18 ديسمبر، 2024 9:45 م

آل أسد واسرائيل وبيع الجولان

آل أسد واسرائيل وبيع الجولان

في عام 1949م كان الرئيس السوري حسني الزعيم اول رئيس عربي يعترف بإسرائيل والذي توج باتفاقيه الهدنة الدائمة التي تنازل فيها عن مستعمرتي ( مشمار هاردن ، وكعوش ) ومزرعة الخوري , ومنح عشرة أمتار من الضفة الشرقية لبحيرة طبريا لإسرائيل .
وكان رئيس وزراءه محسن البرازي هو عراب المفاوضات فقد اتصل بالاسرائيلين أكثر من مرة برعاية السفارة الأميركية في دمشق و وصلت المفاوضات إلى حد الاعتراف الكامل ب (دولة إسرائيل) و تجنيس ثلاثمائة ألف فلسطيني في سوريا باﻹضافة إلى عقد مؤتمر علني يجمع حسني الزعيم بالرئيس الاسرائيلي بن غوريون ، الأمر الذي فاجئ الرئيس الاسرائيلي ودفعه للرفض خوفا من ردة فعل الشعب السوري .
في ليلة 13 اب 1949 م ، قام مجموعة من الضباط بقيادة العقيد سامي الحناوي باﻹطاحة بنظام حسني الزعيم و اعتقاله هو و رئيس وزراءه محسن البرازي و ومستشاره الخاص نذير فنصه وأجريت لهم محكمة عسكرية صورية انتهت بإعدام حسني الزعيم و رئيس وزراءه محسن البرازي ونجا نذير فنصه من اﻹعدام ، وكان ذلك في صبيحة 14 اب 1949 م ، الذي أنتهت فيه فترة حكم دامت 137 يوما فقط لضابط متهور كانت له المقولة الشهيرة ( اريد أن أحكم سوريا يوم واحد فقط ، و اقتل بعده ) و كان له ذلك .
في 21فبراير 1966 قام صلاح حديد بانقلاب عسكري في سوريا وتم تعيين حافظ الاسد وزيرا للدفاع.
سقوط القنيطرة والجولان ودور الاسد في سقوطهما:
كتب الكاتب الإسرائيلي (جيرمي بوين) في كتابه (ستة أيام: كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط) يقول: ” وصلنا للقنيطرة من دون أي عائق تقريبًا… كان هناك غنائم في كل مكان حولنا. كل شيء كان لا يزال يعمل. محركات الدبابات لم تتوقف، معدات الاتصال لا تزال في وضع العمل، وقد تم التخلي عنها. سيطرنا على القنيطرة دون قتال”.
أما مجلة (التايم) الأمريكية، فقد نشرت تقريراً تقول فيه: ” خان راديو دمشق جيشه بإعلان سقوط مدينة القنيطرة قبل ثلاث ساعات على سقوطها. ذلك التقرير المتحدث عن استسلام مركز قيادتهم حطم معنويات الجنود السوريين الذين بقوا في منطقة الجولان “.
ويقول السياسي الأردني صالح القلاب: “أسقطت مدينة القنيطرة ببلاغ عسكري استباقي قبل أن تسقط بأكثر من 48 ساعة”، ويقصد هنا حرب 1967 التي كان فيها حافظ الأسد وزير الدفاع ومسؤولا عسكريا عن جبهة سوريا.
كشف تسجيل نادر بُثَّ على مواقع الإنترنت للرئيس العراقي صدام حسين عن خيانة الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد للقضية الفلسطينية.وأظهر مقطع الفيديو صدام حسين وهو يتحدث أمام المجلس الوطني قائلًا: “لقد كان الجيش العراقي يعسكر في دمشق بعد أن أوقفنا الهجوم “الإسرائيلي” على سوريا، وكنا قد تهيأنا لمهاجمة العدو “الإسرائيلي”؛ كونه كان منهكًا وقتها، وهي الفرصة السانحة لتحقيق هزيمة ساحقة للجيش “الإسرائيلي”، وقد شارك الجيش العراقي بثلاث فرق ولواء كامل، وكنا فقط نتجهز خلال ساعتين وتكون طلائع الجيش العراقي في أرض فلسطين”.وتابع صدام حسين قوله: “لكننا تفاجأنا بأن حافظ الأسد أصدر حينها أوامر بانسحاب الجيش العراقي؛ كونه توصل إلى وقف لإطلاق النار مع “الإسرائيليين”، وانسحب الجيش العراقي والمرارة في نفوسنا جميعًا؛ لأنهم لم يعطوا الفرصة لأن يطهر الجيش العراقي الأرض العربية وأرض فلسطين من المحتل “الإسرائيلي””.وأوضح المقطع المسجل لصدام تعليقه على موقف حافظ الأسد قائلًا: “أردت أن أكشف لكم عن ألاعيب هذا النظام الأسدي الخائن، وتخليه عن أبسط قيم الرجولة والشرف”.
حافظ الاسد باع الجولان ب 100 مليون دولار لاسرائيل:
