23 ديسمبر، 2024 7:34 ص

آخر ما توصّلت إليه عقول السياسين

آخر ما توصّلت إليه عقول السياسين

عندما يشعر الإنسان  في لحظة من اللحظات بإنّه معرّض للفشل في أيّ ناحية من نواحيّ الحياة ، فإنّه يحاول ما استطاع إلى ذلك سبيلا أن يجد مبررات (جاهزة) للفشل….. والأمثلة كثيرة فعندما يفشل الطالب دراسيّاً فإنّ مبررات فشله الدراسيّ كثيرة منها: المادّة الدراسيّة صعبة ، الأستاذ لايفهّم ، الأسئلة صعبة ومعقّدة و..و..
وعندما يفشل مشروع تجاريّ ما، فمبررات فشل التاجر أيضاً كثيرة منها: الكساد ، الوضع الأمنيّ ، الوضع الأقتصاديّ ، سوء التخزين ، عدم أمانة العمّال؟! و..و..
وأيضاً عندما يفشل الميكانيكيّ ( المبتدئ) في تصليح السيّارة ويعجز عن إيجاد العطل ..ولكي يبرر فشله وعدم خبرته ، يقترح على صاحب السيّارة تبديل المحرّك كلّه ؟! لأنّه مايفيد؟؟!!.
ولا يختلف السياسيّ، أو زعيم الكتلة، أو التيّار ، أو الحزب عندما يفشل في كسب أصوات الناخبين في الإنتخابات فإنّ مبررات فشله ربّما تفوق مبررات فشل الطالب ، والتاجر ، والميكانيكيّ ، فهناك مبررات من قبيل : التزوير، مضايقة وعدم السماح لجماهيره في الوصول إلى المراكز الإنتخابيّة ، والأصطفاف الطائفيّ ، وتدخّل دول الجوار ، وعدم رغبة اللاعبين الكبار في نجاحه .. مثل أميركا ، الإتحاد الأوروبيّ ، إسرائيل ، وربما دول مثل مالطا، و ميانمار وجيبوتي ؟؟!! و…و…و….
وأعتقد جازماً أنّه لو أحسّ هذا السياسيّ ولو بمقدار ضئيل أنّ النجاح سيكون حليفه، ويفوز بالأصوات التي كان يتمنّاها لزالت هذه الأعذار والمبررات !! ولأختفت هذه الأسطوانة المشروخة؟!
لكن أغرب من هذا كلّه …أنّ بعض من يدّعون السياسة ، والذين توارثوها أبٍ عن جدّ ( قابل السياسة مال أبو واحد) ؟! عندما علم أنّ منافسه قويّ وله أصوات كبيرة وتأييد جماهيريّ واسع وربما ستكون السلطة بيده من جديد ، حاول أن يأتي بنظريّة سياسيّة جديدة ، وربما هي إبداع ، وعبقريّة ، لا تليق إلاّ به؟! ( نقترح على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تدريسها في كليات ، القانون ،العلوم السياسيّة) للعام القادم؟!
وهي ( نظرية المقبوليّة) نعم، المقبوليّة نظريّة سياسيّة، فاقت أهميّة وعظمة  نظريات مثل : الجاذبيّة لإسحاق نيوتن ، والنسبية لألبرت أنشتاين ونظرية Big Bang الأنفجار العظيم والتي وضع أسسها مجموعة من العلماء الأميركيين ؟! وأخيراً نظريّة (الشچوه)  للفاضلة (چماله) والشجوه أعزائي لمن لا يعرفها هي: أداة لخضّ اللبن، لغرض فصل الزبد عن اللبن ، تصنع من جلد الماعز ، مع أحترامي العميق والشديد لهذه الإمرأة المعطاء.
لا أعلم أيّها الزعيم، وقائد الكتلة، ورئيس الحزب ، أيّها الفلتة في زمن الغفلة ! ماهي قيمة الإنتخابات؟ ولم تحمّل الناس عناء الذهاب إلى المراكز الإنتخابيّة وهم يتحدّون مفخخات ، وناسفات ، وهاونات داعش ، والقاعدة؟!
لماذا صرفت مئات الملايين من الدولارات من أموال الشعب العراقيّ المنكوب على مفوضية الإنتخابات ، من موظفين ، وأوراق ، وحماية ، وإعلام ، وصخام ، ولطام ، وعزا العزّانه؟!
ولماذا صرفت أنت من أموال الشعب، والجياع، والمحرومين الذين تنادي بأسمهم كذباً، وزوراً ، وبهتانا .. على لافتاتك ، ودعاياتك ، وصورك ، والمطبّلين في جوقتك ، وزرت القرى ، والأرياف ، والمدن ، والجامعات ، وحتى البدوّ زرتهم وشربت القهوة مع شيوخهم ؟ ولم ينسوا أن يحيوك بهوساتهم ومدائحهم ، ولم تنسى لجنديّ المجهول ، ومقبرة وادي السلام ، لعلّ أحداً من ساكنيها يستفيق من رقدته الأبدية ويصوّت لك؟!
لماذا هذا كلّه أذا كان الملاك أو الشرط هو ( المقبوليّة) ؟؟؟!!!
عجيب…. غريب…. أمور قضيّة ، إذاً لنلغ الإنتخابات ، ونحذف هذه الفقرة من الدستور ، …. ونلبس الدشداشة والعقال والبشت والنعال الزبيري ( أجلّكم الله) ونقصد خيم الأجاويد ، ونسألهم ( شنو رأيكم بفلان ) أتقبلون به رئيساً لوزرائنا أم لا ؟! ونسمع الجواب ، فإذا قبل ( الرّبع) وجوه الخير والأجاويد ، نعيّنه رئيساً للوزراء وإذا لم يقبلوا به … لا والله ما نقبل ، ولا يكون  ؟!
وهنا أسمح لي ايّها الزعيم ، والسياسيّ ، واللي يخوط بصف الأستكان ، أنّ أسألك…..
أين هي كرامة العراق ؟
اين هي سيادة العراق؟
أين هو أحترامك للدستور ؟
أين هو أحترامك للشعب العراقيّ؟
وأخيراً أين هو احترامك لنفسك …..؟!