توثيق التهديدات الايرانية وخرق السيادة.
جاء في المادة (2) من ميثاق الأمم المتحدة حول العدوان، بإن التهديد بالحرب دون إعلانها يعني أيضا عدوان، أي حتى لو لم يمارس بصيغة فعاليات حربية أو إرهابية. حيث تحاول بعض الدول القوية إبتزاز الدول الأضعف منها من خلال التهديد بالعدوان فيؤدي ذلك إلى نتائج قد تمثال نتائج العدوان العسكري. ونظرة خاطفة الى سلسة التهديدات التي اطلقها المسئولون الإيرانيون ضد بعض دول الخليج العربي كما بينا سابقا تدخل وفق هذا المادة ضمن مفهوم العدوان. ومن المؤسف أن الأنظمة الحاكمة لم تأخذ بعين الجد والإعتبار هذه التهديدات وتعتمدها كوثائق في مجلس الأمن. الأنكى منه لم يتطرق ممثلو الدول العربية إلى تلك التهديدات خلال كلماتهم على هذ المنبر الدولي فضيعوا على أنفسهم فرصا ثمينة لمواجهة وتحديد تخرصات ملالي طهران ووقاحتهم السافرة تجاه العرب، فملالي ايران لا يجرأوا على إبتزاز وتهديد الا العرب فقط. كما إن التدخل الإيراني السافر في الشؤون الدخلية العربية يعد إنتهاكا لسيادة هذه الدول، وهذا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. فهل خلت الدول العربية من خبراء في القانون لدولي؟ وإن كان الجواب كلا. فهذا يعني وجود توجيهات مباشرة من قبل الحكام العرب لممثليهم وخبرائهم في المحافل الدولية بعدم إثارة غضب النظام الإيراني! لكن لماذا نسمح لهم بإثارة غضبنا ولا نسمح لأنفسنا بإثارة غضبهم؟ ونحن أصحاب الحق وكما قيل الباديء أظلم؟ ربما يحاججنا البعض بأن الأمم المتحدة ليست نزيهة أو حيادية في مواقفها لا سيما إتجاه العرب. فالعراق وفلسطين والأحواز العربية المحتلة من أبرز النماذج على إنحراف الأمم المتحدة عن بوصلة مقاصدها. نقول هذا صحيح مائة بالمائة لكن اليس إثارة هذه المواضيع أفضل من السكوت عنها وذلك أضعف الإيمان؟
مراقبة معارض الكتب والأنشطة الثقافية الإيرانية.
معظم الأنشطة الثقافية الإيرانية تسير بموجب خطط مخابراتية في غاية الدهاء والفطنة. فهذه الوسيلة من أنجع الطرق لزرع الافكار الإيرانية المسمومة بين العرب سيما الجهلة والسذج والطائفيين وهم مع الأسف يمثلون الغالبية العظمى في الدول العربية. وهناك بعض دور النشر الممتلئة منشوراتها بالسموم الطائفية أبرزها مكتبة الثقلين ودار التوحيد للنشر ومؤسسة المحبين، ومؤسسة الاعلمي. ومن الملاحظ إن إسعار كتبها تكاد أن تكون مجانية فهي لا تغطي كلفتها لقصد واضح، كما إن الأدعية والكراريس العقائدية غالبا ما توزع مجانا. وأن معظم منشورات هذه الدور مخصصة لأغراض التصدير وليس الإستهلاك الداخلي. ونستذكر جميعا الكتب والمجلات التي كانت توزعها مجانا المراكز الثقافية الروسية في الدول العربية في عهد (الإتحاد السوفيي السابق). إنها دعاية عقائدية ذات توجهات وأهداف محددة. ولدينا في العراق تجارب مريرة بهذا الصدد، فبعد الغزو مباشرة بدأت معارض الكتب الإيرانية تنهال على العراق من شماله إلى جنوبة برعاية مباشرة من المجلس الإعلى للثورة الإسلامية. وبأسعار رمزية خصوصا الكتب ذات التوجهات الشعوبية كالشاهنامة للفردوسي والمثنوي للمولوي ورباعيات الخيام بطبعات مصورة ومزينة بلوحات مثيرة، وكذلك دواين أبي نواس ومهيار الديلمي وإسماعيل بن يسار وبشار بن برد صاحب الأبيات التالية:
إبليسُ أفضلُ مـتتتتن أبيكم آدمَ فتبينوا يا معشر الفجــــــــار
النارُ عنصـــرهُ وآدم طينـتتتةٌ والطين لا يسمو سمو النــــار
الأرضُ مظلمةٌ والنارُ مشرقةٌ والنارُ معبودةٌ منذ كانت النار
غالبا ما يقوم عدد من المحاضرين الموالين للنظام الإيراني بإلقاء محاضرات أو عقد ندوات ثقافية خلال إقامة تلك المعارض المشبوهة. كما إن بعض الأنشطة الثقافية قد تأخذ شكل دعوات ثقافية أو سياحية تقوم بها منظمات إيرانية خيرية أو ثقافية لكنها في حقيقة الأمر واجهات للمخابرات الإيرانية كمنظمة هابيليان الإيرانية ومقرها مدينة مشهد قرب مرقد الرضا، فهي توجه دعوات للعديد من الوفود والشخصيات العربية والإسلامية لزيارة مشهد، وترتب زيارات دعائية لمرقد الرضا متحملة جميع التكاليف مع مصرف جيب. وتوزع المنظمة على زوارها حوالي (300000) نسخة(CD) وكراريس مصورة مجانا! والأمر الذي يثير الدهشة إن المنظمة تدعي كونها مستقلة وتعترف في الوقت نفسه بتعاونها مع وزارة الدفاع الإيرانية؟ ولو رجعت الى موقعها الالكتروني سوف تتفاجأ بعدم وجود اية مواضيع تتعلق بالثقافة والسياحة، وانما التهجم على منظمة مجاهدي خلق والمعارضة الايرانية عموما.
من المفيد الإشارة إلى أن دور النشر الإيرانية أعادت طبع بعض الكتب العراقية دون الرجوع إلى المؤلفين او ورثتهم أصحاب حقوق الطبع منها مؤلفات الدكتور على الوردي كلها، وعبد الرزاق الحسني (تأريخ الوزارات العراقية) وعباس العزاوي (تريخ العراق بين إحتلالين) وغيرهم، وبعضها أضيفت له مادة أو حذفت منه بقصد معلوم، مثل كتاب (الثورة العراقية) للحسني حيث زورت الوقائع بما فيها عنوان الكتاب والصور فأضيف لأسماء الثوار من لم يكن لديه أي دور في الثورة، وحذف من كان له الدور البارز فيها. الأطرف منه إنه في الوقت الذي شكى الحسني من الدور الإيراني في الثورة! فإنهم عظموا دور إيران في الثورة. ومن الأهازيج الثورية حينها:
” بين العجم والروم بلوى ابتلينا*** ردنا الرفك وياه ما صح بدينا
أي طلبنا الصحبة منه ولم ننل مرادنا
ولو تمحصنا قليلا وإجرينا مقارنة بين معارض الكتب الإيرانية في الدول العربية والمعارض العربية في إيران سنصاب بصعقة قاتلة. فالنسبة لا تعادل أكثر من 1% لصالح إيران وهذه مأساة ثقافية حقيقية. الأنكى منه إن هذه النسبة الهامشية تخضع بدورها إلى شروط قاسية مثلا جميع الكتب التي عناوينها أو يرد فيها مصطلح الخليج العربي ممنوعة العرض في إيران.
مكافحة سموم الفضائيات الإيرانية أو العربية الموالية لأيران.
