14 ديسمبر، 2024 9:42 م

نرحب.. بكل خطوة للتلاقي

نرحب.. بكل خطوة للتلاقي

اريزونا
بدعوة من المملكة العربية السعودية, توجه سماحة السيد مقتدى الصدر الى الرياض, واستقبل من قبل سمو الامير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة, اسقبالا حافلا, ينم عن نوايا حسنة وتوجهات لطوي صفحة الماضي, وفتح صفحة جديدة.. تؤسس لعلاقات متوازنة.. تاخذ في الاعتبار مصالح البلدين.
وقد خرج الاجتماع, بقرارات تعكس اصرار القادة على تفعيل الاقوال على ارض الواقع. قرارات .. كنا ننتظرها منذ زمن بعيد, اهمها:” بحث سبل تعزيز التعاون بين الدولتين, واستغلال الفرص في الاستثمار في العراق, امر خادم الحرمين الشريفين بتقديم 10 ملايين دولار اضافية لمساعدة النازحين عن طريق الحكومة العراقية, وبحث افتتاح قنصلية في النجف الاشرف, وسرعة انشاء خط جوي بين البلدين, وسرعة افتتاح المنافذ الحدودية لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين, وافتتاح معبر الجميمة مع النجف الاشرف. كما ابدى الجانب السعودي رغبته في تعيين سفير جديد في بغداد للنهوض بمستوى العلاقات, كما اتفق الجانبان على تبني خطاب ديني واعلامي معتدل يدعو للتعايش السلمي والتاكيد على استقرار المنطقة”. تلك القرارات.. ليس فيها ما يخص السيد الصدر او حزبه, بل هي.. تصب, في صالح الوطن, والشعب المظلوم! الذي ضاع في متاهات الحياة وانشغل بهمومه اليومية, واصبح ساحة للهم والغم, والماسي التي خلفها الوضع المتردي الذي جثم على صدور المواطنين.. الذين اعتقدوا ان التغيير الذي حدث في العراق , سوف يعود عليهم بالخير, وينقلهم الى حيث العيش الكريم. ولم يرد في خلدهم, ان الامور تتجه الى الاسوء, وتسير بهم الى حيث الدمار الشامل.
ان جميع المحللين السياسيين.. ابدوا تفاؤلهم بتلك الزيارة التاريخية.. التي تدل كل المؤشرات.. على ان ثمارها ستقطف عن قريب, وان نتائجها ستنعكس على استتباب الامن في المنطقة كلها, وان الشعب العراقي.. سيصيبه السهم الاكبر من محصولها.. وتدل الدعوة ايضا , على ان سمو الامير محمد بن سلمان ولي العهد , قرر فتح صفحة جديدة مع العراق وحل جميع العقد وتذليل كل ما من شانه ان يكون عائقا لترطيب الاجواء , وخلق المناخ الملائم لاعادة العلاقات الاخوية , والتاكد على ضرورة التواجد العربي في بغداد . ونحن نؤمن , بان العراق , دولة عربية , عليها ان ترتبط بعروبتها , ولا تظل رهينة , لاصحاب الغايات والمطامع .. الذين يزينون لها الابتعاد عن محيطها العربي , كي يخلو لها الجو . ان دعوة المملكة العربية السعودية , من اهم المبادرات
, التي لاشك , ان الشعب العراقي ينتظرها بفارغ الصبر . ومن الغريب ان بعض الساسة.. ينظرون لتلك الزيارة بعين واحدة, يدفعهم الشك وسوء الظن! بحقيقة توقيتها, وتاخذهم الظنون في مقاصدها.. ولعل مواقفهم تلك.. نابعة من ارتباطهم ببعض الاجندات التي لا يروق لها التقارب العراقي السعودي,[ التقارب العربي ] واخبار الزيارات المتواترة بين الاخوة في العراق والسعودية.. تقظ مضاجعهم.. وما يشاع من بناء جسور التواصل.. يصادر استقرارهم ويجعلهم في ضيق وهوس. اننا نبارك تلك الزيارة .. التي