18 نوفمبر، 2024 3:48 ص
Search
Close this search box.

آخر الآمال لاتقتلوها !

آخر الآمال لاتقتلوها !

بقدر الالتباس والابهام والضبابية في العملية السياسية ،الا ان المفارقة فيها ان المواطن يستطيع الى حد بعيد ان يتوقع الاشياء القادمة دون كبير عناء .. ولايحتاج الى ان يقلب الامور شمالا ويمينا و”يدوخ” فيها فيبدو المشهد امامه اقرب الى الحقيقة منه الى التنبوء!
يعتقد المواطن ان لااحد يكشف عن صفقات الفساد لان “فيها ومافيها” ،لكن السادة المسؤولين عادة مايناقضون اعتقاد المواطن ويبدون ابطالا بلا منازع في الحفاظ على المال العام ، ولاننا لانصدق ذلك ، فنضع كل بيضنا في سلّة القضاء لانه آخر الآمال لدينا التي تمنحنا فرصة للاعتقاد بان المستقبل ليس ميتا ! لكن قدرة النخبة المتصدية لحكمنا أقوى من آمالنا الساذجة وتصورات حسن النية لدينا !
بالامس اصدر القضاء العراقي حكما بغلق ملف صفقة الاسلحة الروسية الفاسدة لعدم كفاية الادلة ، ومن حق القضاء أن يقول كلمته في نفس الوقت الذي من حقنا ان نستغرب القرار بعد كل “الهرج والمرج” الذي رافق الصفقة التي اطاحت بالناطق الرسمي باسم الحكومة واحد اعمدة الاستشارات لرئيس وزرائنا السيد المالكي!
كل الذي قالته لجنة النزاهة في البرلمان “كلام جرايد” وكل ما قاله الاعلام وكشفه “حسد عذال” حتى ان  الرئيس الروسي بوتين يشعر الآن بالندم لانه تدخل بالشأن العراقي عنما تحدث عن رائحة الفساد في الصفقة ،كل الوسطاء العراقيين من حملة الجنسيتين والعرب الاشقاء ذهبوا الى روسيا للسياحة والاستجمام ، حتى ان احالة الملف من قبل هيئة النزاهة للقضاء جاء تحت ضغط “الاجندات الخارجية” !!
وحدنا نحن من نعرف الحقيقة، وهي ان الصفقة انقى من ماء الزلال وانها الشكوك من نتاج عقلية المخبر السري وان من شمّوا رائحة الفساد فيها ليس الا مجموعة من شذّاد الآفاق المعادين للعملية السياسية الشفافة !
بالامس قلنا ان لاملف سيكشف واليوم يؤكد القضاء العراقي المعروف بنزاهته توقعاتنا ويغلق ملف القضية لان ادلة الادانة فيه غير كافية ، ولاننا نبني دولة القانون على طريقتنا الخاصة والمبتكرة فاننا نبصم بالعشرة والعشرين ان القرار جاء دون اي ضغوطات ،حتى لو قال المالكي قبل ايام في خطاب متلفز انه يعرف جيدا حجم الضغوط على القضاة والقضاء والتهديدات التي تتعرض لها هذه المؤسسة التي هي آخرآمالنا بالخلاص ..
وقبل ايام قال المستشارالاعلامي للسيد المالكي ان عرّافي صفقة السونار الخادع الذي يكشف اسنان البلاتين دون المفخخات ،احيلوا الى القضاء ، دون ان يكلف نفسه ليوضح لنا من باب الاخوة والمواطنة والمصير المشترك من هم هؤلاء الذين تسببوا بمقتل الآلاف من العراقيين والى اي جهة ينتمون ومن سهّل لهم الطريق ليقبضوا وينجو بفعلتهم الاجرامية ..
ولا كلام عندي غير نكتة ظريفة جدا على موقع على الفيس بوك تقول :
تم اعتقال نملة سرقت حبة سكر ..وسيتم محاكمتها وربما إعدامها ،والجدير بالذكر أن الفيل الذي سرق كيس السكر منذ سنوات لم يتم القبض عليه حتى الآن رغم علم الكل بمكان تواجده!!

أحدث المقالات