السموم تحتاج عادة إلى واسطة لتصل إلى أجساد ضحاياها والفضائيات خير واسطة لنشر سموم نظام الملالي والفتك بالعقول. لذلك ركز النظام الإيراني على حث عملائه لإنشاء فضائيات مع تزويدهم بكل المساعدات الفنية والتقنية والمالية. ناهيك عن المحطات التي تبث من إيران باللغة العربية كالعالمية والهدهد والدعاء. بمعنى إنها موجهة للعرب. أنظروا إلى هذا الكم الفضائي المهول:- المحطات الفضائية ذات الجنسية العراقية عددها (12) فضائية هي ( السلام والعدل لآية الله حسين إسماعيل الصدر. ومحطتا أهل البيت احدهما تبث باللغة العربية من كربلاء والثانية باللغة الأنكليزية من كندا. وثلاث محطات للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية هي ( الفرات والفيحاء والعراقية). وثلاث محطات لفروع حزب الدعوة هي (آفاق وبلادي والمسمار). وقناة (الغدير) للإتلاف الوطني. وقناة (الفرقان) وهذه المحطة أغرب من الخيال حيث تمولها أمريكا لصالح إيران عبر ما يسمى بشبكة الإعلام العراقي. ناهيك عن المحطات الأخرى. في الكويت مثلا توجد (7) محطات وهي تلي العراق مرتبة ( العدالة الأولى والعدالة الثانية. والأنوار الأولى والثانية والكويت والمعارف والأوحد) ولا أعرف موقف هذه المحطات من التصريحات الإيرانية العدوانية الأخيرة إتجاه الكويت التي سبق أن اوردناها في الجزء الأول؟ ولا كيف نفسر مواقفها تجاه خلية العبدلي التي تحدثنا عنها فقد التزمت جميعها الصمت المطبق! ثم المحطات اللبنانية (الايمان والمنار وNBN) وكذلك في البحرين وغيرها. لكن أين الفضائيات العربية الموجهة ضد إيران؟ سيما إن لدينا شعب عربي شقيق في الأحواز المحتلة، وهناك محاولات دنيئة لمسخ هويته العربية والمذهبية مما يستدعي إفشال هذا المخطط من خلال التواصل الثقافي والمعنوي معهم بكل الطرق المتاحة السرية والعلنية، فقد بات اللعب على المكشوف.
مراقبة حركة الأموال المتدفقة إلى إيران والمراجع الفرس.
ـ القنوات غير الرسمية
هناك الملايين من الدولارات تتدفق لإيران بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال وكلاء المراجع في الدول العربية كالسيستاني والخامنئي والحائري وغيرهم تحت مسميات الخمس والنذور وردً المظالم وموارد العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء والكاظمية. والحقيقة إنه لا توجد إحصائيات مضبوطة حول حجم هذه الموارد الضخمة. ولا تسمح المرجعية لأحد خارج حاشية المرجع الأعلى بالتعرف عن مقدارها أو حتى الإشارة لها ولغايات معروفة. وهناك وجهان للصرف أحدهما معلوم وهو الصرف على المشاريع التي تقوم بها المرجعية في عدد من الدول ومن المثير أن حوالي 90% من هذه المشاريع أقيمت في إيران رغم أن معظم الواردات مصدرها العراق ودول الخليج العربي! ويمكن الإطلاع على هذه المأساة في موقع السيد السيستاني المقيم في العراق في حين موقعه الالكتروني في إيران!
فقد صرح (حسين علي شهرياري النائب عن مدينة زاهدان في البرلمان الايراني) بأن” مكتب السيد السيستاني تبرع بحوالي مليار دولار لشراء تجهيزات مكافحة كورونا في ايران وانه ستشترى بهذا المبلغ معدات طبية لبعض المدن في محافظة سيستان وبلوچستان الايرانية. وكشفت مواقع اعلام ايرانية نقلا عن مسؤولين ايرانيين بأن المرجع الديني الاعلى في العراق السيد علي السيستاني تبرع بمبلغ مليار دولار لايران لمساعدتها في موااجهة فايروس كورونا المتفشي هناك خاصة في قم. وتداولت المواقع الايرانية هذا الخبر ونسبته الى وكالة ارنا الايرانية الرسمية .وحاولت مرجعية السيستاني ان تنفي الخبر، ولكن وسائا الاعلام الايرانية لم تنفيه. وسبق لوكالة ارنا الايرانية الرسمية قد اعلنت من خلال العلاقات العامة في جامعة جندي شابور للعلوم الطبية بمدينة اهواز (مركز محافظة خوزستان)، اهداء مستشفى من (120) سريرا في مدينة باوي شمال اهواز من قبل مكتب المرجع الديني (اية الله السيد علي السيستاني)، موضحة” انه تم خلال الاجتماع الذي عقد (في السابع من شهر تموز) بين اعضاء مكتب آية الله السيستاني وممثلي وزارة الصحة الايرانية الى جانب رئيس الجامعة (فرهاد ابول نجاد)، تحديد موقع المستشفى في مدينة باوي للمباشرة في عمليات البناء. وان رئيس جامعة جندي شابور للعلوم الطبية اذ رحب بهذه الخطوة الانسانية الهادفة الى خدمة اهالي المنطقة؛ دعا الى مزيد من المساهمات والمبادرات الانسانية المماثلة لسد حاجة المحافظة في مجال المشافي والخدمات الصحية. وبحسب التقرير نفسه، من المتوقع ان توفر هذه المستشفى خدمات علااجية وصحية لما يربو عن (200000) شخص من اهالي مدينة باوي والمدن المحيطة بها.