تؤدي الى تمتين العلاقات الاخوية, وتعبد الطرق للانطلاق الى مرحلة البناء والاعمار, لخلق فرص العمل للعاطلين من ابناء شعبنا العراقي.. الذين ينتظرون ارباع الفرص لانقاذهم مما هم عليه, من ضياع وحرمان وفقدان الامل والمستقبل. وان الشعب العراقي , تربطه علاقات اخوية متينة مع الشعب السعودي , ويحب المملكة ولا يمكنه الاستغناء عنها , وان بعض الاصوات النشاز .. لا تقتنع, ولا تقبل بذالك التقارب.. وتعزي اهدافه, الى التخلي عن ايران, والانضمام الى المملكة العربية السعودية. هذا الراي.. لا وجود له على ارض الواقع, فايران جارة, تجمعنا بها مصالح مشتركة , والمملكة العربية السعودية, جارتنا أيضا, وهي دولة عربية بل [ام العرب ] , ولنا معها حدود واسعة الاطراف, وعلاقات قوية لايمكن انفصامها , وليس من المعقول ان تبقى علاقتنا بها متوترة .. واي ضير في ان تكون لنا علاقات مشتركة مع الجميع .. علاقات , تقوم على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة, وعدم التدخل بالشؤون الداخلية. ثم السنا دولة حرة ومستقلة, ونستطيع اتخاذ القرارات التي تخدم شعبنا؟
ام نحتاج الى توصيات توجه سلوكنا وارادتنا الوطنية؟ وتصديق من احد , للسماح لقراراتنا ان تاخذ طريقها , دون اعتراض .؟
ان الدول تختلف فيما بينها, ثم تعود, حين تاتي الظروف المناسبة.. والظروف الغير طبيعية, والتحديات التي تمر بها المنطقة, جعلت الاخوة في المملكة العربية السعودية, يتقدمون خطوة للتقارب ولم الشمل. وفي ادبياتنا الدينية.. من يبدأ الصلح, ان هو الا [الشجاع الكريم الحريص على التقارب] ولا ننسى مواقف المملكة العربية السعودية.. التي استضافت الالاف من العراقيين الذين قاتلوا نظام صدام.. وهربوا الى المملكة بعد انتهاء ذخيرتهم , وتقدم قوات صدام نحو مواقعهم, وتوالي القصف على رؤوسهم. وقد قال جلالة الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله! وطيب مثواه, “ان العراقيين ضيوفي” فاستوطنوا في معسكر رفحاء, وقدم لهم كل ما من شانه ان يجعلهم اعزاء, من مسكن وماكل ومشرب ,اضافة الى عشرات المواقف التي تسند االمعارضة العراقية , التي كانت تحتاج الى الدعم , انذاك . فلماذا ننظر الى الجزء الفارغ من الكاس.؟ ان موضوع الزيارة في نظر الخبراء.. امر جدير بالاهتمام, ونقطة تحول كبيرة في الظروف الراهنة, علينا ان نتمسك بها.. والسيد حيدر العبادي رئيس الوزراء, قبل الدعوة وقام بزيارة المملكة, وكذالك وزير الداخلية السيد قاسم الاعرجي. وكل منهم اشاد بالتوجه الجديد للمملكة, وصدق نواياها, واندفاعها [بترميم ما هدمه الدهر]. وذكروا ذالك في الاعلام.. فلماذا تقوم القيامة على زيارة السيد الصدر؟ . الانه اراد ان يفتح متنفسا في جدار الياس, للعراقيين؟ اما يكفي ما يحصل للعراق من هدم وتخريب, وانفجارات تكاد تكون يومية تحصد الابرياء من ابناء شعبنا؟ والى متى تبقى الضمائر, تحركها الغايات والمصالح؟ والى متى , لا يسمح للعربي بالتواصل مع أخيه العربي ؟ والى متى يبقى الوطن يئن ويشتكي! فلا يسمع لانينه وشكواه.. احد؟ . والى متى الاخوة الاعداء .. لا يسمحون لكل يد , تمتد لتداوي جراح الوطن , الا باذن من …؟؟؟