4 نوفمبر، 2024 3:53 ص
Search
Close this search box.

ولت ساعة الندم

ان من ابسط ملامح وبوادر تحقيق السلم الاهلي او الاجتماعي هو توحد ابناء المجتمع ضد خطر مشترك وصولا الى دحر هذا الخطر ما يؤدي الى نشر مظاهر هذا السلم على جميع مرافق المجتمع , حيث تعود الحياة المدنية الى طبيعتها ويمارس ابناء المجتمع انشطتهم التعليمية والثقافية والصحية والحياتية الاخرى بأمن وامان بعيدا عن اي شكل من اشكال الاقتتال او التحريض عليه او بث الفرقة بين فئات الشعب بأي طريقة من طرقها المعروفة , ولهذا فان تحرك عشائر الانبار الاخير ضد القاعدة وداعش ووقوفهما الى جنب القوى الامنية انما يشكل حالة من الوعي الكامل باهمية الوصول الى جادة السلم الاهلي ومن ثم السير باتجاه البناء والتقدم بعيدا عن الافكار المتطرفة التي تؤسس لحالة من العبودية والقهر والكبت وما ينشا عنهما من غياب حقيقي للسلم الاهلي الذي تتوق اليه جميع المجتمعات المتحضرة , ما اريد ان اصل اليه ان تحقيق السلم الاهلي في العراق هو مطلب كبير يحظى بتوافق واسع بين جميع فئات الشعب العراقي والدليل ماصنعته عشائر الانبار التي دافعت عنه بدماء ابنائها وستدافع عنه بكل ماتملك ايضا عشائر الموصل وتكريت وديالى وعشائر الفرات الاوسط والجنوب مثلما ستفعله عشائر كوردستان البطلة , وان هذا السلم سيهزم والى الابد الارهاب الواهم في العراق بمعنى آخر ان المعركة مع الارهاب في العراق محسومة لصالح السلم الاهلي والامن الاجتماعي ولن يكون هناك اي موطىء قدم لقوى الحرب والاقتتال الحالمة بالسيطرة على مقدرات شعب متحضر مازالت الانسانية تدين لعلومه وقوانيته وفنونه الشىء الكثير , وان من يبني السلم بدمائه وهو مجبر على ذلك سوف لن تستطيع اي قوة ان تنال منه ومن عزيمته في التقدم .

ولكني ازاء ذلك اجد ان مثل هذا الشعب يستحق وقفة بناءة من القوى السياسية الفاعلة في المجتمع ومعها منظمات المجتمع المدني الفاعلة هي الاخرى لتقوية جدار السلم الاهلي الذي بدأ الشعب العراقي بقواته المسلحة وعشائره الابية يبنيه بكل قوة وفداء وهو يواصل الليل بالنهار لهزيمة الغزاة الجدد القادمين من فيافي الجهل وبيداوات الظلام ولايتحقق لهذه القوى وتلك المنظمات اي دور وطني مشرف اذا ما استمرت في التناحر السياسي وتغليب المصالح الفئوية والحزبية على مصالح الشعب الذي بدأ ينفر من هذه المواقف , كما ان بناء قاعدة اقتصادية متينة لاتتحقق الامن خلال تنمية شاملة واعادة الحياة للبنى التحتية المدمرة والقضاء على الفقر والبطالة وغير ذلك من العوامل التي تساعد على ترصين هذا السلم الاهلي ولن يتمكن دعاة الحروب من النفاذ مجددا الى جسم العراق الابي مهما يفعلون , كما ان على هذه القوى ان تعي بان الشعب لن يسامحها اذا ما استمرت في المناكفة السياسية ومحاولات التسقيط السياسي والتشكيك بالمساعي الوطنية لقوى مؤثرة في العمل السياسي او العسكري مثلما فعلت ازاء العمليات العسكرية المظفرة الاخيرة في صحراء الانبار وغيرها ما ادى الى ادانتها شعبيا عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وعليها ان تغير اساليبها في العمل السياسي والا فانها ستعزل من قبل الشعب .

أحدث المقالات