23 ديسمبر، 2024 9:38 ص

آفه جديدة تضرب المجتمع : خطر تزايد الانتحار في العراق يدق ناقوس الخطر

آفه جديدة تضرب المجتمع : خطر تزايد الانتحار في العراق يدق ناقوس الخطر

يشهد العلم تزايد كبير وملحوظ في عدد حالات الانتحار بين الفتيات والشباب في معظم العالم ، واليوم انتقلت هذه الافه  وازدادت في بلدنا ، حيث كشفت مفوضية حقوق الانسان عن زيادة معدلات الانتحار، حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقرب من مليون شخص في العالم ينهون حياتهم انتحاراً في كل عام، اي ما يعادل حالة وفاة واحدة في كل 40 ثانية، لكنها في العراق ذات خصوصية، حيث سجلت نسبة 60 بالمئة خلال العام  الماضي عن سابقتها ، كما سجلت 633 حالة انتحار خلال عام 2013 واشارت الاحصائية  الى ان محافظة ذي قار سجلت اعلى حالات الانتحار في المحافظات بـ (369) حالة ، معظمها من الشباب الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاماً.
حيث أقدمت فتاة تبلغ من العمر (14 عاماً) على الانتحار شنقاً بواسطة (فوطة الرأس) في منزلها بناحية الغراف شمالي ذي قار.
وقال مصدر في مديرية شرطة محافظة ذي قار ، أن فتاةً في الـ(14) من العمر اقدمت على الإنتحار في ناحية الغراف شمالي محافظة ذي قار .
واضاف المصدر : استخبر مركز شرطة الغراف بحدوث حالة انتحار في الناحية وعلى الفور انتقلنا وبصحبة خبراء الأدلة الجنائية وقاضي التحقيق , مضيفا “وجدنا المدعوة (ز.غ.ط) والبالغة من العمر 14 عاما منتحرة باستخدام (فوطة الرأس) بعملها على شكل حبل معلق في باب الغراف والصعود على منضدة حديدية صغيرة” .
وأشار المصدر إلى أنه بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ورفع البصمات قرر قاضي التحقيق المختص التعمق بالتحقيق لمعرف الأسباب والدوافع التي أدت إلى الانتحار، هذه حاله نهايك عن الحالات الغير مسجلة ، لاسيما ما يتعلق بمحاولات الانتحار المتكررة و لأسباب متعددة، ومن اجل تسليط الضوء على هذا الموضوع المهم والذي يضرب اطنابه المجمتع ويستفحل في بلدنا كان لنا هذا التحقيق للحد من هذه الظاهرة ومعرفة اسبابها ، من اجل تسليط الضوء على بعض هذه الحالات والبحث عن الاسباب الكامنة وراء اقدام نساء من مختلف المحافظات على الانتحار ، المحرم شرعا والمنبوذ عرفا.
تسجيلات مفوضية حقوق الانسان
وقال عضو المفوضية مسرور اسود ان 633 حالة انتحار مسجلة بشكل رسمي في العراق خلال عام 2013 ، وبزيادة وصلت 60 % عن عام 2012، مشيرا الى أن مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية، فضلا عن حالات التفكك الاسري تقف وراء دفع العراقي الى الانتحار.
واضاف اسود ، ان حالات الانتحار خلال سنة 2013 توزعت بواقع 369 في  ذي قار و76 في ديالى و68 في نينوى و44 في بغداد و33 في البصرة و16 بالمثنى و15 في ميسان و12 في واسط، وبيّن ان طرق الانتحار تراوحت بين الشنق بالحبل والغرق واستخدام السلاح الناري.
 اما عن دور وسائل التكنلوجيا الحديثة مثل الانترنيت ، ففي روسيا تلقت الهيئة الروسية لحماية حقوق المستهلك في الفترة خلال ثلاث اشهر الاولى من العام الماضي 3851 شكوى حول نشر معلومات تصف مختلف طرق الانتحار وجاء في الموقع الإلكتروني للهيئة أنها أصدرت 3699 قرارا يقضي بإغلاق المواقع الإلكترونية التي تنشر مثل هذه المعلومات الخطرة.
والى ذلك عثر في أحد مواقع التواصل الاجتماعي على 853 مادة في موضوع الانتحار, كما عُثر في موقع آخر على 171 مادة في هذا الموضوع, وتوجد 102 مادة من هذا النوع على موقع “يوتيوب”.
