كمواطن وبرغم كل ملاحظاتي على مجمل العملية السياسية الميته سريرياً منذ ان ولدت ،كنت اتمني لو ان ما حصل من خلافات حادة ومشادات كلامية وصل حد ( العراك ) في قاعة مجلس النواب يوم الثلاثاء الخامس من اب كان بسبب فقرة تهم مصالح الوطن والمواطنين .. لكنه مثل ما يحصل في كل مرة صراع على المناصب ومحاولات استحواذ على اكبر ما يمكن من مغانم من وطننا المنهوب فالفساد صار منذ عراق ما بعد 2003 سيد الموقف !ولا نأتي بجديد فقد سبق ان اوضحت اكثر من شخصية وطنية ان عملية سياسية ولدت محاصصاتية لايمكن ان تنتج نظاماً ديمقراطياً حقيقيا ، وهذا ما اكدته وتؤكده تجربتنا المرة والموجعة مع مجلس النواب وغيرها من السلطات .قد يحصل في برلمانات العالم المتقدم خصوصا مشادات ومعارك بالايدي ولكن بسبب الخلاف على قضايا مصيرية تمس مستقبل الوطن والمواطن وليس بسبب محاولة الاستحواذ على منصب هنا وهناك كما يحصل عندنا او في دول تدعي الديمقراطية ..
لا تلوموننا اذا قلنا اننا اثبتنا اننا اسوأ نموذج ديمقراطي ودلوني على حزمة قوانين شرعها مجلس النواب منذ الانتخابات الاولى في 2005 الى اليوم اسفرت عن تعزيز سيادة العراق وسعت الى الحرص على حقوقه ودلوني على مجلس نواب في العالم وحتى في اسوأ دولة يتمتع اعضاؤه بما منح لبرلمانينا من المتيازات مادية ومعنوية ورواتب تقاعدية ما انزل الله بها من سلطان بعد قضاء اربع سنوات في مجلس النواب سواء حضر الجلسات ام لا يحضر .. وهل تعلمون ان عدد غير قليل لم يحضر غير جلسة القسم فقط ولم نسمع له صوت ولم يشارك لا من بعيد ولا من قريب في اية جلسة .. ودلوني على مجلس واحد شرع قانون لنهب المال العام كقانون رفحاء تتمتع فيه زوجة الرفحاوي الاجنبيه وابنائه وحتى من لم يولد منهم برواتب خيالية والملايين من المواطنين لايجدون ثمن دواء ومحرومون من ابسط الخدمات .. فاين هو التطبيق الديمقراطي في مجلس النواب او في غيره من السلطات التي نخرها الفساد ..
الديمقراطية ليست كلمات ولا قوانين بلا تفعيل بل ممارسات واجراءات تصب في خدمة المواطنين انها بابسط صورها مساواة وكرامة وحياة امنه ومستقبل مضمون وليس تقسيم المواطن الى درجة اولى تشمل المسؤوليين وحاشياتهم من سياسي الصدفة ودرجة ثانية تشمل الملايين المحرومين من ابسط حقوقهم بماء صالح للشرب وكهرباء وخدمات صحيه وغيرها ..
اليوم وبعد كل سنوات ضياع الاحلام منذ الاحتلال الى اليوم لايجد فيكم المواطن الاصورة ابليس على شكل بشر .. يسرق ويقتل وينتهك الحقوق باسم الدين والورع والتقوى وبلا يخجل يخرج على الناس ويتباهي بانه حقق ( المنجزات ) ..ما حصل يوم الثلاثاء الماضي في قاعة مجلس النواب يؤكد ان ليس من حل لانقاذ العراق بغيير تغيير كبير وجذري ونبقى نعيش بالامل بعيداً عن اليأس الذي يسعى لزراعته في نفوسنا الفاسدين .