهم الإطار التنسيقي بكافة تشكيلاته والتيار الصدري وزعيمه (العروبي) كما يصفه اتباعه، فالبلاد بأسرها كانت على قرني ثور والانزلاق إلى حرب اهلية كان قاب قوسين أو ادنى خصوصاً بعد (ليلة الخضراء) الدامية بين الطرفين.

لتستقر الأمور في النهاية إلى هذا الفريق الذي لا يخجل الكثير من أطرافه اعلان الولاء المطلق للجارة الإسلامية المجاورة لنا، أن النظام السياسي الحاكم عندنا قائم على عدة توازنات دولية وأقليمية وقومية ومذهبية وأن اختلال أي عامل من هذه العوامل سالفة الذكر يؤدي إلى انهيار المنظومة بالكامل كما يشتهي المواطن العراقي المسكين المتخم بعبارات الحرية والديمقراطية والتعايش والتداول السلمي للسلطة.

هذه التغريدة المليئة بالآمال البسيطة للمواطن البسيط الذي يمن النفس بالتخلص من هذه السلطة الحاكمة هو ما تريده النفس من دغدغة للأحلام والتطلعات العراقية بعيداً عن الواقع السياسي العراقي المعقد وبعيداً أيضاً عن التفاهمات الدولية بين نادي الخمسة الكبار في مجلس الأمن أو غيره، التغيير المنشود لا يأتي يا سادة يا كرام بالأماني أو الشعارات البراقة، التغيير ينتجه الوعي السياسي والاجتماعي لما هو محيط بنا، التغيير يأتي عن طريق صناعة طبقة سياسية رشيدة تأحذ البلد إلى بر الأمان والاستقرار بعيداً عن التجاذبات والمماحكات وصفقات الفساد المشبوهة واجتماعات الأحزاب.

لا تقلقلوا، لن يتغير شيء حتى تتغير العقلية الجمعية للعراقيين، فهذه أم التغييرات.