23 ديسمبر، 2024 4:14 م

آلية التطوير في “الجودة الشاملة”

آلية التطوير في “الجودة الشاملة”

اذا ما قمنا بتقييم تطور المنتجات الصناعية من وجهة نظر ادارة الجودة الشاملة، فاننا سنجد الأسئلة الهامة التالية:
*هل يتم تطوير منتجات جديدة بفعالية ؟

*هل ترضي هذه المنتجات متطلبات وأذواق الزبائن؟

*هل عملية التطوير تمشي بسلاسة ودون معيقات؟ وسيترتب على هذه الاجابات توجه عملي لمسارات التطوير بالمستقبل، علما بأنه توجد هناك ثلاثة توجهات بمجال تطوير المنتجات:

(1) مراقبة الموارد وحسن ادارتها، وتعني بناء الجودة والتكالبف في المراحل الاولى للتخطيط والتصميم، ويسعى هذا التوجه لتقليل المتغيرات التصحيحية لحدها الأدنى بعد الانتقال لنمط الانتاج الكمي الكبير.

(2) ادارة بدء التشغيل: وهي الخطوة الاولى التي تلبي متطلبات بدء الانتاج الفعلي،ويتم التركيزهنا على تجميع بيانات ومعلومات هامةعن أسباب عدم المطابقة ان وجدت، وكذلك اجراء عمليات تصحيحية ملائمة في نوعية المنتجات وأصنافها ونظم العمليات وبطريقة شمولية عاجلة، مما يؤدي لتخفيض معدلات العيوب والأعطال أثناء التشعيل الأولي للمنتجات الجدبدة.

(3) صيانة وتحسين نظم تطوير المنتجات، ويعني هذا التوجه رسم التعديلات المطلوبة وتطبيقها ومعالجة مشاكل الجودة الناتجة بعد التشعيل الابتدائي، وكذلك

معالجة مشاكل عدم المطابقة المكتشفة (جذريا) في هذه المرحلة، والتحري الدقيق عن سبب وقوعها وسبب عدم اكتشافها.

يجري خساب التكاليف في كل مرحلة بدقة ودراسة أسباب انحرافها عن القيم المالية المخطط لها، كذلك السعي لمراقبة الفروقات والاختلافات بين جداول التطوير النظرية والعملية، والتعرف بدقة على اسباب الحيود والتاخير وبحث الأسباب، وعلى سبيل المثال فقد كان من أهم مواضيع الادارة في اليابان قي الخمسينات بحث أسباب الأعطال الكبيرة، وكيفية اختزالها ولكن الموضوع الأهم اليوم يتلخص بكيفية تطوير منتجات جديدة ترضي الزبائن وأذواقهم المختلفة، وكذلك كيفية ضمان استقرار مستوى الجودة لهذه المنتجات منذ بداية التشغيل الأولي التجريبي …

هكذا يمكن القول أنه كلما كانت هناك مشاكل، كلما أصبحت هناك فرص احسن للتحسين، وليس من المبالغة التأكيد على خصائص الجودة الشاملة في تطوير منجات جديدة فهي تتسم بما يلي:

*بناء الجودة في عمليات التطوير.

*ادارة عمليات التطوير وما يترتب على ذلك من معايرة مستمرة للمنتجات.

*التعاون والتنسيق بين جميع الدوائر ذات العلاقة.

*التعليم والتدريب المستمر التفاعلي لكوادر التطوير.

*التحسين المستمر لعمليات التطوير.

وحسب خصوصية المنتج، فان ادارة المنتجات المتطورة تسعى لتبني أحد التوجهين التاليين:

*ادارة موجهة للاقتصاد وتتميز بالحس السوقي الربحي واستغلال الموارد المتاحة على أكمل وجه.

**ادارة موجهة للتصنيع وتسعى للربح بواسطة الجودة المتفوقة ، وعن طريق انتاج سلع جذابة ذات قيمة رفيعة المستوى، كما تسعى لتحسين كافة الموارد بما فيها الموارد البشرية.

وقد يتم هنا بقصد دمج حلقة ديمنغ العامة “خطط-اعمل-فتش-نفذ” مع التطبيق الصناعي العملي لتوكيد الجودة: مراقبة تكاليف الانتاج- مراقبة الانتاج الفعلي- مراقبة وادارة المبيعات، حيث تسير هذه العجلة بديمومة لا تنتهي وبشكل تصاعدي يسعى للتحسين المستمرلكل من عناصر: الجودة،التكاليف، التسليم، السلامة ومعنويات وأجواء العمل السائدة (وهنا يجب الاهتمام ببناء ثقافة عمل ايجابية تفاعلية)…هكذا نلاحظ أن جودة الانتاج تسير جنبا الى جنب مع كل من تخفيض التكاليف وجودة الخدمات المقدمة ومع السلامة ومعنويات العمل والأداء (التحفيز بأشكاله المختلفة).