18 ديسمبر، 2024 8:23 م

آلهة التكتك.. ترسل ريحا صرصرة؟!

آلهة التكتك.. ترسل ريحا صرصرة؟!

إنه أنزل في ليلة ظلماء، تزاحم في سماءها الغيم، وتنادى على سفحها المطر، تقشعر لوقعها الأبدان وتشرئب لوقعتها الأزر، غياهب السفح حيث الدغل، وشمائل الونى بالاسل، يومئذ ينادي المنادي إلا لعنة التكتك قد حلت.
فتح له الباب، وتناثر الرجال على أطرافها وتقدم بكل هدوء، حتى عتبة تلك السيارة الفارهة، فجلس خلف المقود، ينتظر لحظة الانطلاق، ليصل إلى مبتغاه، مدعيا الولوج.. إلى قلب الجماهير، فما ان وصل تلك الصخرة، اصطدم بذاك الواقع و الرد الرافض، لكل انواع الركوب، فعاد يجر اذيال الخيبة، يراوح مكانه، مستلقيا بترف على منضدة البليارد ينتظر الدور القادم، لعله يكسب الجولة.
نمو الوعي الجماهيري، وتنامي الروح الوطنية الثائرة، ألقت بضلالها على كينونة الشباب، وصنعت منهم جيلا، يأبى كل أنواع الخضوع، ومتمسك ببذرة الثورة، التي رسختها شعائر حسينية، في اذهان ووجدان الشباب العراقي الوطني، نمى هذا الجيل دون قيود، ولا جلد للذات، بل في بودقة الانتصار العظيم الذي تحقق بفضل الابطال من القوات الأمنية والمتطوعين في الحشد الشعبي وغيره من التشكيلات، التي رسمت وجها مشرقا لهذا الوطن، كان عماده شباب بعمر الزهور.
مواكب النصرالحسينية، تلك التي غرست على مدى أعوام عديدة، الروح الثائرة والأهداف النبيلة التي مثلتها القضية الحسينية، وكيف اذكت تلك الشعلة المتقدة في أرواح وقلوب البراعم الحسينية، التي ما ان ازهر ربيع شبابها، حتى أصبحت، ثورة ناصعة ضد الباطل والظلم، لن يقف في وجهها اي خوف.. نعم تلك المواكب الحسينية، كانت مشروع عظيم، حان وقت قطاف ثماره التي لم ولن تنضب.
ما فعلته المواكب والسيرة الحسينية، في الدفاع المقدس عن الوطن والمقدسات، كانت خير ظهير لادامة المسيرة واحراز الانتصار، وهي اليوم تكرر وقفتها في ادامة التظاهرات وخير سند للاعتصام، في دعمها اللوجستي وضمان الاستمرارية، حتى تحقيق المطالب واصلاح اركان الدولة.
أصحاب تلك العربة ثلاثية العجلات، التي كان دورها، كبير في اضفاء البياض الناصع على صفحة تلك الثورة.. وان الثورات يتقدمها الفقراء، واصحاب المبادئ، و يقودها الغارقون في الوحل، حيث المناطق المعدمة المكدسة بالبشر، وذات العيش البسيط والمطالب البسيطة.

لوحة النصر، رسمت منذ انطلاقها، هدفها واضح وشعارها..

هز عروش الظالمين، وزلزل قصورهم، وعصف بعقولهم الشاردة نحو المغانم.. رغم كل محاولات التسييس والاختراق، والاندساس نحو التخريب والقتل والصدام، يبقى خط السلمية هو الطريق المستقيم الذي ينتمي له الأغلبية الصامتة، التي دعت إليها المرجعية الأكثر صمتا إلا في قول الحق وتعرية الباطل، فنطقها يكون كالسيف القاطع والحسام القاصم.
آلهة التكتك… مدت يدها البيضاء، وايقضت ذاك الشاب صاحب التسريحة الغريبة، و همست في اذنه يا أيها العظيم، انت لها في المحن، فاصحاب الجكسارات، لا دور لهم في قطف ثمار ثورتك فانهض، واسحق كل تلك العجول السمينة، فلحمها من قوتنا، وثرائها من جوعنا، قد بدء يوم الحساب، وقل لأصحاب التكتك، انكم اليوم منتصرون، و غدا يقرأ الأطفال، قصة التكتك والوطن.