18 ديسمبر، 2024 9:41 م

آفات إجتماعية قاتلة (37) الجبهات الداخلية الممزقة تشجع الكيان الصهيوني والمستعمرين على العدوان !

آفات إجتماعية قاتلة (37) الجبهات الداخلية الممزقة تشجع الكيان الصهيوني والمستعمرين على العدوان !

قال تعالى :” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا “.
كثرت في اﻵونة اﻷخيرة الضربات الصاروخية وغارات الطائرات المسيرة – الصهيونية – على أهداف منتخبة في كل من لبنان ، سورية ، العراق يرافقها بالعادة تبريرات للنتن ياهو ، والناطق العسكري أفيخاي ادرعي ، والإعلامي إيدي كوهين ( تعاضد الإعلام ، الجيش ، السياسة ) ، وبإستثناء لبنان فإن الحديث عن إنتهاك السيادة فيه ما فيه ، ذاك أن السيادة منتهكة أساسا يعلم ذلك القاصي والداني في كل من سورية والعراق حيث المقاتلات اﻷجنبية تصول وتجول بإذن ومن دون إذن في سماء الدولتين صباح مساء وما منعها عن التحليق اﻻ بإذن رسمي سوى قرار متأخر جدا بعد أطنان ألقيت على رؤوسنا من اليورانيوم المنضب والفسفور اﻷبيض والعنقودي والنابالم ، القصف الجوي والبري قائم على قدم وساق من قبل تركيا وإيران على مناطق حدودية في كردستان العراق بذريعة ملاحقة حزبي العمال التركي ( PKK) و العمال الايراني (PJAK)، القواعد اﻷميركية كالشوك والعاقول في كل مكان ، طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة – خري مري – ذهابا وإيابا ، أما عن القواعد والمدفعية والطيران الحربي الروسي فقد حولا ثلاثة أرباع سورية الى أنقاض وخرائب ينعق فيها الغراب وينعب فيها البوم ، ناهيك عن قواعد وأساطيل ومقاتلات دول أخرى تجوب وتقصف ما يسمى بالمناطق اﻵمنة والمحرمة ومناطق خفض التوتر والتصعيد ، كل دولة منها تدعم فصيلا مسلحا معارضا أو أنها تدعم النظام وسط جبهة داخلية ممزقة كليا وربما نهائيا ، ونسيج مجتمعي متهرئ أصبح في خبر كان وأخواتها ،ملايين النازحين والمهجرين في الداخل والخارج ، ما شجع الكيان الصهيوني المسخ على قصف ما يحلو له قصفه وقت ماشاء وكيف مايشاء وهو على ثقة تامة بأن جبهة داخلية مفككة قادتها – واحد يجر طول والثاني يجر عرض – كالجبهتين العراقية والسورية لن تجتمعا ولن تجرؤا على الرد في الزمان والمكان المناسبين إطلاقا ، إذ أن معادلات النصر العسكرية قائمة على جبهة داخلية قوية ، متماسكة ، متضامنة + قيادة حكيمة وحليمة موحدة لها ناطق رسمي مكلف واحد – وليس 100ناطق هذا يرفع وذاك يكبس – من خلال القنوات الفضائية والمؤتمرات الصحفية تكفلان حق ردع العدوان الخارجي وهزيمته في أية حرب أو معركة أو ميدان ولو كان هذا العدو هو الكيان !
