24 نوفمبر، 2024 8:23 ص
Search
Close this search box.

آلاء طالباني الوجه البائس للاكراد

آلاء طالباني الوجه البائس للاكراد

عالم السياسة وسيع وان الداخل فيه ينبغي ان يكون على مستوى سعتها او يمتلك مقدارا معتدا به ، السياسة كحقل الغام الماشي فيه يتوخى اقصى حالات الحذر ، انه منطقة فيها القاتل من دواب الارض تنهشه على حين غفلة ليلقى حتفه ، حيز مليئ بالاهوال والمخاطر . عالم حساس وخطير في وطن اوضاعه متازمة تتقاسمه الطائفية ، والقومية ، والمناطقية .
مهمة السياسي عندها تكون اصعب اذا كان يريد اصلاحا في ذلك البلد او خيرا ان يتخلى عن كل شيئ الا الوطن ، يوظف كل امكانياته من اجله ، يختار الكلمة المناسبة والجملة الموافقة لا يجرحه ولا يؤلمه بكلامه ليزيد آلامه الكثر وان ينتقي المكان والزمان المناسبين للتصريح لا ان يلقي الكلام على عواهنه ليتفجر قنبلة على الناس لسوء التقدير والاختيار .
ولعل من اغرب ما صرحت به الاء الطالباني من على شاشة احدى الفضائيات الكردية بعد ان سالها عن الاحداث الاخيرة التي تمر بها بغداد قالت : ( بغداد الى الجحيم ان ما يهمنا مصلحة واستقرار ( كردستان ) ، في تحدٍ صريح وواضح لمشاعر الشعب وعدم مراعاة لابسط قواعد الآداب والاخلاق والانضباط وكما قالوا بان اللسان عقل ناطق . عندما يعيش امثال هؤلاء حالة الترف والسلطة فانهم يطلقون العنان لالسنتهم لكي يسجلوا نقطة لصالحهم ويبقوا اكثر في هذه الحالة بالاخص عندما يكون الطرف المقابل ضعيفا ويلبي كل ما يطلب منه بانبطاحية ووهن واضحين فلماذا لا يتمادى الخصم ويصل الى هذا المستوى من التصريحات النارية الانفعالية التي تمس حتى كرامة البلد ، الاء الطالباني التي لم تحكم عقلها وتضبط حساباتها ولم تعلم بانها حالة قصيرة سيتبعها لعنة التاريخ والناس اجمعين لانها لم تعش صحوة الضمير بعد .
لقد عاشت الاء الطالباني معنى ( الكردوية العنصرية ) والشوفينية والقومية التي كثيرا ما ترمي بها الاخرين وتنسى نفسها وسط فوضى وتخبط من خلال زيارتها المجرم قاتل الصحفي الدكتور محمد بديوي بدم بارد ، لولا ان انفضح امره وطالب زملاء الضحية بالضغط على معاقبة القاتل والا لهرب الى كردستان كما هرب الذين من قبله من قتلة الشعب والوطن وانتهى الامر لتصبح تلك المناطق مكبا للمجرمين .
الداخل الى هذا العالم ينبغي ان يمتلك من الخبرة والحكمة الشيئ الكثير الذي يؤهله لخوض غمارها والا فهو كالذي يقع البحر وهو لا يعرف العوم وقد قيل ( لا تقعن البحر الا سابحا ) ، وهذا ما وقع به اغلب سياسيي العراق الذين غرقوا وأَغرقوا واوصلوا البلد الى مستوى لا يحسد عليه ، وانزلوه بعد علو واذلوه بعد عز ، فلا يخفى على المتتبع من ان تصريحات الاء الطالباني التي لا تنفع الوطن لا من بعيد ولا من قريب اذا كانت تؤمن بوطن اسمه العراق ويهمها
مصلحته واستقراره ، لان الوطن اذا حزن أحزَن الكل واذا فرح أفرَح الكل ولا اظن بان العراق يهمها بقدر ما يهمها ( الاقليم ) ، وهذا هو ديدن الساسة الاكراد وان اختلفت اللغة واللهجة في التصريحات ، فالكل يصب في مصب العصبية والمناطقية الضيقة وسط قصور في التفكير وضيق في النظر الى المستقبل .
لم تكتف الطالباني بما قالت بل وصفت القاتل بانه بطل يحظى باحترام الشارع الكردي ، وانه غير نادم على فعلته ، وهو فخور بدفاعه عن الاكراد واعتبرته ابنا لعائلة طالباني ، وان الحكم الصادر ضده باطل وغير قانوني وسيحصل على عفو رئاسي ويحلق في سماء كردستان مما استدعى الخبير القانوني طارق حرب ان يرد عليها بان لا يحق لرئيس الجمهورية ان يمارس هذا الحق .
هذه التصريحات تزيد هؤلاء المتهورين شراسة ووحشية وتشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم بالاخص اذا شعروا ان هناك من يدعمهم ويشجعهم ويدافع عنهم فان الذي يشجع على الجريمة فانه مجرم ايضا ، لقد عانقت الطالباني الاجرام عندما عانقت القاتل وذرفت الدموع على موت الضمير وسقوط القيم وداست العقل والقانون بهذا السلوك المزري الذي يكشف عن الثقافة المحدودة والخبرة اليسيرة والتخبط والفوضوية التي تعيشها هذه المراة .
