23 ديسمبر، 2024 12:40 م

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
لم تتخط الشهيدة آلاء فوزي نعمان محسن، الربيع الخامس عشر من عمرها، فارقت دنيانا، وفي طفولتها، بريق توق لحياة لم تعشها؛ فالطاغية المقبور صدام حسين، يحظر على العراقيين، أن يعيشوا براءتهم.
لم تهمس لصديقتها بسر إنثوي، ولم تحلم ولا تتمنى، فقد ساقتها حراب بنادق جهاز أمن صدام الخاص، الى حتفها، خالدة، في جنان النعيم، يوم يكب الطاغية وجلاوزته، في الجحيم.
لم تمهلها قسوة المقبور، برهة من عمر تحلم به وترسم مستقبلا للآتي، الا انها بترت من دون آت، مستغرقة في هناء العيش مدة وجيزة.. قطعة مستقيم تصل العام 1974.. سنة ولادتها، بتاريخ إستشهادها في 1989.
“لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي” فلا مروءة ولا رجولة لوريثي الحرس القومي، الذين لا يرعون حرمة ولا يتوقفون عند حرة.. لا غيرة لديهم؛ إذ يعتقلون شابة، في الطرف الأقرب الى الطفولة من يفاعتها، قبل ان يتسنى لها ان تنتقي سبيلا لحياتها.. إعداما.
تذرع المجرمون بمشاركتها في الانتفاضة الشعبانية، تبريرا لفعلتهم الشنيعة، أوان محظور على العراقيين، قول: “آه” وهم ينغزون بإبر فولاذية محماة تستعر بجمر ديكتاتور البعث الفظيع!
إعتقلت آلاء اولا، وحشرت ضمن بطلات الانتفاضة.. زينبيات الموقف، مثلما سلفهن الاعلى، وقفت مع أخيها ابي عبد الله الحسين.. السلام عليهم، تركت آلاء مقاعد الدراسة، تقف وجمع من حاملات رسالة فاطمة الزهراء، ضد الطاغية المقبور.
بالاعدام إنتهت مشكلتها، لكن فغر القدر ثغر جهنم.. لا ليبتسم لعائلتها، بل ليذكرهم بجبهة الاعدامات المشرعة درفتي بوابتها؛ كي تلحق الهزيمة بالحق.
عانت عائلة آلاء قدر مؤذيا من الاستفزازات البعثية، كعادتهم، من قبل الجهة التي أعدمتها.. وما زال عذاب المجرمين مؤجلا.. لله.. يقضي بأن “يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم”.
هنيئا لآلاء فوزي وشقيقات الجنة من حولها.. هذا المقام الطيب.