وتقول الهيئة : إن الإشارة إلى طرق الانتحار من أكثر المواضيع انتشارا، بما في ذلك وصف العملية نفسها، مؤكدا أنها ستواصل عملها الرامي إلى الكشف عن المدونات والمواقع الخطرة.
وذكرت وكالة “إيتار – تاس” أن الهيئة تلقت في الفترة المذكورة نحو 90 ألف شكوى بشأن معلومات ومدونات خطرة في المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي.
راي علماء النفس
واوضحت الدكتوره مريم الجبوري استاذة علم النفس في الجامعة المستنصرية ) ان اختراق العراق من قبل وسائل التكنولوجيا الحديثة ، واجواء الحرية المفرطة تحول العراق من نظام مغلق ممنوع فيه كل شيء الى نظام منفتح، مسموح فية اي شيء مما ادى الى دفع الكثير من العوائل الابتعاد عن الدين والعادات والتقاليد والاعراف ، وازدياد العلاقات الخاطئة التي غالباً ما تكون نتيجتها الفشل بسبب قلة الوعي .
واضافت الجبوري : ان انتحار الفتيات ظاهرة ناتجة عن مرحلة اكتئأب تمر بها الفتاة ، وتعتقد انها الحل الوحيد للخلاص من الضغوط  اوالظروف الصعبة التي تعيشها كأن تكون ناتجة من التغيرات العاطفية اوالعائلية .
وكشفت عن وجود طالبات ، يبدوا عليهن علامات الانتحار واردفت : لقد تفاجأت كثيراً عندما رأيت هذه العلامات  على ايديهن او وجوهن ، وعند القيام بالتقصي عنهن ، وجدت سبب اغلبه يعود للفشل الدراسي . اما في محافظة كركوك حدثت سلسلة من حوادث الانتحار منها حادثة قتل رجل لزوجته ومن ثم إقدامه على الانتحار  بسبب خلافات عائلية ، الزوج المنتحر صغير في العمر ويعمل سائق اجرة .
وحسب الاحصائيات لا يقتصر الانتحار في العراق على الرجال فحسب، بل يشمل النساء لاسيما الفتيات، ففي محافظة هناك العشرات من حالات الانتحار العام الماضي، كان اشهرها انتحار شابة في الاعدادية بسبب خلاف مع والدها ومدرستها على العلامات الدراسية الهابطة .
وفي حالة نادرة، أقدمت فتاة جامعية في منطقة الصالحية في بغداد على الانتحار بتعليق نفسها بالمروحة السقفية ، وتروي طالبة جامعية كيف أن صديقتها تناولت عشرات حبوب الباراستيمول لغرض الانتحار، لأن والدها رفض تزويجها بزميل لها في الجامعة .
 المثير في الحادثة ان أهلها رضخوا لرغبتها في الزواج بعدما حاولت الانتحار وتركت الحادثة آثاراً نفسية لا تمحى في شخصيتها التي بدت بعد الحادثة خائفة وقلقة، وتنتابها موجات من الإغماء.
وتشيع في معظم مدن العراق حوادث انتحار النساء ، لكن غالبيتها لا ترى الضوء، أو يخفيها أصحاب الشأن عبر تغليفها بقصص وحكايات أخرى تجنبا لإشاعة الخبر على الملأ ، ورغم الخجل الذي يبدو على وحده من ضحايا الانتحار فانها تروي محاولة انتحارها ، بسبب تخلي خطيبها عنها.
تقول الضحية إنها تلقت خبرًا من خطيبها بالانتقال إلى خارج العراق إلى حين إكمال معاملة سفرها ، وفعلا ذهبت وبقيت هناك حوالي عام ، وأصابها الذهول بعد ان تخلى  خطيبها عنها حيث أرسل لها رسالة اعتذار.
عندئذ قررت الانتحار حين وجدت أنها ضاقت بالحياة ذرعا، وعن عودتها إلى العراق أقفلت الباب على نفسها وقطعت شريان يدها، لكن سرعة اكتشاف الأمر من قبل اهلها حال دون موتها وتم نقلها الى المستشفى.
ورغم أن معظم اللواتي يقدمن على الانتحار يعشن حالة من العزلة، وموجات من الكآبة، تؤدي إلى قتل النفس فان الوضع في العراق يختلف بعض الشيء عن العالم وذلك أن غالبية النساء المنتحرات أو اللواتي يحاولن الانتحار في الخارج لا يعانين العزلة، فهن دائماً وسط الأهل والأقرباء، ومن المفترض أن يعوق ذلك محاولات الانتحار.
