لقد ارتبطت البيجاما المخيطة من قماش البازة الصيني المخطط – لا أعلم يقينا لماذا كانت جميعها مقلمة كالحمار الوحشي – بذكريات رائعة …في عصر البيجاما أو ” المنامة ” كما يحلو للغويين تسميتها كان العراق يمتلك خامس أقوى جيش في الشرق الأوسط ..في عصر البازة كانت الخطوط الجوية العراقية تمتلك خيرة الطائرات والطيارين ، في عصر البازة كان في العراق الآف بل مئات الالأف من الأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين والتشكيليين والمسرحيين والسينمائيين ممن درسوا في ارقى الجامعات البريطانية والفرنسية والأميركية والروسية والبلغارية والهنغارية والبولندية ..في عصر البازة كنت تسير لوحدك بعد منتصف الليل غير آبه من دون ان يعترض طريقك احد ويسألك ” وين رايح ؟ منين جاي ؟ ” ..في عصر البازة كنت تترك سيارتك كما فعلت يوما مفتوحة الأبواب في ساحة التحرير حتى اليوم التالي لتجدها على حالها كما هي من دون ان تفقد منها شيئا، وكنت تترك باب الدار مفتوحا ولاتخشى من ان يدخل عليك جيش كامل لينتزعك من فراشك عند الفجر …في عصر البازة كان الجار للجار ، الصديق للصديق ، الشقيق للشقيق ، في عصر البازة لم تكن بحاجة الى هوية ثانية للمرور في احياء من بغداد قد تفقد فيها عنقك لأنك من غير ملتها ..في عصر البازة كانت سيارة شرطة واحدة- تضبط الأمن ابتداء من جامع الفرقان في منطقة الصليخ وحتى جامع العاني في الوزيرية ، حيث لا حواجز ولا نقاط تفتيش ولا جدران كونكريتية ولا داعش ولا ميليشيات …في عصر البازة كان المدرس العراقي يحرم بيع الأسئلة للطلبة مهما كان الثمن والقاضي يأنف من تقاضي الرشى ولو تعرض الى أشد المحن والموظف يستحي من – التسخيت – مهما طال الزمن وووو..الله عليك يا أيام البازة التي انقرضت كما الديناصورات في العصر الجليدي ، اعطوني بيجاما بازة مقلمة واحدة وخذوا كل سياسيي العراق الى المنفى .. في عصر البازة لم تسمع بمسجد أو مدرسة أو وزارة أو مصنع واحد ، واحد قط ، أحرق او دمر او نسف أو سرق كما يحدث اليوم جهارا نهارا ، عيانا بيانا ..الي ببازة مقلمة مضحكة كالحمار الوحشي واليكم ببذلات العصر “الدم قراطي ” ورجالاته ممن يدخلون البرلمان حفاة ،عراة ، غرلا ويخرجون منه من اصحاب الملايين ، وكانوا في وعودهم التي قطعوها للناخبين من ..الزاهدين .