هل رأي السيد عباس البياتي ينم عن ذكاء أو عن سبق أمني أو عن تحشيش علني أو عن خبرة عسكرية أمنية أم عن استعراض إعلامي خاوي أم عن حجة للهروب من الفشل ؟ يقول البياتي وهو عضو في اللجنة الأمينة في البرلمان العراقي ( البرلمان النائم ) إن المواطن هو السبب في تردي الأوضاع الأمنية لأنه لا يقدم المعلومات المطلوبة عن الإرهابيين ، يحق لهذا الجهبذ الذي كان نائب ضابط في جيش صدام ثم هرب إلى إيران وقيد في السجلات بأنه عسكري مفقود ليتبين بعدها أنه ذهب إلى العدو بحجة المعارضة ( خائن للوطن ) ، يريد هذا الرجل الأمني اللامع ( لمعان فالصو) أن يرمي بكرة الإرهاب في ملعب المواطن العراقي دون أن يخجل من هذا التصريح الذي لا نجد في قاموس الردود المنطقية ردا مناسبا فكلما قررنا أن نختار جملة نقول أن هذا الرجل يستحق جملة أكثر قساوة وإذ بنا انتهينا من صفحات هذا القاموس دون أن نجد ما يتناسب مع قول هذا الرجل ، ماذا تريد من الشعب أن يقدم لكم ؟ هل تريد أن يترك أطفاله بدون مولدة كهربائية ويتجول في الشوارع محاولا سرقة ما يسمع ليقدم هذه المعلومات لك ولأمثالك ؟ هل تريد أن يترك الرجل العراقي عمله ومصدر رزقه ويركض لاهثا للبحث عن تصرف مثير ليقدم لك ولأمثالك المعلومة على طبق من ذهب ؟ من يحمي العراقي البسيط إن شعر الإرهابيون بأن الشخص الفلاني يتقصى عنهم ؟ هل هنالك عجلات مدرعة تحمي العراقي البسيط مثل العجلات التي تستقلونها ؟ هل العراقي البسيط يحتمي خلف الكتل الكونكريتية وبحماية السفارة الأميركية في المحمية الخضراء ؟ هل العراقي البسيط له الحق أن يعبر عن رأيه بصراحة دون أن توجه له تهمة 4 / إرهاب ؟ هل العراقي البسيط يأمن على حياته وهل ينام قرير العين مرتاح البال والتهم الجاهزة والعلاسة والمخبرين يكتبون بدون ملل وأنتم من يعتقل بدون تهمة ولا أمر قضائي ؟ إن تعرض العراقي البسيط لإصابة خطيرة من قبل الإرهابيين هل ستتكفلون بعلاجه في مشافي بريطانيا وأميركا والمانيا مثل علاج مام جلال الذي كلف خزينة الدولة العشرات من ملايين الدولارات أم مكانه في مشافي العراق الخالية من كل علاج ما عدا القطط والكلاب السائبة والتي تتجول في أروقة الردهات والرشوة تلاحق المريض من كل حدب وصوب ؟ هل سياتي يوم توجه التهمة لكل عراقي ما دام لا يقدم المعلومات للجهات الأمنية ؟ أليس من الأفضل اصدار تهم جاهزة بالمادة إرهاب باسم رب الأسرة توزع مع البطاقة التموينية في كل سنة بدلا من الحصة الهزيلة التي تقدمونها ؟ ماذا قدمتم خلال السنوات التسع من عمر الديمقراطية اللقيطة ؟ هل قدمتم غير الموت ، الدم ، السرقة ، الإرهاب ، الكواتم ، المفخخات ، العبوات ، قلم المخبر ، قضاء مسيس ، عصابات ومافيات دولية ، مخدرات ، خطف ، قتل ، أرامل ، أيتام ، تهجير داخلي وخارجي ، تزوير شهادات ، مسؤولون بدون علم ، موظفون بدون فهم ، مدراء بدون أدارة ، محسوبيات ، علاقات عامة وخاصة ، رفع شأن العاهرات ، حفلات خاصة ماجنة ، زواج متعة علني واجباري ، تخريب الاقتصاد ، شلل الزراعة ، تعيين الأقارب والصديقات ، استغلال حاجة الناس ، لغو ديني فارغ ، سفسطة خاوية ، اغتصاب شمل حتى العاهرات الراقصات والممثلات العربيات ، وفوق كل هذا وهذا ترمي بملعب المواطن البسيط كرة الإرهاب ، عجبي لرجال لا يعرفون قيمة الرجولة وساسة لا يفهمون منطق السياسة ورجال كان كبيرهم يحلم أن يكون مدير مدرسة ابتدائية وأفراد عصابات أصبحوا ضباط كبار يحملون شارة الركن وكل هذا وذاك باسم الدين الحنيف … ومن هل المال حمل جمال .