27 يوليو، 2024 3:27 ص
Search
Close this search box.

هاهي المجمّدة ( الخربانه ) تتقدم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا شك أن الرقي يقاس بالتقدم وحسن التصرف في الرخاء والشدة ، وبلا أدنى شك أن كل ذلك يعتمد على طبيعة البشر المتواجدين في بلد بعينه ، فهم الذين سيقودون بلدهم نحو الأفضل بكل الميادين ، ولنا في الدول الغربية التي تضررت بفعل الحربين العالميتين ، وكيف أن أهلها أحيوها مرتين بالعرق والجهد وسهر الليالي فأثمرت الجهود عن خلق اماكن غناء باتت كجنات تزخرف الأرض بالزرع والمباني والمشاريع ذات المنفعة .. إلا في العراق ، هذا البلد الذي إبتلاه الله بالغنم والهوش التي تسرح ( وتروّح ) على مر السنين ، وكل من يتحكم بمقاليده لايهمه شئ سوى مصلحته ومصلحة حزبه وأقربائه .. واليوم يعبّر النشامى عن الرقي ، فهاهي المناضد ( المزنجرة ) والمجمدات ( الخربانه ) والخردة فروش تغزو الشوارع إستعدادا لمرحلة السير على الأقدام أو ركوبا على البعران والحمير والبغال ، ولست أدري – ولا المنجم يدري – كيف يفكر هؤلاء القوم ؟ وما هو السر الكامن خلف كل هذه الفوضى التي تعم العاصمة وهي تستقبل القادمين من كل المحافظات لإحياء حالة لا أصل لها البتة .. تقطّع أوصال العاصمة بغداد ، تنتشر الفوضى ، الأوساخ تملأ الشوارع والطرقات ، تزمجر مكبرات الصوت لتحض على الحقد والكراهية والطائفية وسفك الدماء من ( النواصب ) وكأن لسان حالهم يقول صراحة : هذا عراقنا لوحدنا ، أنه ملك ( صرف ) للشيعة دون سواهم وليشرب الباقون من ( الهولندي ) ومن لايعرف الهولندي ماعليه سوى الاستفسار عنه من أي إنسان يسكن محافظة ذي قار … تستنفر الأجهزة الحكومية ، تغلق الطرقات ، فتتحول بغداد الجميلة الى أشبه بسوق الهرج ومعسكر يغص بالجنود والمدرعات ، ناهيك عن قطع أرزاق الفقراء من ذوي الدخل المحدود اليومي من عمال بناء واصحاب ( بسطيات ) هنا وهناك .. أقسم بالله لست ضد مراسيم الزيارة لقبور الصالحين ولكن ليست بهذه الطريقة الهمجية السخيفة والتي جعلتنا محط تندر العالم وسخريته في كل مكان .. فلماذا إذن لايتم وضع الحلول المناسبة ونقل الزائرين بطريقة لاتتسبب بكل هذه الفوضى ؟ . ولماذا كل هذا الإصرار من قبل أجهزة الدولة على فسح المجال لهؤلاء بممارسة تلك الحالة الشاذة ؟ هل هي لغسل الأدمغة بشكل يجعل من هؤلاء مجرد دواب لاتعي ولاتعقل ولاتفكر بما يجري وسيجري ، هل أن ( الحكومة ) تحاول إيهام البسطاء أنها تتيح المجال لكل من أراد أن يمارس طقوسه بحرية حسب زعمهم ؟! لا والله ! أنها ضحك على الذقون واستخفاف بالعقول لأنهم وجدوا من يطيع ويخنع وهو يصيح بأعلى صوته : هيهات منا الذلة !! . والمضحك بالأمر والمبكي بآن واحد هو أننا لم نر ولن نرى مسؤولا واحدا يمشي على قدميه ولا على بطنه حتى ! أتعرفون لماذا ؟ لأنهم يخافون فهم جبناء جدا فضلا عن عدم إيمانهم بهذه الممارسات السخيفة والتي لاتدل إلا على الغباء والجهل ، فالشعب الذي سرق ونهب خيرات بلاده هو نفسه الذي يحث الخطى صوب قبور الصالحين ، وهو نفسه الذي يبحث عن الحلوات الشاردات الباحثات الرافعات الخافضات المميتات لعله يعثر على واحدة من الحلوات اللاتي يجدن الرفع بطريقة حديثة تخلو من الشبهات !! .. وهو ذاته الذي ( يكنك ) بحثا عن الثقافة ذات السيقان الملساء والصدور المدببة والملابس الداخلية الشفافة التي يتوارى خلفها الكثير من البلاوي ! .. بالتأكيد أنا لا أعمم ولكني أقول جازما إن 80% من هؤلاء المشاية ينقسمون الى : قسم يبحث عما لذ وطاب ومن مشاوي ومحاشي وحلويات لأنه محروم منها بفضل الحكومة الراقية جدا والعفيفة ( كلش ) .. والقسم الآخر يأخذ الأمر على أنه سياحة وتنفيس عن حالة السجن التي يعاني منها نتيجة البطالة وانعدام فرص العمل ، أما القسم الثالث وهو الأعم الأغلب فيأتي بحثا عن المراهقات بغض النظر عن عمرها ، المهم أنها ( نثية ) ترضي طموحه الفحولي وتنقله من حالة ( لعب الزار ) الى حالة يفرغ فيها شحناته الموجبة والسالبة وهو يردد ( كلها أشوه مني تشرب تتن وتفوخ ) ..

اقسم بالله العالي في سماه ليس هذا إستهزاءً ولا سخرية من أحد أو من مراسم الزيارة ، لا والله ، لكني لمست وشاهدت ورأيت وسمعت الكثير من الحكايات منها ما هو موثق عندي بالصوت والصورة ، ولولا الحياء ومخافة الله ومن ثم سمعة

بعض العوائل الكريمة لما ترددت بأرسالها الى موقع ( كتابات ) أو أي موقع غيره ، كما وأنني لا أؤمن بسياسة حرق المراحل ولا أمارس الإبتزاز لأحد ..وكل هدفي محاربة المظاهر الشاذة عن طريق القلم فحسب ، هذا لو علمتم العروض التي قدمت وتُقدم لي من البعض لغرض الكف عن الكتابة بصدد هذه الممارسات ، لكني ولله الحمد رغم حاجتي للمال إلا أني مكتف بحلال الله عن حرامه .

كنت أتمنى مثلما تمنى ويتمنى غيري أن تتوجه تلك الجموع الى المنطقة السوداء لتزيح كل من عليها بلا إستثناء وأن يتم تشكيل لجان شعبية تتولى حماية الممتلكات العائدة للدولة ، ومن ثم تعيين من يكون مؤهلا لقيادة البلد نحو بر الامان ، لحين إجراء أنتخابات تزيح والى الأبد تلك الوجوه الكالحة العفنة ؛ ولكن هل يتخلى الهمجيون عن همجيتهم ويكونوا بمصاف البشر الأسوياء ؟ لا أظن ذلك إلا في حالة واحدة ، أتعرفون ماهي ؟ حين يبيض الديك ..

خارج النص // هل تعلم عزيزي القارئ إن النساء في مثل هذه الزيارات يشكلن ثلاثة أضعاف الرجال لذا تراهن يذهبن وهن يرتدين ملابسا تليق بالمناسبة جدا جدا جدا ؟ وعليه أتقدم بسلامي الحار لكل أب وأخ وعم يسمح لهن بالخروج لوحدهن وسط جموع المكنكين – آسف – المؤمنين .. جرررووا سلوات .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب