آدم طفل يتيم أحبت أمه رجلا فقيرا وقبلت به زوجة ثانية فحرمها اهلها الاثرياء من الميراث ثم مالبث الزوج ان مات بمرض عضال فعاشت وابنها عيشة الكفاف تعمل خادمة في احد البيوت ولما ضاقت بهم سبل العيش الكريم طلبت مني ان أبيع مكتبة زوجها فخرجت بمعية ادم حاملا كتب ابيه الثمينة التي يعشقها على ظهري (مقدمة ابن خلدون .. تاريخ الطبري .. تفسير ابن كثير .. الشوقيات .. عبقريات العقّاد.. بخلاء الجاحظ.. ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين….)، ويممنا وجهينا شطر سوق الهرج في بغداد لنبيع اعز ما يملك بنصف الثمن وربما بربعه، فوقع بصرنا على بائع يفترش الرصيف علا الشيب مفرقه، واحنى الزمان ظهره، ورسمت الحروب المتعاقبة – التي لم يكن له فيها ناقة ولا جمل – على وجهه خطوطا غائرة تروي للأجيال قصة شعب قصمت ظهره النكبات وهو يعيش فوق ارض من الخيرات، ولسان حاله يردد قول الشاعر:
أيشتكي الفقر غادينا ورائحنا
ونحن نمشي على ارض من الذهب
كان يبيع نسخا قديمة من القران الكريم جنبا الى جنب مع نسخ من الانجيل وصور منسوبة الى السيد المسيح، ونسخ من كتاب (كنزا ربا) – الكتاب المقدس لدى الصابئة المندائيين- فسرت القشعريرة في جسدي النحيل وأدركت ان قابل الأيام سيحمل بين طياته ما هو أدهى وأمر، ذاك ان شعوباً تبيع مقدساتها على قارعة الطرقات، بدراهم معدودات لن تقيم وزنا للحياة، فالشعوب لا تبيع ثمينها الا اذا خان فيهم أمينها، حاكما كان ام محكوما … واذا ما عقدت الخيانة قرانها على الجوع فإنها ستنجب لا محالة بشرا ليسوا كسائر البشر، بشرٌ فقدوا ماء وجوههم، وعزة أنفسهم، ودماثة خلقهم، وباتوا لا يتورعون عن بيع ثمينهم، لكل من هب ودب ما دام يدفع أكثر، وهذا لعمري هو بيع الثمين بأجلي صوره باع ادم كنز أبيه وكان فيه من الزاهدين وعدنا القهقرى لنشتري قليلا من الخبز والموز والتفاح ولعبة بلي ستيشن2 لطالما حلم آدم بشرائها مذ اقعد المرض المميت اباه.
علما أن دور الايتام في عموم الـعراق حتى عام 2011 ، هي 26 دارا، لايتجاوز المسجلين فيها الـ(700) يتيم ، ومنها دار ايتام مختـلطة للأطفال في منطقة الصالحية ، يتم ترحـيل الذكور منها بعد بلوغهم سن العاشـرة الى دار الوزيرية للأيتام في حين يـتم ارسال الاناث الى دار العلوية للانـاث.