التناقض الكبير الذي يسود الفكر التيمي التكفيري يكاد يكون هو السمة السائدة والمميزة في معظم كتب اتباع هذا الفكر المنحرف والذي يُعتبر بن كثير من أبرز المفسّرين الذين بان التناقض في كتبهم. خصوصا في تلك الآيات التي تذكر الخلافة والوصيّة والإمام لأنها تكشف زيف الحكّام الأمويين وتسلّطهم على خلافة المسلمين دون أي وجه شرعي.
ففي تفسير الآية الثلاثين من سورة البقرة حينما خاطب الله تعالى الملائكة بقوله: (.. إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) ذهب ابن كثير مذهب الأمويين بإبعاد الخلافة عن صاحبها الشرعي وهو آدم عليه السلام اذ قال ابن كثير: “قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل.. وليس المراد هاهنا بالخليفة آدم -عليه السلام- فقط، كما يقوله طائفة من المفسرين …”.
وقد كشف المحقق العراقي المرجع الديني السيد الصرخي الحسني هذا النَّفَس المارق عند بن كثير وإبعاده لكلام الله تعالى عن تفسيره الواقعي. حيث تناول المحقق الصرخي ذلك في محاضرته الرابعة عشرة من بحث (الدولة المارقة.. في عصر الظهور.. منذ عهد الرسول صلى الله عليه واله وسلم)) والتي ألقاها مساء أمس الجمعة عبر قناة اليوتيوب التابعة لمركزه الإعلامي.
وعلّق الصرخي على ما طرحه ابن كثير قائلا: “هنا تعليق على النهج التيمي في التدليس الشنيع لصالح أئمتهم الامويين المروانيين والسفيانيين وحصر الإمامة بهم، فان ابن كثير نقل القضية من آدم عليه السلام كفرد وشخص الى القوم والجيل، ولإبعادها اكثر عن الحق وأئمة الحق فانه نقلها من خلافة آدم وبني آدم للجن الى خلافة بني آدم بعضهم لبعض جيلا بعد جيل ، لأن خلافة آدم للجن لا تخدم منهجه التيمي ، وكذلك فان خلافة بني آدم للجن لا يخدم منهجه ، لانه سينصرف الذهن مباشرة الى آدم كفرد وشخص قد جعله الله تعالى إماما”.
هذه الإلتفاتة من المرجع الصرخي التي كشف فيها منهج وسلوك ابن كثير تذكرنا بمنهج ابن تيمية الذي يطابق منهج ابن كثير الذي دائما ما كان يحاول في كتبه ان يزيح الحق والحقيقة عن مكانها الأصلي من أجل أن لا ينصرف الذهن او يتبادر إليه مصطلح الخلافة والإمامة لأهل البيت عليهم السلام.
ومن ثم يذكر المحقق الصرخي حجم التهافت الذي وقع فيه ابن كثير فقال: “فقد غفل عن كون استخدام عبارة (القوم، وجيل بعد جيل) لا تصح ولا تتناسب مع لفظ (خليفة) والتي أجمع العلماء على أن المراد منها آدم عليه السلام، وخفي عليه أيضا انه لا يمكن تعميم المعنى الى خلافة جيل الانسان لجيل الجن إضافة لخلافة جيل الانسان لجيل الإنسان، لأن عبارة(جيل بعد جيل) لا تناسب خلافة جيل الانسان لجيل الجن لأن الانسان والجن من جنسين مختلفين من المخلوقات”.
وقد إستمر الصرخي في تبيان وكشف تناقضات وتهافت ابن كثير في تفسير تلك الآية في محاضرته التي بُثّت مباشرة عبر قناة اليوتيوب وإستغرقت اكثر من ساعة وحصدت الآلاف من المشاهدات، وهذا دليلا على المتابعة الكبيرة من قبل الكثير من المتابعين لتلك المحاضرات الأسبوعية التي كشفت عن حجم ضحالة وفساد وتناقض فكر المارقين التيميين التكفيريين وعلمائهم ممن أباحوا سفك الدماء وهتك الأعراض لمجرد الإختلاف في الفكر او المعتقد، وهي دعوة للجميع لمتابعة تلك المحاضرات عبر رابط المركز الإعلامي لمرجعية السيد الصرخي الحسني.