ان السبب في وصول الاوضاع الى هذا المستوى المتردي هو انبطاح العمائم وتنازلات اللحى من قبل ائتلاف لم يعرف الائتلاف يوما يحسبهم الناظر جميعا وقلوبهم شتى قد تعلقت بمصالح شخصية بعيدة عن الوطنية والمهنية الى ان طمع فينا امثال آلاء وصارت دماؤنا رخيصة وكرامتنا مبتذلة .
لم يكن الاكراد اقوياء الى هذا الحد بل اننا ضعفاء الى ابعد الحدود ولقد كرم الائتلاف الوطني الشعب احسن تكريم بان ارسل علي العلاق معتذرا الى آلاء الطالباني على محاصرتها من قبل المتظاهرين وقت اقتحام البرلمان وفرت هاربة حافية القدمين ، لكي تمعن باهانة الشعب والقيم .
النظرة السائدة الراهنة عند الاكراد هي كن متعصبا ، شوفينيا ، قوميا الى النخاع تكن وطنيا وكرديا اصيلا وبخلافها فانت خائن لا تستحق الحياة ، وهذا ما واجهته تافكة احمد العضو في حركة التغيير ( كوران ) التي يراسها نوشيروان مصطفى عندما ايدت واصطفت مع المعتصمين ضد هيئة رئاسة البرلمان الجبوري ونائبه عن التغيير ارام شيخ محمد وخالفت الاجماع الكردي والتهديد والفصل الذي ينتظرها من جراء ذلك قالت تافكة : ان التغيير طردني لمواقفي الوطنية وان الاحزاب الكردية تحاصرني لايماني بوحدة العراق ولمطالبتي بمحاربة الفساد في الاقليم والمحاصصة في البلد ووصفوني بالخائنة للشعب الكردي وكردستان والمتواطئة مع الخونة في بغداد واضافت اني الان مطوقة ومقيدة بسبب ذلك .
ان الشعار المتبع عند الاكراد في الوقت الراهن اغلق عينيك وفمك وسد اذنيك ولاتفضح ما يجري في الاقليم من فساد مستشر كالسرطان ولا تقل بان البارزاني
سارق وابنه مسرور قاتل والعائلة المالكة باذخة ومتلفة لاموال لا يحق ان تتصرف بها ، قال النائب عن كتلة التغيير لطيف مصطفى امين : ان الفساد الاداري والمالي مستشر بصورة سرطانية في كل مفاصل الدولة وان الاقليم قد يشكل النسبة الاعلى .
نسيت الاء الطالباني ان تدافع عن ابناء جلدتها الايزديين اذ يصفهم مسعود البارزاني انهم اعرق الكرد ، عندما انسحبت قوات البيشمركة عند دخول داعش الى المنطقة وسلمتها على طبق من ذهب ليعثوا فيها فسادا وسبيا وقتلا وسط صيحات الاستغاثة من ابنائها ، ولكن لا من سميع ، لم تسمع نداء نساء سنجار اللاتي باعوهن بثمن بخس في سوق النخاسة في صورة اخجلت العالم قبل ان تدافع عن دعاء المراة الايزدية التي قتلت في قضية شرف معروفة ، وان تصريحاتها بهذا الشان وفي هذا الوقت جاءت لاغراض سياسية وحزبية مكشوفة . اعترف رئيس برلمان كردستان يوسف صادق بان البيشمركة الكردية انسحبت من مدينة سنجار في شهر آب سنة 2014 جاء كلامه في حوار اجرته معه وكالة نوفستي الروسية في 24 آيار وقال يجب ان تتم محاكمة هؤلاء وان يواجهوا العقاب .
آلاء الطالباني ملغومة حقودة الى العظم دفنت كل قيم المحبة وقتلت كل روافد المودة واغتالت كل ينابيع الوطنية ، وباتت تنطلق في كل سلوكياتها منطلقا قوميا (كردويا ) مقيتاً من اجل المزيد من سرقة الوطن من اموال ونفط وثروات مستغلة بذلك وقتا حساسا وظرفا عصيبا يمر به البلد اسوء وابشع استغلال عرفه تاريخ العراق الحديث ، من خلال مساعدات خارجية ومد اسرائيلي اسود لقضم هذا الجزء من الوطن بتشجيع ودفع من اللوبي الصهيوني في واشنطن .
بعد هذا هل يستحق امثال هؤلاء المسؤلين من قيادة وتمثيل دولة ذات سيادة وحدود ، ام انه القدر والصدفة والحزبيات التي اصعدتهم الى اماكن ما كانوا يعرفونها حتى في احلامهم ، انها خطة ومؤامرة لتركيع واضعاف هذا الوطن العظيم حتى لا يستطيع يوما ان يشكل خطرا على اسرائيل بجيشه واقتصاده وعلمائه واقتداره ولقد قالها اصحاب القرار وصناع الحروب والازمات اننا سنرجع العراق قرونا الى الوراء .

أحدث المقالات

أحدث المقالات