23 ديسمبر، 2024 8:32 ص

آفات إجتماعية قاتلة (21) جمعتنا ومساجدنا وخطباؤنا خط أحمر أيها ” العركجية ..التنكجية ..القندرجية ” !

آفات إجتماعية قاتلة (21) جمعتنا ومساجدنا وخطباؤنا خط أحمر أيها ” العركجية ..التنكجية ..القندرجية ” !

قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )).
مفرقعة جديدة أطلقها صانع المفرقعات الليبرالي كما يصف نفسه وعاشق اﻷضواء السوريالي التي وكلما إنحسرت عنه ساقها اليه بتغريدة جديدة على طريقته التي يكثر فيها من اﻷلفاظ السوقية في تناول قضايا غاية في التعقيد واﻷهمية ظنا منه أن شتائم التغريدات وتسطيح عباراتها تصل الى عقول وقلوب بسطاء الناس أسرع من غيرها وتؤلبهم ضد سُراقهم فيما تزيده رصيدا لحساب التيار المدني الذي يتزعمه وهو الذي لم ينجح حتى اللحظة كبقية شركائه السياسيين في العملية – الدور جهارية – بتوفير ماء صالح للشرب ﻷبناء البصرة – أم النفط – وﻻكهرباء في عز الصيف اللاهب اﻷشد حرارة حول العالم وﻻ فرص عمل لعاطليها مع أن العمال اﻷجانب يزاحمون أبناءها على لقمة عيشهم خارج وداخل الحقول واﻵبار النفطية التي باعها بعض السياسيين بليلة حالكة الظلام الى الشركات الاحتكارية ضمن – جولة الفشافيش – بدراهم معدودة وما يصدق على البصرة يصدق على بقية محافظات العراق المهضومة من زاخو الى الفاو بضمنها محافظة النجف التي ولد فيها فائق الشيخ علي وترعرع ، فبعد مفرقعة دعوة العركجية والتنكجية والقندرجية وبقية شلة الـ ( جية ) من ساختجية ، وكلاوجية ، وقمرجية ، ومطيرجية ، واذا بالنائب فائق الشيخ علي يفاجئنا هذه المرة بتحريض المصلين على حين غرة بترك صلاة الجمعة والجلوس في منازلهم ﻷن خطباءهم ” مريشين ، منشنشين ، مدنفشين ، مفرفشين ” على حد وصفه ، أما من يستمع لهم ويحضر خطبهم إمتثالا لأمر الله تعالى وعلى وفق تغريدته فـأحدهم ” جائع ، حاف ، مدين ، مهتلف ، منتف ” وبناء عليه فيا أيها المسلم إجلس في بيتك وبيت أبيك ودعك عنك فريضة صلاة الجمعة ، وهو المطلوب ضمن خطة التسقيط – الماسو علمانية – المتدرجة والمُستدرجة كإستدراج الشياطين وخطواتهم والتي قال فيها الباري عز وجل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ)) حيث بدأت بوعاظ السلاطين زمن علي الوردي لتنتقل بالتدريج الى وعاظ الجماهير حاليا وصولا الى الجماهير ذاتها في القريب العاجل ليقول لهم الشيخ علي وأمثاله عبر مواقع – التناحر – الاجتماعي وعلى طريقة – البنجرجية ، والفيترجية – جل إحترامي لهم ولكل الكادحين في العراق وانا واحد منهم ” شعندك صايم برمضان فوق القهر والضيم ، عمي أفطر وخطيتك بركبتي ..شعندك رايح لمكة تحج وتعتمر وانت جوعان وعطشان عمي اكعد إبلدك وأسكت أشرفلك …شعندك تزكي مالك وأهل بيتك أولى بحصاد كدك وعرق جبينك واليحتاجه البيت ..يحرم على الجامع عيوني ؟ ” وهكذا دواليك لحين فصم عرى الاسلام الحنيف عروة عروة وعلى ذات المنوال كجزء من خطاب التسفيه الساذج الممنهج الذي ينتهجه التيار المدني حاليا في عصر – الكراث والفجل – وفاته أن تصريحاته تلك إنما زادت من مخاوف المحافظين من مغبة صعود التيار المدني كونه سيمنع مستقبلا كل مظاهر التدين الحقيقي وإن كان سيبقي على طقوسها الشكلية – ديماغوجيا – لتحقيق منافع – برغماتية – مستخدما – الدوغمائية- في حوار المعترضين و- الدكتاتورية – لقمع المعارضين يتضح ذلك جليا من خلال الإكثار من مفردة ” المطايا ” ونحوها من اﻷوصاف في تغريداته التي فاقت تغريدات ترامب – ابو كذيلة وشعر سارح – كما لا نوعا بحق كل من يعارضه أو يقارعه الحجة بالحجة ، ولو كان التيار المدني نبها لنصحه بالكف عن التحريض ضده بطريقة معكوسة من خلال تغريداته المسفهة للاخرين ومعتقداتهم بناء على قاعدة ” أن لكل فعل رد فعل يوازيه في القوة ويعاكسه في الاتجاه ” ولكن هيهات فقد ران على القلوب الغافلة من صدأ اﻷيام ما ران !
وأقول للشيخ علي وبصريح العبارة ومن أنت لتحرض على أمر إلهي يقيني الثبوت ، يقيني الدلالة جاء بنص قرآني صريح لا إشكال فيه وﻻ تأويل البتة في سورة كاملة هي (سورة الجمعة ) فَرضت على كل ذكر مسلم عاقل بالغ من غير أصحاب اﻷعذار ترك البيع والشراء والتوجه الى المساجد ﻷداء صلاة الجمعة المباركة ، فيما جاءت السنة النبوية المطهرة لتفصيل أحكامها من غسل وطهارة وإرتداء نظيف الثياب وجميلها وتعطر وإنصات وتبكير واذان وإقامة ودعاء وإجتماع أسبوعي يلتقي فيه اﻷخ مع أخيه ، الجار مع جاره ، الصديق مع صديقه في جو من اﻷلفة والمحبة وهذا أحد مقاصدها السامية التي يجهلها الجاهلون ..ومن تكون لتعارض نصا قرآنيا وكيف تجرؤ على ذلك ؟ لقد بلغ السيل الزبى ولم يعد في القوس منزع ..اﻻ صلاتي ..اﻻ جمعتي ..اﻻ نبيي ..اﻻ أذاني ، اﻻ قرآني فهذه خطوط حمر لن نسمح لا للتيار – العركجي وﻻ للتنكجي وﻻ للقمرجي البيتنجاني – وﻻ لغيرهم بتجاوزها على الإطلاق ؟
ثم من قال لك بأن كل خطباء الجمعة مريشيين ، ومدنفشين ، ومنعنشين ؟ أعرف منهم العشرات من ليس بوسعهم إستبدال الجبة والعمامة اﻻ كل عامين أو أكثر لضيق ذات اليد ، وأن 80 % منهم لايتقاضون غير رواتبهم التي بالكاد تسد رمقهم وعيالهم ومعظمهم يسكنون بيوتا مستأجرة أو تلك الصغيرة الملحقة بالمساجد والتي سرعان ما يتركونها بعيد نقلهم الى مساجد آخرى ، وجلهم ﻻ يمتلك مركبات شخصية ، اذ عادة ما يستقلون وسائط النقل العامة أو يقلهم هذا المصلي أو ذاك من والى المسجد قبل وبعد الخطبة لوجه الله تعالى !
و من قال لك أن كل مصلي الجمعة حفاة عراة جياع ، ففيهم الطبيب والصيدلي والمهندس والضابط والمحامي واستاذ الجامعة والتاجر والمقاول والطيار المدني والسياسي كما أن فيهم من ذكرت من الفقراء والمعوزين والمدينين ولعل واحدة من حكم صلاة الجمعة وأسباب الحث عليها هو لتذويب الفوارق الاجتماعية بين الطبقات واﻷلوان واﻷعراق حين يتفقد كل منهم أخاه ويصلي الى جنبه ﻻفرق بين غني وﻻ فقير ، كبير ولا صغير ، اسود وابيض ، كردي وعربي وتركماني اﻻ بالتقوى !
