25 مايو، 2024 2:00 ص
Search
Close this search box.

آداب الخصومة اللي إستحوا ماتوا

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المصيبة ما نراه من صخب وضوضاء وشتائم وتراشق بالتهم بين سياسي بلداننا دون تورع أو إلتزام بالخلق الكريم وشرف الخصومة .
كذبٌ وتضليلٌ وإفتراءٌ وخداعٌأ ودعايات إنتخابية مُضلِلَة وتسقيط سياسي دون حياء أو خجل,و أشاهد كل يوم هذا على التلفاز ,فأشعر بالمرارة عندما أرى تهماً يفوح منها الكذب توجَه لأشخاص عرفوا بالأمانة والصدق والإخلاص وعفة اليد, من أشخاص عرفوا بالدجل والشعوذة والرقص على الحبال.تدعمهم وسائل إعلامٍ شيطانية موجهةٍ ومدعومةٍ من قوى إقليمية ودولية لا تريد لنا إلا الذل والمهانة والفرقة. مما أتاح مناخاً وبيئة للأرهاب وإزهاق الأنفس. فأُوجرت نار الطائفية المقيتة البعيدة عن الأسلام ومفاهيمه السمحة. وكأنهم لم يسمعوا قول الله عزَّ وجل: (لكم دينكم وليَّ دين) .فإن كان  الله لم يأمر الله بإستباحة دم الكافر فكيف يجوز لمن يدعي الأسلام إستباحة دم من ينطق بالشهادتين؟ وهل هذا من الدين بشيء أم إنها الخصومة غير الشريفة؟
ولا بأس هنا من أذكر بأخلاق الأسبقين عند الخصومة.

فشريف النفس, عظيم الخلق، بعيد الهمة لا يسعى إلى الخصومة, بل يحرص كل
الحرص على البعد عنها. ومن البلاء عليه أن يظن ظانٌّ أنه خصم له, فترى ذلك الخصم يسعى سعيه للنيل منه, وما علم أنه في واد, وصاحبه في واد آخر
ولهذا ترى هذا الخصم يتعب, ويُجْلِبُ بخيله ورَجِلِه, وصاحبه خَلِيُّ الفؤاد, لا يخطر الشر بباله, ولا يمر بخياله على حد قول المتنبي
وأتعب من ناداك من لا تجيبه * وأغيظ من عاداك من لا تشاكل
وإذا اضطر شريف النفس إلى الخصومة لم يحد عن سبيل الحق والشرف قيد أنملة. فالخصومة الشريفة هي التي دعا إليها سبب معقول. وتبودلت فيها الحجج والبراهين من غير مهاترة أو مسابة, وقامت على الوسائل المكشوفة الظاهرة لا الخفية الدنيئة. وخرج كل خصم من الخصومة شريفاً لم تدنسه الخصومة. فهي كالصراع بين فارس نبيل وآخرَ مِثله.و لا بد لحربها من سبب قوي. فإذا تحاربا خضعا لأدب الحرب. وترفعا عن الصغائر والسفاسف وأساليب الخداع والمراوغة. ثم إذا انتهى الصراع انتهت الخصومة

وجاء في السِيَر أنه أُنشِدَ في مجلس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قول الشاعر:
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه * إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر
كأن الثريا عُلِّقت بجبينه * وفي خده الشِّعرى وفي الآخر البدر
فقال الأمام  علي (ع):  ذاك  والله  طلحة بن عبيد الله . فَلمْ يبخس الأمام عليه السلام حقَّ طلحة في خلقه الكريم وسجاياه رغم إن ما بينهما ما صنعه الحداد.
فقد كان السيف في ذلك الوقت مجرداً بينهما؛ فانظر إلى شرف الخصومة, وعظمة الإنصاف.هكذا كان الأولون قدوتنا الحسنة.
فإذا لم نتخلق بأخلاق الأكابر والعظماء فلا أقل من أن نتخلق بأخلاق الملاكمين والمصارعين. حيث تبدأ الجولات بين الخصمين باللكمات والضربات. وتنتهي بالمصافحة والقبلات.فما لهؤلاء السياسين لم يتعلموا شيئاً, لا من دين, ولا من الأولين.فمن أجل مغانم ومناصب وفوز بإلأنتخابات البرلمانية القادمة شحذوا كل الأسلحة. وسلكوا كل ما هو معيب.فهم  يزجون الشعب في الأتون. ويأخرونه عن ركب الحضارة والتمدن, وإقامة الدولة المدنية بمؤسسات المجتمع المدني المرجوة, والمأمول إقامتها بعد عقود وقرون من الظلم والقهر والحرمان.ألمْ يكفهم دماء العراقيين التي تسيل صباح مساء؟ أم أمواله التي تهدر وتسرق جهاراً نهاراً؟إنها  والله كارثة الكوارث وخسارة الخسارة. وكما يقول إخوتنا السوريون يا عيب الشوم  واللي إستحوا ماتوا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب