23 ديسمبر، 2024 12:28 م

آخر الأوراق….السعودية ترفض…!

آخر الأوراق….السعودية ترفض…!

تتمثل الايجابية الرئيسية في بدء تحسين العلاقة الأمريكية الإيرانية بعد أول تخابر بين رئيس أمريكي ورئيس إيراني منذ سنة1979 أي بين اوباما وحسن روحاني حيث أن الساحة الأمريكية صارت تحفل بقوى مختلفة في تحسين العلاقات مع إيران بعد أن كان اللوبي الصهيوني هو وحده المهيمن عند صناعة القرار ,وجاء هذا التحسن العلني نتيجة لعاملين أساسيين : أولهما العجز المالي الأمريكي وإفلاس الخزينة الأمريكية, وثانيهما تنافس روسيا في عهد بوتين وقوتها الاقتصادية والعسكرية وصعود دول (البركس ) ذات التنمية الانفجارية بجانب الروس.
وبهذا ظهر القطب القوي الصاعد ( روسيا ) وأزاح سياسة القطب الأوحد عن التحكم بالسياسات الإستراتيجية في المنطقة واجبر أمريكا بعقد مؤتمر جنيف 2 ونزع الترسانة الكيماوية السورية,وتعتبر المغازلة مع إيران هي صدمة للدبلوماسية السعودية  وذلك بعد الصفقة المعروفة بين الأقطاب الكبرى وتراجع اوباما عن ضرب سوريا أدى إلى شعور دول الخليج العربي بالخيبة والخذلان وخاصة قطر الداعم المادي الأساسي في المنطقة والسعودية التي تريد إزالة النظام السوري ويعتبر هذا القرار هو تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن مشورة أصدقائها وحلفاءها في الخليج العربي, ولا يحتاج المراقب إلى مثل هذه التلخيصيات الأكاديمية ليدرك حجم المصالح الأمريكية وسياسة الباطن الأجوف وحجم العلاقة الأمريكية الإيرانية السرية منذ احتلال أمريكا لأفغانستان والعراق وسياسة حلب البقرة الخليجية بتقوية البعبع الإيراني وهالة النووي والمفاعل الإيراني الكبيرة وتهديده بغلق مضيق هرمز تارة وضرب القواعد الأمريكية في الخليج وإحراق المنطقة وإزالة إسرائيل تارة أخرى ,ولو كان النووي الإيراني خطرا على إسرائيل والقواعد الأمريكية في الخليج لحصلت ضربة عسكرية مدمرة له  منذ ولادته ونشأته مثلما دمر مفاعل تموز العراقي منذ نشأته الأولى عام 981.
وهناك رجعة للحب القديم بين أمريكا (الشيطان الأكبر ) وإيران وتنصيبها شرطي الخليج من جديد كما كان شانها أيام الشاه يقابل هذا الموضوع أنظمة الخليج المتعادية مع شعوبها وخاصة في البحرين والسعودية والحكم المهزوز في الكويت وتبديل حمد وحكومته في قطر وهناك إصرار السعودية بأنها الأب الروحي لدول الخليج وإنها صاحبة القرار في المنطقة وإنها المؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية ويكفي أن أمريكا فشلت في غزوها لأفغانستان والعراق وعلى السعودية إصلاح ذات البين بين دول الخليج نفسها.
وتجدر الإشارة إن العلاقات السياسية بين إيران وأمريكا علاقات قديمة تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر مرورا بالتدخل الأمريكي الذي أطاح بحكومة مصدق  عام 953 وظلت واقعة احتجاز الرهائن الأمريكيين  قاتلة في الذاكرة والتي كرس منها في الواقع دعم إيران لعدد من التنظيمات الإسلامية سواء في لبنان أو فلسطين ومن الجدير بالتأمل-إن ضلوع إدارة ريغان في صفقة سلاح مع إيران-والتي عرفت لاحقا(بفضيحة إيران كونترا) قد أضافت لمخزون الذاكرة الأمريكية عنصرا إضافيا لسياسة الاحتواء المزدوج والتي لم تكن في الواقع تأتي بجديد في جوهر سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي طالما سعت تاريخيا إلى جعل كل من العراق وإيران اقل قوة منها في المنطقة.
وان آخر الأوراق هي أن السعودية قد أعلنت اعتذارها عن عدم قبول عضويتها المنتخبة ضمن أعضاء مجلس الأمن وإنها قالت (فيتو ) حيث يقولون انه لا أخلاق في السياسة ورفضت المقعد غير الدائم في مجلس الأمن للدول الخمس دائمة العضوية بسبب تراجع اوباما ومجلس الأمن عن الضربة العسكرية لسوريا والإطاحة بنظام بشار الأسد.
ومن المعروف في السياسة انه عندما تريد إعاقة فكرة ما ,أو مشروع ما,تشكل لهذا لجنة ما,فما بالك إذا أرادت قوى عدة أن تعقد مؤتمرا حول أزمة معقدة مثل الأزمة السورية واحد أطراف هذه الأزمة لايريد المشاركة والطرف الأساسي الآخر يعيش في حالة التشتت والتناحر بين مكوناته .