17 نوفمبر، 2024 9:20 م
Search
Close this search box.

آلا ياليتنا  كالغربان في عدلها

آلا ياليتنا  كالغربان في عدلها

من  المعلوم ان الغراب نذير شوؤم عند البعض ومع نذير شؤمه يعلمنا  مما علمه الله ليلقننا درسا في العدالة والأخلاق  وكيف الله علمه ان يقيم العدل بين أقرانه على اعتبارهم مجتمع او فصيلة مستقلة تحكمها قوانينها  وأعرافها حيث  تشير بعض المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان  بان للغربان قضاة  حق ومحاكم ساحاتها الحقول  وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى لها ولكل جريمة عند الغربان عقوبتها الخاصة بها  فمثلا جريمة  سرقة طعام الأفراخ الصغيره: تقضي بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجز عن الطيران كالأفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها  ليشعر بجوعها وعطشها وحاجتها الى الرعايه اما جريمة اغتصاب العش أو هدمه فتكتفي المحكمة بإلزام  الغراب المعتدي بناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه وجريمة الاعتداء على أنثى غراب أخر:تقضي محاكم  الغربان بقتل المعتدي ضربا بمناقيرها حتى الموت ودفنه دون ان تمثل بجثته. وتنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة,تجتمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد,ويجلب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة, وتبدأ محاكمته فينكس رأسه,ويخفض جناحيه,ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه . فماذا لو قارنا بين من يسرق حصتنا التموينية  ألمخصصه في بطاقتنا التموينية العتيدة والتي ورثناها من آباءنا وتوارثها أطفالنا عنا والتي مضى على سنها اقل من ربع قرن بقليل  والتي جاءت نتيجة حصار ظالم مات فيه من مات جوعا أو مرضا وعاش فيه من عاش زهدا أو نكدا وكنا نعلل النفس بأنها ستزول بزوال أسبابها وإنها حالة من حالات الطوارئ التي لا يمكن لها أن تستمر وتغيرت الأحوال وتغير الساسة والعملة والعلم وبقيت البطاقة التموينية ملازمه لنا بل تكاد أن تكون الوثيقة الوحيدة التي نثبت فيها عراقيتنا   وقد تعاقبت ادوار السادة المسئولين بين من يهمل رعايتنا ويقتل أطفالنا جوعا أو رعبا  أو من يتلف قوتنا خزنا أو نقلا دون أن يغترف بتقصيره , بل يبرر وينسب تقصيره الى غيره فالطحين السيئ يكون بسبب المطحنة والرز بسبب (الشلابه – المطحنة التي تنظف الرز من الشوائب ) والشاي بسبب الفلاحة السريلانكيه والزيت  منقوص الوزن بسبب الوعاء الحاوي والسكر الأسمر تماشيا مع ألبشره ألبرازيليه والصابون  لانتفاء حاجته لان الماء يكفي طهورا أما حليب الأطفال فهو تشجيع للرضاعة الطبيعية  ويصر على  تبريراته  تماشيا مع اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون ,آلا ليت رعاة  أمرنا  يقيمون العدل الذي يقيمه الغراب على كل مقصر عندها سنتمتع بحصتنا  التي باتت لاتصل ألينا لا في وقتها ولا في كمياتها, يا ترى هل التقويم اختلف ونحن نستلم  حصة الشهر الرابع في الشهر الثامن دون ان نعرف في أي شهر نحن  هل في شهر أب او في نيسان  وما علينا الا ان نصدق قول الوكيل بان هذه حصة الشهر المعلوم لديه  ثم اختزلت السنه ب 11 شهر ولا نعرف  ماذا نسميها  مع علمنا  بان كل التقاويم  ألسماويه والوضعية تشير بان ألسنه 12 شهر لكن ألسنه التموينية للعام الماضي كانت أحدى عشر شهرا وقد عرفها العارفون باسم السنه التموينية التعيسة  على خلاف ألسنه  ألتقويميه الكبيسة وعندما نتسائل عن السبب لكل منهم تبريراته العرجاء  فالوكيل ينسب  السبب الى المخازن والمخازن الى الناقل والناقل يعلقها على شماعة الوقود ، لكن لا احد استطاع ان يبرر لنا كيف أصبحت السنه  احدى عشر شهرا ومن هذا الذي لديه الاستطاعة والشجاعة ليغير سنة الاوليين   ؟ هل من جراه لتحمل المسئوليه .. وهل من رادع لمن يتقاعس في عمله ؟   ان الثواب والعقاب حق وواجب على الجميع وقد قيل من امن العقاب أساء الأدب وهل من أساءه  اوقلة أدب أكثر من الذي يسرق حليب الأطفال , ولو غاب القط العب يافار لكن مشكلتنا بات القط والفار يلعبون في ذات الملعب ومن  نافلة القول بان الانسان هو خليفة  الله في ارضه  ومن شروط هذه الخلافه  العدل والانصاف  بين الراعي والرعيه   إلا إننا بتنا متشائمين من هذا الراعي أكثر من شؤمنا حين ينعق الغراب فوق ديارنا . ألا ليت  ولاة الأمر يتذكرون بان العدل أساس الملك   عندها سنتمتع بحصتنا ونأمن على عشنا ونحمي عرضنا من فاقة السؤال والحاجة  وهل من يوم صحوة ليقول احدهم ( يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ)  .

أحدث المقالات