اﻷية 29 من سورة الفتح التي تصدرت المقال بينت لنا أن الشدة + الرحمة + التقوى = الفتح المبين وأي تفكيك لمنظومة المعية مع خير البرية صلى الله عليه وسلم ، فإن نتيجتها الحتمية ستكون هزيمة أمام الكيان الصهيوني وتراجع في كل الميادين وفرار جماعي خوفا أو طمعا من أمام جميع الغزاة والمستعمرين ، مثال معاصر على ذلك أن آلة إعلام جمال عبد الناصر الهائلة وأجهزة مخابراته وإستخباراته وترسانته العسكرية الكبيرة لم تعنه بمجموعها على الصمود أمام الكيان المسخ أكثر من 6 أيام فقط بما سمي بحرب اﻷيام الستة لتنتهي بهزيمة حزيران 1967 النكراء التي ضاعت من جرائها الضفة الغربية ، القدس ، الجولان ، سيناء الى يومنا وصارت اﻷمتان العربية والاسلامية تطالبان بأراضي ما بعد النكسة أما ما قبلها بما يعرف دوليا بمناطق الخط اﻷخضر الفاصل بين أراض أحتلت عام 1948 وأخرى أحتلت عام 1967فلا أحد يطالب أو يفكر بالمطالبة بها مطلقا ، لماذا ؟ ﻷن سجون ومعتقلات عبد الناصر أيام المواجهة المصيرية مع الكيان كانت تغص بعشرات الالوف من المعتقلين والمغيبين والمضطهدين من الاسلاميين واليساريين والقوميين والمعارضين السياسيين المدنيين والعسكريين على سواء ، وكانت حبال المشانق ﻻتتوقف عن التأرجح بأعناق المعارضين لنظام الحكم ليس أولهم القاضي والفقيه الدستوري عبد القادر عودة ، عضو لجنة كتابة الدستور المصري ، المنتدب لوضع الدستور الليبي الذي أعدم عام 1954 بتهمة محاولة قلب النظام بعد كتابته دراسةً قانونية وصفت اتفاقية عبد الناصر مع الإنكليز، بأنها “احتلال مقنَّعً” ..وﻻ إنتهاء بإعدام اﻷديب والمفكر سيد قطب سنة 1966 بتهمة التآمر على النظام ،اذ أن إرساء دعائم الرحمة بين شرائح المجتمع كافة يتمخض عنها تعزيز اللحمة الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية ، تحقيق العدالة الاجتماعية بكل أشكالها ،نبذ الظلم بكل صوره ، مشفوعة بالعمل الجاد على الإصلاح بعد التحلي بالصلاح الحقيقي ﻻ المزيف وكلها أسس وعوامل النصر والتمكين من اﻷعداء ، أما أن تغص سجونك بالمظلومين ممن يدعون وذووهم عليك ليل نهار ، أن تضيق بلادك بالفقراء والعاطلين والمحرومين ، باﻷيتام واﻷرامل والمعاقين ، تفيض بالمغيبين قهرا والمختفين قسرا والمفقودين فيما تعيش أنت وحاشيتك وكل من حولك من – الحبربش – في النعيم المقيم فهذه وﻻشك ستكون نتائجها الكارثية هي الهزائم المتتابعة التي لاينفع معها عدة ولاعدد ، هزائم مذلة لن تصيب الظالم والفاسد وسارق قوت الشعب وحده بمقتل وإنما ستلحق بكل من أيدهم ، ناصرهم ، أو سكت عنهم أيضا وهذا ما حدث بعد النكسة ومن جرائها في عموم الوطن العربي والى يومنا !
وزير الدعاية النازي غوبلز كان شعاره ” أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس ” وقد إنتحل صدام وعلى ما يبدو هذه الثلاثية البغيضة مع بعض التغيير فصارت “إعدم ثم إعدم ثم إعدم حتى يرهبك الناس ” هذه الإعدامات وجلها كانت ظلما وعدوانا هي بمثابة نار كامنة تحت الرماد وهزات إرتدادية يدفع العراقيون ثمنها حاضرا ومستقبلا فكل عمليات الثأر والإنتقام والتهميش والإقصاء والإجتثاث والتغيير الديمغرافي والكراهية والنفاق ومعاونة المستعمرين والتجسس لصالح المحتلين إنما تتوكأ على تلكم الإعدامات والإنتهاكات البشعة التي لم تستثن أحدا قط وتستحضرها حين الطلب كلما أراد مكون عراقي ما شرا بمكون آخر ومحوه من الخارطة وإزاحته عن المشهد السياسي حتى تمزقت البلاد أي ممزق ما أطمع الصهاينة وشذاذ اﻵفاق بنا وجعلنا هدفا لكل حاقد وذي غرض لئيم وفي مقدمتهم – اسرائيل – التي تكن للعراق والعراقيين حقدا أزليا لاتمحو آثاره اﻷيام .