لكن الباحث الاجتماعي يوسف احمد يقول : إن هذه الفكرة صحيحة، لكن رغم هذا كله، فان المرأة العراقية تعاني ضغوطات اجتماعية ونفسية وهي داخل الأسرة.
ويضيف : ما يحدث ليس عملية تراكمية من كآبة وأمراض أخرى تؤدي إلى تقدم متدرج في الإيمان بفكرة الانتحار، بل أن ما يحدث للفتاة هو لحظة انفجار بعد فترة زمنية تتباين من فتاة إلى أخرى، وهذا الانفجار يقود إلى محاولة الانتحار المفاجئ حيث تتعدد طرق انتحار الفتيات، بين تناول جرعة قاتلة من السم أو الدواء أو إلقاء النفس في مياه الأنهار .
و اشار احمد: الى أن محاولات الانتحار بين الطالبات هي الاكثر انتشارا  بسبب المرحلة العمرية الحرجة التي يمرن بها  والتي تتميّز بالحساسية وقوة الاندفاع  والعناد والطموح .
واضاف : هناك حالات عديدة اقدمت على الانتحار، بسبب شعور الكثير من الطالبات باليأس والإحباط ، بسبب تعثرهن في عدد من المواد او عدم حصولهن على معدلات جيدة للنجاح ، تؤهلهن للدخول الى الجامعات .
لكنه استدرج قائلا : هناك حالات انتحار لفتيات ، بسبب ما يتعرضن له من عنف اسري مفرط غير مبرر ، وما يشعرهن بالظلم.
في بعض الدول الانتحار هو السبب الرابع او الخامس بين مسببات الوفاة وذلك بسبب الثقافة السائدة وطريقة التربية أضافة إلى عدم وجود إيمان ديني بين كثير منهم، فلذلك يلجأ الكثير منهم إلى الانتحار عندما يجدون بأن الحياة أصبحت لا تُطاق بالنسبة لهم.
وهنا يأتي دور رجال الدين والجهات الإعلامية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني لممارسة دورهم لتطويق هذه الظاهرة الخطيرة والحد من استفحالها.
وكانت وزارة الصحة اعلنت عن خطة لمعالجة ظاهرة الانتحار بين الشباب بعد تسجيل ارقاما متصاعدة في معظم انحاء العراق، مبينة ان الخطة تتضمن برامج تثقيفية عامة ومتخصصة للاقتراب اكثر من الشباب والتعرف على الضغوط والمشاكل المؤدية إلى الانتحار، والعمل على ايجاد حلول علمية لها .
انتحار نساء كردستان
 إننا في أمة تأبى الموت في زمن الانحدار فنحن في زمن الأندحاران تعلن  مديرية العنف ضد المرأة في كردستان،  بأن 500 إمرأة  قتلت فيما انتحرت أكثر من 2000 أخرى في ظروف غامضة ، أغلبها في أربيل، مع إرتفاع معدلات الاعتداء على النساء بالسليمانية .
حيث أكدت المديرية في تقرير سنوي انه، وبحسب احصائيات رسمية تابعة الى وزارة الداخلية في كردستان والتي تضمنت أحصائية للخمس اعوام سابقة بلغت 494 امراة قتلت ، فضلا عن إنتحار 2031 إمرأة حرقا أو تم إحراقها عمدا إضافة الى تسجيل 16 ألف شكوى ضد نساء.
وتابع التقرير ان ثلاثة الآف إمرأة تعرضت للتعذيب خلال السنوات الماضية إضافة الى تعرض 650 إمرأة الى حالات الاعتداء والتي اغلبها كانت في محافظة السليمانية ، بينما حالات الانتحار اغلبها كانت في اربيل”.
هذا ويشار الى ان معدلات الأنتحار في العراق ارتفعت بشكل غير مسبوق بعد 2003 وبمختلف الطرق والوسائل .
يقول الدكتور احمد اغا استاذ الاجتماع في جامعة صلاح الدين: كنا نسمع كثيرا عن حالات انتحار النساء في دول عربية لاسيما في شمال افريقيا ، او في اوربا للتخلص من قساوة الحياة او احتجاجا على حيف اصابها ، لكن هذه الظاهرة كانت غريبة في العراق وتكاد تكون معدومة قبل الاحتلال الامريكي عام 2003.
وكانها اصبحت هذه الظاهرة مرضا في جسد المجتمع العراقي وحالة تلجأ اليها المرأة حالها حال باقي الامراض التي ضربت المجتمع بشكل مخيف في ما يطلق عليه البعض زمن الحرية الكاذبة.
رغم ان الانباء تشيرالى اتساع ظاهرة انتحار النساء في العراق بشكل كبير ، الا انه لا توجد ارقام دقيقة اواحصائيات رسمية تسجل هذه النسبة ، لكن المتفق عليه ان هذه الظاهرة حدثت بشكل مخيف في جميع المحافظات مع ارتفاعت نسبتها في المحافظات الشمالية ، وسط تكتم شديد حول اسبابها ، وذلك للاعراف الاجتماعية والقبلية التي لا تزال مُستحكمة داخل المجتمع ، وتتناقل وسائل اعلام بين الحين والاخر انباء عن حالات انتحار متكررة لنساء ، بعضها ينتهي بانقاذ من حاولت الانتحار والبعض الآخر بوفاتها ، إلا أن الثابت في هذا الأمر هو عدم توفر اية احصائيات عن أعداد تلك الحالات.
  لكن اللافت للنظر ان هذه الظاهرة لم تقتصر على النساء العراقيات داخل العراق ، بل شملت نساء غيرعراقيات منهن لاجئة سورية  في كردستان اقدمت على الانتحار  واخرى فتاة سورية تقيم مع اسرتها في مخيم للاجئين في الشمال ، انتحرت بتناول كمية من العقاقير الطبية ، دون الإشارة الى أسباب الانتحار.
وكانت امرأة أقدمت على إحراق نفسها في قضاء كلار التابع لمحافظة السليمانية ، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة ، اذ أفاد مصدر طبي في مستشفى قضاء كلار ان امرأة تبلغ من العمر 30 عاماً من سكنة حي شورش بقضاء كلار ، أضرمت النار في نفسها ” لأسباب اجتماعية “.
من جانب اخر تقول المواطنة (إ، م) : انها حاولت الانتحار بالعقاقير الطبية بعد ان فرض عليها الزواج من ابن عمها وتم انقاذ حياتها بعد نقلها الى احدى المستشفيات.
اما المواطنة (م، م) : فقد حاولت هي الاخرى الانتحار وفشلت بعد ان تلقت نبأ عدم حصولها على درجات لا يؤهلها للالتحاق بكلية الطب.
وانتهت حالة انتحار ثالثة بالوفاة ، تحدثت عنها المواطنة (و، ص) : وهي تتذكر قصة جارتها الشابة التي كانت تسكن مع ذوي زوجها وتعاني الأمرّين جراء سوء معاملتها من قبل الزوج وذويه وضغط اهلها عليها لكي لا تطلب الطلاق تحاشيا لنظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، الامر الذي انتهى بانتحارها.
في هذا السياق يعزو مختصون في علم النفس الاجتماعي اسباب تكرار حالات انتحار المرأة الى هشاشة وضعها داخل المجتمع الى ذلك يشير ياسر عبد القادر: الى أن عدم امتلاك المرأة حق اتخاذ القرارات المهمة في حياتها في ظل استمرار سيطرة العائلة ، ويفرض عليها القبول بالكثير من الامور التي تخالف رغباتها الأمر الذي يخلق منها انسانة ذات شخصية ضعيفة.
وتقول الدكتورة كريمة عبد العظيم الناشطة في حقوق الانسان : ان عدم اندماج المرأة في المجتمع بشكل سليم ويوازي حقوقها ومكانتها ، هي التي تدفعها الى اللجوء الى الانتحار .
واضافت عبد العظيم : ان المرأة كائن ضعيف وحنون وصبور يحتاج الى معاملة خاصة جدا ، اذ انها لا تنظر للامور بالبعد الذي ينظر اليه الرجل ، مشيرة الى ان المجتمع الشرقي بشكل عام والعراقي بشكل خاص لا يعرف هذه الحقيقة.
واوضحت ان : الحالة المعاشية الصعبة التي يعيشها المجتمع ساعدت في ارتفاع نسبة انتحار النساء ، اذ ان المجتمع العراقي من المجتمعات التي تحتضن اعلى نسبة من الارامل والايتام بسبب الحروب والعمليات العسكرية والقتل والاغتيالات واللاتي لا يستطعن ان يوفرن لقمة العيش لاطفالهن “.
ودعت عبد العظيم مؤسسات الدولة والمنظمات المدنية المعنية بالمرأة الى ان تكثف من التوعية من خطورة هذه الظاهرة ، وخطورتها على بنية المجتمعات لاسيما مجتمعاتنا الملتزمة بالقيم الدينية ، ونشجع المرأة على الانخراط في العمل السياسي من اجل انتزاع حقوقها كاملة وتوفير المناخ المناسب لها وبشكل يؤمن راحتها ويحسن من مستواها المعيشي .
رئيس مجلس النواب
بدوره اكد  رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ، على موقع المرأة المتميز في الشرائع السماوية او القوانين الوضعية ، وثمن دورها البارز والتضحية في المجتمع كمرأة عاملة وربة بيت ومربية عظيمة.
وذهب النجيفي الى ان مسؤوليات أساسية وخطيرة تواجه المرأة في تحديات الحياة المتنوعة ، وهي تحول دون ان تنطلق بمدياتها القصوى ما يتطلب الدعم والاسناد لها  مشددا على ان إسناد المرأة هو انتصار للحياة والمجتمع بشكل كامل.
وتناول النجيفي عن مكانه المرأة قائلا : ان هناك أمثلة عظيمة من النساء العراقيات ساهمن في بناء الدولة والمجتمع ، كما ان الرسول الكريم محمد صلوات ربي علية ، والإسلام العظيم أولى المرأة مكانة سامية فهن شقائق الرجال ، وما أكرمها الا كريم وما أهانها الا لئيم ، هكذا هي المرأة في عرف الدين الحنيف ، وهذه المفاهيم والعبر جوهرها دعوة حقيقية الى إعطاء المرأة حقها ومكانتها وصيانة كرامتها “.
وتابع النجيفي : ان المجتمع يرنو الى حياة كريمة تحترم فيها حقوق المرأة في الحياة السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية مع إعطاء فرص متكافئة لها مع أخيها الرجل  فالدستور أعطى المرأة حقوقا لكنها ما زالت في انتظار تطبيق جاد لها في الوزارات ومؤسسات الدولة ، ذلك ان المرأة قادرة على التصدي للمهام الصعبة ولنا ان نستذكر ان دولا ترأسها النساء وان برلمانات كثيرة تقاد من قبل نساء أيضاً “.
كما دعت عضو لجنة حقوق الانسان النيابية اشواق الجاف : الى فسح المجال للمرأة بشكل واسع ، ليتسنى لها المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والتنموية الى جانب اخيها الرجل.
وقالت الجاف: ان المادة ( 16) من الدستور اكدت ضرورة تكافؤ الفرص بين العراقيين جميعا ، وبما ان المرأة جزء ومكون اساس للمجتمع فلابد لها من اخذ دورها الفعال في المؤسسات الحكومية والادارية والافادة من خبرتها ومهارتها في تطوير البلد والنهوض به.
وتابعت الجاف : ان اغلب شعوب العالم تحتفل بيوم المرأة إحتراما وتقديرا لدورها في الحياة وتعبيرا عن الدعم اللامحدود لنضالها الدائم والمتواصل لنيل حقوق شعبها وحقوقها ، في المساواة مع اخيها الرجل في الحقوق وفي الفرص المتساوية ومن اجل التقدم الاجتماعي والثقافي والحضاري للجميع .
وأضافت الجاف : ان امامنا الكثير لنفعله من اصلاح قانوني وثقافي لتغيير المفهوم الذي يسوغ للرجل اضطهاد المرأة ومعاملتها بالعنف في المناطق الشعبية والريفية خصوصا ، وبالتالي فلابد ان تختفي ثقافة اضطهاد المرأة.
ويعتقد متابعون للشأن العراقي ان محاولة بعض الاطراف السياسية التدخل في وضع المرأة الاجتماعي والشخصي لاسباب توصف بالطائفية ، سيزيد من معاناتها خصوصا بعد قيام تلك الاطراف بتشريع قانون مثير للجدل عدّه خبراء قانون وسياسيون وحتى رجال دين بانه يحط من قدر المرأة ويعود بها الى الوراء مئات السنين.
وفي خضم هذه المعاناة ، لا يبدو ان المستقبل سيكون مشرقا للمرأة التي تبوأت في الخمسينات منصب اول وزيرة في المنطقة العربية ، في ظل تراجع كبير في مكانتها الفعلية وليس الشكلية في الوقت الحاضر.وعلى الجميع التكاتف للوقوف اما هذه الظاهرة والحد منها والعمل بشكل حقيقي للوصول الى جذور  حالات الانتحار وعلاجها بشكل جذري حيث لايمكن ان تبقى هذه الافة تنخر في مجتمعا ونحن نقف متفرجين دون وضع حلول.