كما كان متوقعا، في بيان رسمي انسحبت الادارة الأمريكية من الاتفاق النووي مع النظام الإيراني. ورداً على هذا الانسحاب، لم يعد لـ 1 + 5 مفهوم ومحتوى، وكما كتب الملا حسن روحاني رداً على انسحاب الولايات المتحدة، «ومن اليوم فصاعدا فان الاتفاق النووي هو بين إيران وخمس جهات»
وكتب وزير خارجية الملالي على الفور على تويتر:
«سوف أقوم، بناء على إیعاز الرئیس روحاني، بجهود دبلوماسیة لدراسة ما إذا كان بقاؤنا في خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) قد یضمن المنافع الكاملة لإیران.. النتیجة ستحدد ردّنا»
من الملاحظ أن الملا حسن روحاني ووزير خارجيته يقدمان مضمونًا وجوهرا واحدا لكن بصيغتين، وهو أن استمرار الإجراء مشروط بتوفير وحماية مصالح النظام الإيراني.
ما هي مصالح النظام الإيراني؟
إذا كنا نريد أن نعطي الإجابة على السؤال نقول ان مصالح النظام الإيراني تكمن في مواصلة وحتى توسيع تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، إثارة الحروب واستمرار المجازر في سوريا وإبادة الشعب الأعزل بمال الجياع وجيش العاطلين عن العمل في إيران، وتقديم الدعم والاسناد، لحسن نصر الله وزعزعة استقرار لبنان، ودعم الحوثيين بسخاء وتأزيم الوضع في اليمن والدول المجاورة لليمن.
لكن الواقع مختلف، ولم يخطط كل شيء لغرض توفير وحماية مصالح الملالي الحاكمين في إيران. من 8 مايو، لن يعود يتم فتح أبواب نظام ولاية الفقيه على نفس المصراع السابق. لقد بدأ منعطف جديد في تاريخ نظام ولاية الفقيه الجائر والمجرم. وبانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران، تدور أبواب المساومة والاسترضاء مع نظام القمع الحاكم في طهران على مصراع آخر ولن يدور على ما كان عليه في السابق. و لن يتمكن نظام ولاية الفقيه الإيراني الحاكم من توسيع سيطرته على الإرهاب في دول المنطقة. ومن هذا التاريخ، لن يعود يتمكن النظام من إنفاق الأموال الطائلة على نطاق واسع في سوريا وتسليح وتمويل للميليشيات التابعة له.
هناك مثل فارسي يقول «انكبّ الكوز وانصبّ ما فيه».
من الآن، سيتعين على الولي الفقيه الحاكم في إيران أن يتبع سياسة تقييدية ضيقة ومحدودة لاحتواء الوضع. وعليه أن يسحب الأذرع الأخطبوطية التي مدّها في بلدان المنطقة الواحدة تلو الأخرى. وأن يقيّد المبالغ الطائلة، والتكاليف الهائلة في سوريا ودعم حسن نصر الله تقييدا شديدا. الأمر الذي وضع الرئيس الأمريكي الاصبع عليه وقال: «موّل النظام الإيراني فترة حكمه الطويلة من الفوضى والإرهاب بنهب ثروات شعبه».
الواقع أن أبناء الشعب الإيراني أظهروا في انتفاضتهم العارمة في ديسمبر الماضي أنهم يريدون التخلص من الاضطهاد والاستبداد الديني الحاكم على بلدهم.
ان التغيير الديمقراطي في إيران أمر لا بدّ منه وإنهاء النظام الديكتاتوري الإرهابي الحاكم باسم الدين في إيران أمر ضروري للسلام والديمقراطية والأمن والاستقرار في المنطقة. وهذا هو الطريق الوحيد لوقف الحروب والأزمات في هذه المنطقة الحساسة. الخلاص من الخطر النووي وإرهاب النظام الإيراني مرهون بالخلاص من النظام برمته. نظام ولاية الفقيه لا وجود له على أرض الواقع دون الإرهاب والقمع وأسلحة الدمار الشامل. وهذا ما تؤكده المقاومة الإيرانية منذ مالايقل عن 30 عاما ومازالت تكرره.
لقد حان الوقت لكي يقف العالم وبشكل خاص دول المنطقة بجانب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وأن يحيل مجلس الأمن الدولي ملف قادة النظام الإيراني بسبب ما ارتكبوه من أعمال إرهابية وانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم لا تعدّ ولا تحصى بحق الشعب الإيراني، والشعوب العزل في سوريا والعراق وسائر دول المنطقة إلى المحكمة الجنائية الدولية. حان الوقت لكي يتخلص الشعب الإيراني وشعوب المنطقة من شرّ هذا النظام وأن تتحقق الحرية والسلام والأمن في هذه المنطقة من العالم.