وفي هذا الإطار هناك تجفق مالي هائل الى عوائل المراجع في الخارج ولاسيما في الدول الأوربية واحياء لندن شهيد صحة كلامنا. وهذا الأمر يمثل إجحافا بحق شيعة العراق حيث يعيش مئات الألوف من الفقراء في محافظتي النجف وكربلاء ويسكن بعضهم في المقابر والمؤسسات الحكومية التي دمرها الغزاة. وهم أحق من غيرهم بهذه الثروة المنهوبة والمصدرة إلى إيران. ولكن الأشد خطورة منها هو أوجه الصرف السرية يؤكد ذلك كتمان أوجه الصرف وحجمها. فهناك أخبار تشير إلى أن بعض من هذه الأموال تستخدم لتمويل الخلايا النائمة في دول الخليج وكذلك تدريب وتسليح الميليشات الموالية لإيران. بمعنى أن مواطني الخليج يزودون إيران بالأموال اللازمة لتدمير أوطانهم وصناعة الفتن والشغب في دول الخليج نفسها. وهذه بحد ذاتها جريمة بحق الوطن والشعب.
ـ القنوات الرسمية
وتتمثل بالتجارة المهولة بين الدول العربية ونظام الملالي، على الرغم من الحصار الامريكي المفروض على النظام؟ وقد حافظت الإمارات على كونها الشريك التجاري العربي الأول مع إيران، رغم تراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى (11) مليار دولار عام 2017 (6.5 مليارات دولار صادرات إماراتية و4.5 مليارات صادرات إيرانية). وكان التبادل التجاري بين الطرفين بحدود (16) مليار دولار عام 2016 (12 مليارا صادرات إماراتية، و4 مليارات صادرات إيرانية، وتحتل إيران المرتبة الرابعة في قائمة الشركاء التجاريين للإمارات، في حين تعتبر الأخيرة الشريك التجاري الثاني لإيران بعد الصين. ووفق مصادر إيرانية، فإن عدد الشركات الإيرانية المسجلة رسميا في دبي وحدها يبلغ 7660 شركة، كما تتحدث مصادر أخرى عن وجود ما يقرب من 13 ألف رجل أعمال إيراني برؤوس أموال ضخمة يستثمرون في الإمارات. هذا مع احتلال ايران الجزر الاماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التي لم تؤثر على العلاقات الاقتصادية المتنامية والمتينة بين البلدين. والأمر الأسوأ هو العلاقات التجارية بين العراق والنظام الايراني التي تتجاوز (13) مليار سنويا، وخلال زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لى ايران الأخيرة، عبر النظام الايراني عن رغبته بزيادة التبادل التجاري مع العراق وصولا الى (20) مليار دولار سنويا. الحقيقة لا يوجد ما يسمى بالتبادل التجاري، فالعراق يصدر الى ايران بضائع لا تتجاوز قيمتها بضعة ملايين من الدولارات، مقابل المليارات، علما ان المنافذ البرية والبحرية والجوية تسيطر عليها الميليشيات الولائية التابعة للنظام الايراني، ويجري التهريب على قدم وساق، سيما عبر اقليم كردستان والمنافذ الجنوبية، كما ان البنك المركزي العراقي يبيع مئات الملايين من الدولارات يوميا عبر ما يسمى بمزاد العملة الى شركات وهمية، ومعظم مبيعاته تمثل غسيل اموال ومآلها ايران، ولا أحد يجرأ على إيقاف مزاد العملة، بل الويل له ان فكر في الموضوع، اي مجرد تفكير.
للموضوع تابع