يقول محمود جامع و صديقا مقرّبا من الرئيس الراحل أنور ، وأنّه قد زار سوريا مع السادات في عام 1969 (كان السادات نائبا للرئيس جمال عبد الناصر)، وكان من ضمن الوفد المصري الزائر لسوريا آنذاك حسن صبري الخولي الممثل الشخصي لعبد الناصر وياسر عرفات رئيس حركة فتح، وكان رئيس الجمهورية السورية هو نور الدين ألأتاسي وحافظ الأسد وزيرا للدفاع. يقول محمود جامع: (في صباح أحد الأيام اصطحبني السادات معه على انفراد ودون حراسة حيث كانت مخصصة لنا سيارة، وتوجهنا إلى هضبة الجولان بناء على رغبة السادات، وأقسّم بالله العظيم أنه وضع يده على كتفي ونحن واقفان على هضبة الجولان، وقال لي بالحرف الواحد: أنظر يا محمود هذه هي الجولان، وهل يمكن لأية قوة أن تستولي عليها بهذه السهولة حتى لو كانت إسرائيل؟….قال لي سأخصك بسرّ خطير، وهو أنّ هذه الهضبة دفعت فيها إسرائيل مبلغ 100 مليون دولار آنذاك بشيك تسلمه كل من حافظ ورفعت الأسد، وأودع في حساباتهما في أحد بنوك سويسرا، وأنّ رقم الشيك موجود لدى عبد الناصر في خزانته).
غرد “ايدي كوهين” الباحث الإسرائيلي في معهد ” بيغن- السادات” للدراسات الشرق أوسطية على صفحته بتويتر في 10 اغسطس 2018 “هل تعلمون أن وزير الدفاع السوري آنذاك حافظ الاسد أعلن عن احتلال الجولان يومين قبل دخول الجيش الإسرائيلي لكي يشيطن رئيس الجمهورية ويمهد طريقه الى الواجهه. وهذه الخطوة أعطت لإسرائيل ضوء أخضر”.
ضابط المخابرات السوري في الجولان أثناء 1967 الرائد خليل مصطفى الذي ألف كتابه (سقوط الجولان) وسجن بسبب ذلك الكتاب في 1975 لمدة ثلاثين عاماً ولم يفرج عنه إلا عام 2005. كشف خليل مصطفى حقيقة تسليم حافظ أسد الجولان لإسرائيل ساحباً كوزير للدفاع قطاعاته العسكرية من أرض المعركة،معلناً سقوط القنيطرة قبل سقوطها فعلاً لإبعاد الجيش من أرض المعركة خوفاً من سقوط النظام، فيسقط الجولان بأكمله.
وفي التاسعة والنصف من صباح يوم السبت (10/6/1967م) أذيع نبأ سقوط القنيطرة وهي عاصمة الجولان : يقول خليل مصطفى ص ( 155) :
البلاغ رقم 66 عن سقوط القنيطرة:
[بلاغ صادر من راديو دمشق صباح يوم السبت : يقول البلاغ : بالرغم من تأكيد إسرائيل لمجلس الأمن الدولي أنها أوقفت القتال فإنها لم تنفذ ما تعهدت بـه وبدأت قوات العدو صباح اليوم الضرب بكثافة من الجو والمدفعية والدبابات … وإن القوات الإسرائيلية استولت على مدينة القنيطرة بعد قتال عنيف دار منذ الصباح الباكر في منطقة القنيطرة ضمن ظروف غير متكافئة ، وكان العدو يغطي سماء المعركة بإمكانيات لا تملكها غير دولة كبرى …واستولى على مدينة القنيطرة على الرغم من صمود جنودنا البواسل ، ولا يزال الجيش يخوض معركة قاسية للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن … كما أن وحدات لم تشترك في القتال بعد قد أخذت مراكزها..] …
[ وفي الساعة ( 05ر12 ) صدر بلاغ عسكري يقول : إن قتالاً عنيفاً لا يزال يدور داخل مدينة القنيطرة وعلى مشارفها ، ومازالت القوات السورية تقاتل داخل المدينة تساندها قوات الجيش الشعبي بكل ضراوة وصمود …]
[أذيع نبأ سقوط القنيطرة في اليوم العاشر من حزيران ، وكان عبد الرحمن الأكتع وزير الصحة يوم ذاك في جولة ميدانية جنوب القنيطرة ، يقول سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع من الراديو ، وعرفت أنه غير صحيح لأننا جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو ، فاتصلت هاتفياً بحافظ الأسد وزير الدفاع وقلت لـه : المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة ، نحن جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو !!! فشتمني بأقذع الألفاظ ومما قالـه لي : لا تتدخل في عمل غيرك يا( … ) ، فعرفت أن في الأمر شيئاً !!؟].
ويقول خليل مصطفى ( ص 188):[إن الذي ثبت لدينا حتى الآن أن القوات الإسرائيلية لم تطأ أرض القنيطرة (رغم كل تلك المخازي والجرائم التي شرحناها) إلا بعد إعلان سقوطها بما لايقل عن سبع عشرة ساعة].
انتهى الجزء الاول
يتبع