الشيخ علي يريد خلط اﻷوراق ومزج اﻷلوان عمدا لاسهوا ونقل صورة الى غير المصلين بأن الخطباء – هاي شلة ، هاي فلة وكلهم عبد القادر بيك و إسماعيل جلبي فيما جميع المصلين هم – رجب ورحومي – لترسيخ صورة نمطية كتلك التي تسعى اليها “هول ..يهوود ” في تنميط صورة العربي والمسلم في العقل الجمعي العالمي ، صورة سرعان ما تعلق في الذاكرة ليتمخض عنها كره الخطباء وبغض المصلين والاستخفاف بالمساجد وروادها على حد سواء ، وأسأل المغرد الليبرالي هل إدخرت نصيحة مماثلة لقداس اﻷحد مثلا – ولنقل جمعة الاخوة المسيحيين اذا جاز التعبير – التي يجتمعون فيها للاحتفال بالإفخارستية والعبادة بوجود القس أو الكاهن – الخطيب – أم إن قداسات – بقية اﻷديان التوحيدية غير مشمولة بخطابك ونصحك وان القساوسة ليسوا (مريشين ، وﻻ منشنشين ) ؟ هل إدخرت خطابا مماثلا لـ ” سبت اليهود ” الذي يعطلون فيه كل أشكال الحياة تفرغا للعبادة داخل الكنيس بوجود الحاخام ، أم إن حاخاماتهم ” ليسوا مفرفشين ، وﻻ مدنفشين ، ” وﻻ علاقة لهم بالنتن ياهو وﻻ الدعوة الى توسيع نفوذ الكيان الصهيوني المسخ وﻻ اقول اسرائيل وتشجيع الشباب – الاشكناز والسفرديم – على التجنيد واقامة المستعمرات وﻻ اقول المستوطنات مقابل الدعوة الى قمع بقية ” الجوييم ” في الشرق الاوسط وكل انحاء العالم بزعمهم ؟ ..بل وأسأل هل خرج في طول أوربا وأميركا وعرضهما ليبرالي واحد تجرأ على الدعوة لإلغاء قداس اﻷحد لدى الاخوة المسيحيين ﻷن بعض قداساتهم وقساوستهم كانت قد حرضت في العصور الوسطى المظلمة لصالح الحملات الصليبية التسع وسوق الشباب الى محرقتها تباعا وتحويلهم الى – باقلاء بالدهن الحر – على ابواب القدس ومصر والشام ، ودعوة بعضها لإقامة محاكم التفتيش الثلاث وعدد ضحاياها يفوق ضحايا الحرب العظمى ، والتحريض على القتال بين البروتستانت والكاثوليك ، وحرق السحرة ..ودعوة اخرى للتطوع في الحروب النابوليونية ، وأخرى للحض على القتال في الحرب العالمية الاولى والثانية لعيون – آل روتشيلد وآل روكفلر – و لصالح أو بالضد من الرأسمالية والنازية والفاشية والبلشفيك والمنشفيك الصاعدة والمتناحرة – وضحاياهما 66 مليون قتيل واضعافهم من الجرحى والمعاقين ، ودعوة اخرى للوقوف مع الملوك كونهم من اصحاب الدماء الزرقاء ومباركتهم ضد الشعوب – الحافية ، المدينة، الجائعة ، المهتلفة ، المنتفة قبل الثورة الفرنسية وبعدها ولعل ” بؤساء ” فيكتور هوغو وأحدب نوتردامها خير شاهد روائي وادبي على ذلك ؟ الجواب مؤكد ﻻ و1000 ﻻ ، و10 الاف لا ، ﻷن القداس صلاة وواجب ديني واخلاقي واجتماعي درج عليه المسيحيون منذ عهد السيد المسيح عليه السلام وﻷن اخطاء البعض من قساوستهم وكهنتهم وملوكهم وانتهازيتهم يجب ان لاتعمم على الكل وبأي حال من اﻷحوال ، وبناء عليه لم يقل ولا ليبرالي واحد بحق الكنائس والكنيس وقداساتها ورجال دينها ومصليها ، ماقتله جنابك بحق المساجد وائمتها وخطبائها وجمعاتها اتكاءا على قراءة مغلوطة كليا للتأريخ مشحونة عاطفيا عادة ما تنطلي على السذج ، لم يقل ليبراليو اوربا ذلك ﻷن دعوى الليبراليين الى الحرية والعدالة والمساواة ولو – زمطا – ولو – انتقائية – تقتضي أن تكفل الدولة للشعب حرياته الدينية والفكرية والعقدية ، بخلاف ليبرليتنا – الزلنطحية – العراقية فهي مزيج بين الماركسية ، والماوية ، والرأسمالية والاشتراكية والتيوقراطية والعبثية ، والبيروقراطية والاوتوقراطية وووالطائفية ، ما انجب لنا مسخا كـ – فرانكشتاين – ثنائي الجنس والجنسية ﻻتعلم هويته أهو انثى ام ذكر أم جنس رابع يسمى ليبرالية محلية على وزن – تمن وفاصولية- أو – كاولي وكاولية – !
سيقول قائل ” ولكن الشيخ علي قصد بتغريدته تلك خطباء الشيعة وليس السنة ومعلوم ان كثير من مجتهديهم قد عطلوا صلاة الجمعة لقرون طويلة تصل الى 1000عام لوجود خلاف فقهي بشأنها بينهم مداره هل يشترط في وجوبها أن يكون الذي يقيمها هو الحاكم العادل مبسوط اليد، أم لا يشترط فيها ذلك، بل يقيمها كل من يصلح لإمامة الصلاة اليومية، فيما اكتفى آخرون بأن يقيمها الفقيه العادل، لأنه النائب العام عن الإمام على حد قولهم ولم تؤد صلاة الجمعة فيهم بنسب متفاوتة اﻻ في العقود الاخيرة وتحديدا بعد الثورة الايرانية عام 1979 في ايران وخلال التسعينات من القرن الماضي على يد السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله في العراق لتعود الى طبيعتها وممارسة شعائرها بعد عام 2003 في كل انحاء البلاد ” ويرد على هذا القول بأن الشيخ علي قد عمم خطابه بـ” ايها المسلمون ” ولم يخصص العام ، لم يفصل المجمل ، لم يوضح المشكل ، لم يقيد المطلق ، والتعميم تعتيم ، والعبرة هنا بعموم اللفظ لابخصوص الكلام ، فيكون خطابه بذلك عن صلاة الجمعة عموما وليس خصوصا بطائفة معينة من دون غيرها يؤكد على ذلك تغريدته اللاحقة في 14 تموز التي قال فيها ( صلاة الجمعة منذ 1400 سنة ظلت أداةً بيد الحاكم فهو الذي يعيّن الأئمة، وهو الذي يوجههم ويكتب لهم خطبتهم، من أجل الولاء له وتحشيد الجيوش وتجنيد الشباب لإرسالهم للمعارك.فأما أن يتحول الشاب الى (كباب) أو شئف (قطع تكة) أو يصير يلَگ في سبيل الحاكم …شني هاي) ليبتين بما لايدع مجالا للشك بأن المقصود من التغريدة هي صلاة الجمعة ذاتها عند الجميع ﻷنها على وفق الشيخ علي عبارة عن وسيلة لتجنيد الشباب من قبل حكامهم وسوقهم الى أتون الحروب وتحويلهم الى – تكة وكباب – لصالح الصنم الحاكم ولعمري إنه الهرج والتهريج بعينه بما لايصلح للاتباع وﻻ حتى للابتداع !
