23 ديسمبر، 2024 2:50 م

آل من الآل

آل من الآل

على الرغم من انني لا املك ما يؤهلني الى تفسير القرآن الكريم والولوج الى معانيه العميقة الا ان ذلك لا يمنع من التدبر والتفكر في آياته الشريفة واستخلاص ما يمكن استخلاصه منها فمثلاً تأملت كثيرا في قوله تعالى في سورة التوبة الآية 122″ وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ” فوصلت الى حقيقة قد تكون بمستوى النتيجة يمكن استنتاجها من هذه الآية الشريفة وهي ان العلوم الدينية ليست حكرا على احد فالكل متساوون امامها من ناحية تحصيلها الوصول فيها الى مراتب عالية من الكمال الا ان هناك شيء مهم تنطق به الآية وهو القدرة على التعايش والتأقلم مع المجتمع او لنقل القدرة على التواصل مع المجتمع او ما يمكن الاصطلاح عليه بالترابط غير المحسوس مع المجتمع وهذا لا يمكن تحصيله الا عندما يكون العالم من المجتمع ومن بيئته ومنه في كل شيء والا كان وجود العالم كالدواء الذي يسكن الالام ولكن لا يعالجها او ينهي تأثيرها بالمرة وهو الامر الذي اعتقد انه كان وراء كون الامام المهدي من العراق وولد في العراق ليقود اهل العراق لنشر الدين الاسلامي في كل انحاء البشرية لذلك انفرد ال الصدر بهذه الميزة فضلا عن الكثير من المميزات التي جعلتهم في مقدمة الدعاة والائمة الهداة وانا على يقين ان النجاح الذي حققه السيد المغيب موسى الصدر لن يكون بنفس المستوى لو كان في بلد غير لبنان وهو نفس النجاح الذي حققه الشهيدين الصدرين (رضوان الله تعالى عليهما) في العراق والذي حققه ومازال يحققه البقية الباقية منهم السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) ولعل ما ذهبت اليه في هذا المعنى تثبته الكثير من الحقائق على الارض اوضحها اثنين وهما اقامة صلاة الجمعة والاعداد المليونية التي كانت تحضرها في مسجد الكوفة بإمامة المرجع الطاهر محمد الصدر وثانيهما النصرة المنقطعة النظير من ابناء الشعب العراقي لقائدهم السيد مقتدى الصدر ومنذ ان دنست اقدام الغزاة ارضنا الطاهرة والى يومنا

هذا ولعل ما نراه من توافد الالاف من ابناء التيار الصدري الى النجف الاشرف في يوم السبت من كل اسبوع وتحمل عناء السفر والمبيت في هذه الاجواء الباردة لتحقيق هدف عظيم عندهم وهو اللقاء بالسيد مقتدى الصدر والسلام عليه دليل اخر على ذلك وكأن هذه الجموع القادمة تريد ان تؤكد حقيقة الآية المباركة التي جعلتها موضوع لهذا المقال وحقيقة مهمة اخرى وهي ان الولاء والطاعة والانقياد امور لا يمكن فرضها على النفس البشرية وانما هي تجري بالدماء وتناقلها الاجساد من الاباء الى الابناء من جيل الى جيل .