18 ديسمبر، 2024 9:17 م

آثروا فأسأوا ألأثرة وجزعوا فأسأوا الجزع!!

آثروا فأسأوا ألأثرة وجزعوا فأسأوا الجزع!!

هذه الحكمة البليغة أوجز فيها ألأمام علي {ع} رأيه فيما حدث  للمسلمين في ثورة ألأمصار ضد ألخليفة عثمان{رض} ؛حيث ذهبوا ألى أبعد من مطالبهم ألمشروعة في أزالة ألولاة الذين عينهم الخليفة في ألأمصار ألأسلامية حيث أستأثروا بالمال والسلطة وأوغلوا في دماء المسلمين بدون وجه حق؛وبنفس الوقت أنتقد تصرف  من هجم على بيت الخليفة وقتله وعدم أحترام موقعه وتاريخه كصحابي له أيادي بيضاء في نصرة ألأسلام في أيامه الأولى وهجرته الى الحبشة والمدينة وزواجه من بنتي ألرسول{ص}.
يبدوا أن ألأمور التي تحدث ألآن لاتختلف عما حصل في صدر ألأسلام ؛فقد خرجت ألجماهير ألى الشوارع لعرض مظلوميتها من حكامها ومطالبتهم بتحقيق العدالة وألمساواة؛ولكن التخريب ألذي حصل بعد نجاح هذه الثورات فاق حد ألتصور فقد شمل تدمير مؤوسسات الدولة وكيانها ؛وتخريب كافة ألقطاعات ألأنتاجية وألتعليمية والصحية والجيش وألأمن ؛وأصبح المواطن العادي عرضة للأختطاف وألأغتصاب وتم سرقة المال العام وتهريبه الى خارج البلدان بشكل منظم .تكونت بعد ألمظاهرات ألتي شاركت فيها ألجماهير بعفوية ؛مافيات تسيطر على مفاصل الدول العربية  وأصبحت الفوضى الخلاقة هي ألسائدة ؛والجانب ألخطير فيها هي ألقتل الأعمى للأبرياء من قبل مجموعات أرهابية تعتمد على فتاوي بعض رجال الدين من السلفين والوهابين الذين حللوا لهم قتل ألأبرياء بحجة خروجهم عن طاعة الله وشريعته.وأهم عنصر ظهر فيها هو ضياع القانون والنظام ؛ولاغرابة أن يسأل تشرشل بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية ؛هل وصل الفساد الى ألقضاء؟ فأجابه ألمسؤولين كلا!! تنافس الصعداء وقال ألآن يمكنني القول بأننا أنتصرنا في الحرب !!.
وماحصل في العراق وليبيا ومايحصل ألآن في سوريا ومصر من فوضى وتخريب  لم يكن في صالح الشعوب ألمقهورة بل في مصلحة مجموعة من الفاسدين وتجار ألأزمات وبالدرجة ألأولى في مصلحة آسرائيل والدولة الكبرى الطامعة في ثروات هذه الأمة التي أستخدمها ألحكام لرشوة هذه ألدول  للبقاء على الكراسي وتركوا شعوبهم في دوامة الفقر والمرض والحرمان .
ومن الظواهر ألتي ظهرت في العراق لدى كافة المكونات الدينية والسياسية والعرقية تثير ألأستغراب وألأستهجان بنفس ألوقت:
 ألشيعة :منذ سقوط ألنظام لم يعد لدى الطائفة الشيعة أي برنامج عمل أو أهداف   سوى ألقيام بطقوس عبثية بعيدة كل البعد عن منهج آل ألبيت وسيرتهم ؛لاتخدم قضاياهم لامعنويا ولا ماديا ولا أستراتيجيا ؛فأصبحو لعبة بيد رجال الدين وأحاديثهم ألممزوجة بالدجل والثرثرة والبعيدة كل البعد عن متطلبات الحياة العصرية ومفاهيم القرن الواحد والعشرون ؛ويتلاعب بهم سياسيون فاشلون فاسدون لاخبرة لهم حتى في قيادة أنفسهم فكيف وقيادة بلد بحجم العراق وتأريخه؛فكيف لمكون يعيش في بطون التاريخ وأساطيره وخزعبلاته أن يتطور وينتعش ويعبر عن نفسه وسط هذه الفوضى ومعظم وقته يقضيه بين وفاة ووفاة وميلاد وميلاد.
أن العيش في بطون ألتاريخ لن ينفع شيئا ؛والبكاء على ألأطلال لن يعيد ألأمور وسنة الله في كونه هي الفناء ؛وكما يقول الشاعر كل أبن آدم وأن طالت سلامته
يوما على ألأكتاف محمول؛وبالتالي أن ألبكاء وألعويل لن ينفع في أقامة دولة ؛وهذه آيران كمثال لكم ؛تبني قدراتها الأقتصادية وألعسكرية ودولة يحسب لها ألف حساب. فمأساتنا مستمرة منذ بدأ التاريخ ولن تنتهي حتى تفنى ألأرض وما عليها .أن من ألأفضل هو التركيز على الحاضر ودفعه الى ألأمام بمشاركة بقية ألمكونات في بناء دولة عصرية تضاهي بقية دول ألعالم وعلى الأقل بموازاة بعض الدول العربية ألمجاورة ومايتوفر لمواطينيها من خدمات في كافة مجالات ألحياة الطبيعية أن كنتم جادين في أقامة دولة ألمواطن.
