أصدر مؤسسو نظام توكوغاوا الياباني مرسوما عاما سنة 1625 م يوضح فيه إن تعلم فنون السلام يعد مساويا لتعلم فنون القتال والحرب ؛ ومن الواجب على الياباني إتقانهما معا
هذا القرار الياباني صدر قبل أكثر من 300 سنة في ظل دوامة الحروب والنزاعات ومناهج الإستعمار والإحتلال وماشابه ذلك من أمور كانت سائدة في ذلك الزمان ؛ لكن من يريد أن ينهض بشعبه يتعلم من اليابانيين كيف نهضوا بشعبهم وها هو العالم بأسره يشيد بالتجربة اليابانية ويحترمها لأنها أنجزت واقعا يابانيا رصينا ساهم في تميزها عن دول الريع البترولي التي لازالت تلوك مبادئ المؤامرة والحرب والسيف والطائفية
اليوم شاهدت الخطابات الحماسية الداعمة للحشد الشعبي وما أثارني هو خطاب السيد المالكي الذي كان عبارة عن صب الزيت على النار العراقية لزيادة إحتراقها أكثر وأكثر ؛ لا أعرف لماذا لايتعلم هذا الرجل من دروس الماضي ؟ لماذا لايتعلم من إنسانية والد الشهيد مصطفى العذاري الذي كان هادئا رغم ألمه وقال كلاما إنسانيا لم يقله الا من يتحلى بصفات الشهامة والرجولة ؛ لقد كان أكثر إنسانية من جميع الساسة وأكثر حرصا منهم على بناء الدولة وتضميد جرح العراق النازف لقد قال ان السنة أبرياء من دم مصطفى وان اهل الانبار واهل الفلوجة لم يفعلوا هذا بل هذا فعل من أفعال الارهاب الداعشي
هذا الشيخ الكبير المفجوع بإبنه كان حريصا على العراق ومدركا لأقواله وتصريحاته فهو لايريد أن يتحول دم ولده الى شرارة نار طائفية تلتهم العراق وتزيد حرائقه
أما قادة البلاد والذين يفترض أن يكونوا بمثابة القدوة الحسنة للعراقيين فهم مستمرون بصب الزيت على النار وماخطاب المالكي اليوم الا أحد الأمثلة الحية على ذلك
ياجماعة الخير ياعالم ياإعلام اذا أردتم أن تبحثوا عن حلول للمشهد العراقي فعليكم أن تذهبوا بهؤلاء الساسة الى المصحات النفسية من أجل إزالة أمراض الكراهية والحقد الطائفي في نفوسهم