مؤكد نحن لاننفي وجود فئة قليلة من الائمة و الخطباء النفعيين و الانتهازيين في كل زمان ومكان من وعاظ السلاطين أو التابعين للأحزاب والناطقين بأسمها ، المدافعين عن شخوصها في المنشط والمكره ، في الخطأ والصواب ، المروجين لها ولمرشحيها وإن كانوا من أخس الناس خلقا ومن أحطهم قدرا في الانتخابات ، اﻻ ان هؤلاء قلة قليلة وليس من المنطقي أخذ اﻷغلبية بجريرة اﻷقلية ، إذ أن العبرة بالغالب الشائع وليس بالقليل النادر كما يقول الاصوليون ، كما ان المصلين لايسعون الى الجمعات والجماعات لسواد عيون خطبائهم وإنما إمتثالا لنداء الله تعالى ووصايا رسوله الكريم الذي قال في فضل الجمعة والسعي اليها بأحاديث صحيحة : ” الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ”.
وقال صلى الله عليه وسلم ” مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ” .
وقال صلى الله عليه وسلم ” لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يروح إلى المسجد، ولا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غفر له من الجمعة إلى الجمعة الأخرى”.
وقال صلى الله عليه وسلم “إن من أفضل أيامكم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ”.
وفي الختام لايسعني سوى أن أضع بين يدي أئمة وخطباء المساجد ومن جميع الطوائف والقوميات كي لايتطاول عليهم وﻻ على جمعاتنا ومساجدنا المتطاولون امتثالا للاية الكريمة:
” إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”، جملة من النصائح راجيا ان تتسع لها صدورهم فكما أنكم تنصحوننا وتعظوننا مشكورين فمن حقنا عليكم ان تسمعوا نصحنا لكم ولا خير فينا ان لم نفعل ذلك ولاخير فيكم ان لم تصغوا الينا فإنما المؤمنون إخوة وانما المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ، والمؤمن مرآة ﻷخيه يرى فيها عيوبه وأقول :
1- ﻻبد من ان تلامس خطب الجمعة واقع الجماهير ومجتمعهم وتتناول همومهم ومشاكلهم اليومية وان لاتبتعد عنها وفي الوقت متسع لذلك ﻷن ابتعاد الخطيب عن مشاكل مستمعيه يجعله في واد والمصلين في واد آخر تماما ما يساعد على – نوم – الصفوف الخلفية اثناء الخطبة ، وأحذر ايما تحذير من اقحام خطب الجمعة في التحريض الطائفي والديني والقومي كليا ونهائيا وتحت اي ظرف كان .
2- على الخطيب ان يحيط علما بالطبيعة السكانية للرقعة الجغرافية المحيطة بمسجده الذي يخطب فيه وابرز ما تعانيه المنطقة من مشاكل اجتماعية ، مادية ، خدمية ، صحية ونحوها وأن يركز عليها لحلها و اشراك الجميع في ايجاد الحلول الناجعة لها ، كما عليه ان يتناول القضايا التي تهم الصالح العام ككفالة الايتام ، السعي على الارامل ، رعاية المسنين ،تاهيل المعاقين ، التصدق على المعوزين ، اضافة الى التحذير من الظواهر السلبية التي تنخر المجتمع كقضية المخدرات ، الانتحار .استشراء الخمور ، القمار ، كثرة الطلاق ، ظاهرة التسول ، انتشار الدجل والشعوذة ،النارجيلة والوشم ، التخنث والتزلف ، القتل ، السرقة ، الاختلاس ، الرشوة ، التزوير ، الطعن بالاعراض ..الخ .
3 خطيب المناطق الزراعية يركز على قضايا الفلاحين ، نبذ الجهل والامية ، الحث على اخراج زكاة الثمار ، وزكاة المواشي والانعام ، دحض النزاعات العشائرية والتحذير منها ، تفنيد العادات العشائرية المخالفة للشرع والقانون كـ ” النهوة العشائرية ، الدكة العشائرية ، النساء الفصلية ،زواج الكصة بكصة ، بنت العم لابن العم ، العراضة العشائرية ، المغالاة في الفصول والديات ، جرائم الثأر ، النزاع على المياه والسقي ” فضلا على بقية المواضيع المعتادة لخطب الجمعة في سائر انحاء البلاد من وعظ وارشاد وفتاوى وماشاكل .