  ألسنة:يعيش ألمكون السني في متاهات ألأحلام بالعودة الى ألسيادة والريادة في قيادة ألعراق ؛وهم يعلمون علم اليقين أنهم فشلوا في حكم العراق طيلة ألثمانون عاما ؛حيث تسلط قادتهم على العراق وعاثو في ألأرض فسادافي أنقلابات فيما بينهم ؛وبما أنهم يسيطرون على الجيش؛فكانوا كلما أختلفوا على قضايا شخصية تسلقوا على ظهر الدبابات وأسقطوا الحكومة حتى وصل جهالهم الى الحكم في أنقلاب شباط الدموي فعاثوا في الأرض فساد وحرقوا ألأخضر واليابس وأشعلوا الحروب مع الجيران وسلموا العراق الى المحتل على  طبق من ذهب وأختبؤا في الجحور ؛فأصبح العراق دولة ناقصة السيادة تتدخل في شؤونها محميات صغيرة مثل قطر تحركهم لتنفيذ أجندات المعادين للعراق وشعبه؛أما آن لهم أن يعوا أن الدنيا دول وقد فاتهم القطار وعليهم أن يقبلوا بألأمر ألواقع وينظموا وبأخلاص الى العملية السياسية ويساهموا في بناء بلدهم ؛وينسوا أحلامهم بأعادة السلطة ؛وألأعتماد على مايسمونه بالحاضنة العربية التي تدفع الملايين في تدمير الدول العربية لصالح آسرائيل وأنها تستخدمهم لأبعاد ثورة الغضب ألقادمة أليهم لامحالة كما سقط الطواغيت في العراق وليبيا ومصر وتونس .
حكم ألسنة الدول العربية بدون أنقطاع منذ الحرب العالمية ألأولى الى يومنا هذا ولكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا ما تطمح اليه شعوبهم ؛ ومما زاد في الطين بله ؛تخرج من مدارسها الفقهيه جماعات أرهابية ليس لها أي هدف سوى التدمير والقتل والفوضى وما يجري في كثير من الدول العربية من فوضى ودمار أكبر دليل على ذلك. فأذا كنتم تطمحون للرجوع للسلطة بغير ألوسائل ألحضارية وأستخدام ألأرهاب فلن تنجحوا ؛لأن تجربتكم السابقة في حكم ألعراق تثبت فشلكم في قيادة العراق الى بر ألأمان .لا تثقوا بالحكومات العربية ألمجاورة فهي تستخدمكم كدروع بشرية للدفاع عن مصالحها في البقاء في السلطة.
ألأكراد: أعلنوا صراحة أستقلالكم ؛أو البقاء ضمن ألدولة العراقية ؛ولا تستخدموا العراق كمحطة أنتظار تطالبون بمستحقاتكم من ألميزانية  وتحتفظون بمواردكم ألداخلية ؛كالنفط  وألمنافذ الحدودية وغيرها ؛وتقومون ببناء جيش من ألأموال ألتي تحصلون عليها من الميزانية ألأتحادية حيث يمتلك أسلحة وتجهيزات تفوق مالدى الحكومة ألمركزية ؛وتطلقون على المناطق ألمتنازع عليها ؛بالمناطق المستقطعة من ألأقليم. موقفكم هذا يشبه موقف آسرائيل فهي تقول أنها معنية بأحلال ألسلام مع العرب وألفلسطينيون وبحل ألدولتين وبنفس الوقت تقضم ألأرض الفلسطينية ببناء المستوطنات وجلب المهاجرين من كافة أنحاء العالم للأستيطان فيها ؛هذا دجل وخداع لاينطلي على أحد كونوا صريحين مع أنفسكم ومع بقية المكونات في العراق.
أتركوا ألأعتماد على أمريكا وآسرائيل وتركيا ؛فأمريكا تبحث عن مصالحها فقد تخلت عن أفضل حلفائها في ألمنطقة وهم على رأس دول ذات ثقل أقتصادي وبشري وأستراتيجي كشاه أيران وحسني مبارك ؛كما تخلت أسرائيل عن جيش لبنان ألعميل في جنوب لبنان سعد حداد ألذي كان يساعد أسرائيل في قتال المجاهدين في جنوب لبنان؛أما تركيا فهي تستغلكم لتحقيق أهدافها في   أعادة ألدولة العثمانية سيئة الصيت ألتي عانت منها دول المنطقة وتعرض مواطنيها الى القتل والظلم والتجهيل ؛وهاهي تقصف مدنكم وتقتل أخوانكم أكراد تركيا وتمنعهم حتى من أستخدام لغتهم ألقومية ؛فماذا أنتم فاعلون ؛فأسرائيل لم تعد بحاجة ألى عملاء فقد أكتفت بقتل العرب لبعضهم ألبعض ألأخر بأموال عربية خليجية !!!.