المنطق يقول أنه وعندما تدلهم الخطوب وتنتهك السيادة الوطنية يصبح تعزيز الجبهة الداخلية أمرا ملحا ولا مناص لهذا التعزيز من بوادر فاعلة لحسن النوايا تعمل على ترطيب اﻷجواء وتخفيف حدة التوتر وشدة الإحتقان بين المكونات ولعل ملف المغيبين قسرا والمفقودين والمخطوفين والمعتقلين بدعاوى المخبر السري الكيدية وكل من لم تثبت إدانته يجب أن يتحول من اﻵن فصاعدا الى هاجس يومي لكل النشطاء والمثقفين والاعلاميين لهذا الغرض بغية إغاضة أعداء اﻷمة وإظهارنا أمامهم بمظهر المتآلف والمتآخي والمتراحم المستعد لبذل الغالي والنفيس دفاعا عن الضرورات الخمس ، المال والعرض واﻷرض والعقل والدين واﻻ فمصيرنا هو النكسة والإنتكاس على الطريقة الناصرية ﻻمحالة !
اذا أردنا أن ننتصر على الكيان الصهيوني ، أن نخرج القوات اﻷجنبية ، أن نغلق قواعدها ، نكف عدوانها ، لابد لنا من إصلاح ذات البين أولا والكف عن الإحتراب الداخلي المقيت وتحت أية ذريعة سياسية أو تأريخية جعلتنا اضحوكة العالم أجمع والا فمصيرنا هو نكسة حزيران جديدة لامحالة ..ياجماعة الخير ان الكيان الصهيوني موجود في العراق منذ عام 2003 بل ومنذ عام 1991 فمعظم فرق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة كانت بقيادتهم وكثيرا ما رأينا أصحاب الطاقيات السود – الكيباه- يتجولون في بغداد والمحافظات ، كثير من العقارات المهمة في المناطق الراقية من بغداد قد تم شراؤها من قبلهم بواجهات عربية أو عراقية ، ياجماعة الخير ان الكيان الصهيوني حاقد على العراق والعراقيين تحديدا دونا عن بقية اﻷمم منذ السبي البابلي ونزولا وبوده سحقنا بلا رحمة ، التغيير الوحيد في المعادلة هو شروع الكيان بإطلاق طائراته المسيرة في سماء العراق التي كان يحلم بمجرد إختراقها هذه المرة ﻻ أكثر ، ياجماعة الخير إن البنك الدولي وصندوق – الحقد – الدولي وقد أغرقا العراق بقروضهما الربوية وأحكما قبضتهما على اقتصاد العراق لعقود مقبلة وكذلك الشركات الاحتكارية التابعة له التي نهبت آبارنا النفطية وخيراتنا بسبب فساد الفاسدين المحليين وانتهازيتهم ، ماسونيان تملكهما عائلة آل روتشيلد الصهيونية ، اسرائيل هي التي سرقت آثارنا وهربتها الى الخارج ، اسرائيل هي التي دفعت اميركا لغزو العراق وتدميره كليا ، اسرائيل هي التي وكلما أطفأ الله نار حرب أشعلتها هاهنا عمدت الى إشعال أخرى سريعا ، فهل يا ترى أن الغضب الفجائي المعلن من اسرائيل وحيالها بمثابة صحوة متأخرة ، أم أنه جزء من الصراع الاميركي – الايراني ليس اﻻ ، وهل ستظل جذوته متقدة ، أم أنها سرعان ما ستخبو بمجرد التوصل الى إتفاق بشأن الملف النووي الايراني ولو بعد حين ؟
ليكن العام الهجري الجديد 1441عاما للمفقودين ، ليكن عاما لإطلاق سراح اﻷبرياء و المظلومين ، الكشف عن مصير المغيبين ، إعادة النازحين ، مكافحة الفساد والفاسدين ، توفير الخبز للجائعين ، العمل للعاطلين ، المآوى للمشردين ، مطاردة تجار السلاح والمخدرات والاعضاء ولملاحقة تجار القمار والدعارة والسياسة والدين ، ليكن عاما لتعزيز اللحمة الوطنية وإصلاح ذات البين ، إعادة الاعمار وطرد المحتلين والمستعمرين ، قهرالعصابات المنفلتة و الارهابيين ، حماية سماء وماء وأرض العراق من المتسللين والتصدي للصهاينة الغاشمين ، فبغير ذلك كله فإن الحال على ما هو عليه إن لم يكن أسوأ يا أتباع سيد المرسلين ، ياحراس العقيدة ، ياطالبي الفتح المبين ، يا محبي آل البيت والصحابة ويا عشاق الحسين . اودعناكم اغاتي