4 خطيب المناطق الصناعية يركز على قضايا التصنيع والعمال واهمية الاخلاص في الانتاج والعمل والتحذير من الغش الصناعي ، وتشجيع المنتج الوطني للحد من المنتج المستورد ،والتحذير من الخصخصة الاحتكارية الاجنبية ، واهمية العامل ودوره في تحقيق الامن الاقتصادي للبلاد ، وكيف ان اﻷمم المتحضرة إنما نهضت ونافست بصناعاتها ، اضافة الى المواضيع الوعظية المعتادة في سائر انحاء البلاد ومواضيع المناسبات ” رمضان عن أحكام الصوم وفضائل الشهر الفضيل ، الحج عن الحج واحكامه ، الهجرة عن الهجرة ، محرم عن محرم وهكذا .
5 – خطيب المناطق التجارية يركز على فقه التجار وأحكام البيوع والمعاملات ، وتحريم الغش في الميزان ، التطفيف في المكيال ، بيع المواد الغذائية التالفة ، المواد الصناعية منتهية الصلاحية ، كثرة الحلف ، الحلف الكاذب واليمين الغموس لتمشية بضائعهم ، تحريم الاحتكار ، الجشع ، بيع المحرمات ، وبيع المعيوب من البضائع من غير بيانها للمشتري ، التلكؤ والمماطلة في سداد الديون مع القدرة على سدادها ، حرمة التعامل بالربا ، كراهة صخب الاسواق ، التحرش بالنساء ، الدعوة الى النظافة ، غض البصر ، عدم التجاوز على الارصفة والممتلكات العامة ، والتضييق على المارة ،اهمية إخراج الزكاة والصدقة بالاضافة الى المواضيع العامة المعتادة في بقية المساجد بعموم البلاد .
6 – خطيب المناطق السكنية وهذا يتناول كل القضايا التي تهم المجتمع بدءا ببر الوالدين ، حقوق الجار ، احترام الكبير ، العطف على الصغير ، مراعاة حرمة البيوت وعدم الجسسس والتلصص عليها ، احترام بنات المحلة وغض الطرف عنهن ،اغاثة الملهوف ، ارشاد الضال ، عدم الضوضاء ، رمي النفايات في الاماكن المخصصة لها ، تشجيع الشباب على الزواج ، طلب العلم ، التعاضد والتعاون والتآلف بين أبناء المنطقة الواحدة فضلا عن بقية المواضيع التعبدية والوعظية المعتادة !
7 – خطيب المناطق المختلطة قوميا ومذهبيا ودينيا عليه التركيز على الدعوة الى الاخوة والالفة والمحبة والعمل للصالح العام ونبذ الخلافات والتناحرات ونبذ الطائفية والعنصرية بكل اشكالها واحترام الديانات الاخرى ورعاية الاقليات فمن لم يكن لك اخ في الدين فهو نظير لك في الخلق علاوة على خطب الوعظ والارشاد والفتوى والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأفرد ومن غير تنقيط التحذير من مغبة سرد الاساطير والقصص الخرافية والحكايا التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي تتعارض كليا مع السنة والاجماع والقرآن ، واحذر من العبث بعقول المصلين بهرطقات وخزعبلات ﻻ اصل لها لحملهم على فكرة معينة او تأييد مذهب من دون آخر فهذه القصص الباطلة التي لا سند لها هي اس البلاء في تشويش العقول والابتعاد عن المساجد ومقت الوعاظ وهروب المثقفين وفرار الشباب الواعين منها ومنهم ، فلاتكونوا اعوانا للشياطيين على اخوانكم بالابتعاد عن دينكم فأنما تتصيد الذئاب من الغنم القاصية ،الغافلة والمُستَغفِلة – اودعناكم اغاتي