22 ديسمبر، 2024 8:55 ص

كنا فيما مضى نلوم النظام البعثي لاهتمامه بالقومية العربية على حساب ابناء الوطن
اتضح فيما بعد ان هذا الداء وراثي ومعدي بالنسبة لأي سياسي يحكم بغداد بل زاد سياسي اليوم الطابع الاسلامي على القوميه فأصبح البلد بكل خيراته مباح للتوجه القوميه والاسلامية كما يزعمون.
قبل ايام قال وزير الخارجية ابراهيم الجعفري بان من واجب العراق مساعدة اخوانه العرب , والاردن على رأس الدول التي تستحق الدعم من العراق من خلال اعطائها النفط باسعار تفضيلية بل ان طلب الامر سوف يقوم العراق بتقديم النفط للاردن بالمجان ان طلب الامر !!

كرم على حساب فقراء البصرة والناصريه والعماره …… لم يتغير شيء
ذات الامر حصل مع السفير العراقي في طهران والذي قال من خلال تصريح عجيب انه من اجل الامن والامان بين العراق وايران سوف نقوم بالغاء ( الفيزا ) في قادم الايام ..
تصور الغاء رسوم دخول بين دولتين يساعد على ضبط الامن والامان ( اي منطق يحمل هؤلاء ).

ايها العراقيين:-
لقد قيل ان الاقربون اولى بالمعروف لقوله تعالى في محكم كتابه العزيز (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ)) سورة البقرة آية 180.
والاقربون بالمعروف حقا على المتقين
فهل يصح ان يدفع النفط بالمجان او باسعار تفضيليه الى هذه الدوله او تلك في حين يبقى ابن البصرة صاحب ذلك النفط الذي يتبرع به صدام تاره والمالكي والجعفري تاره اخرى يعيش حياة الحرمان والفقر والعوز ؟
هذا منطق العملاء والخونه وليس منطق محبي الوطن والحرص على المال العام .
……
ذات المفهوم والتوجه ينطبق على المطالبين بالغاء رسوم الدخول بين الجانب الايراني والعراقي.
هنالك دول تعمل المستحيل من اجل ان تحصل على سواح يزوروها في موسم محدد حتى تستطيع ان ترتقي بالواقع الاقتصادي والسياحي لديها وبالتالي تساهم في زيادة الدخل والمساهمة في دعم الموازنه .
هذا الامر متبع عليه في اي دولة من دول العالم وبجميع الطرق الدينيه منها اوالسياحيه اوالتعليميه وما غيرها .
بما فيها بيت الله الحرام
فلا يمكن لاي عراقي على سبيل المثال ان يذهب الى حج بيت الله الحرام الا بعد ان يحصل على فيزا الحج ويدفع مبلغ قرابة المليوني دينار عراقي للدولة العراقية ناهيك عن باقي المستحقات .!
نعم توجد دول رفعت فيما بينها اجور الرسوم لكن هذه الدول تكون سياحيه بحته بحيث ان ما يصرفه الزائر في ارضها اكثر بمئات المرات من الرسم الذي تستوفيه الدوله , لهذا تقوم الدوله باسقاط الرسوم حتى تشجع الزائرين على زيارتها .
فهل هذا الصرف من قبل الزائر الاجنبي موجود في العراق ؟
اكيدا لا
نحن لسنا ضد الزائرين او الزيارة بالعكس فهذا امر يرفع من شأن العراق ويجعله من ضمن الدول العالميه الا اننا نطالب بتنظيم الامر والمحافظة على الشكل الرسمي والقانوني الذي يحافظ على الزيارة ويقويها لتظهر بالمظهر الجيد وفي نفس الوقت يدر على البلد بالفائده
فالزيارة الحاصله الان يا سيادة السفير والوزير الكل يعلم انها مجانية على الزائر الايراني منذ ان يدخل الحدود العراقية وحتى مغادرتها بل انه يصرف داخل الحدود الايرانية اكثر مما يصرفه في العراق وباعتراف الزوار الايرانيين انفسهم
وأبسط مثال على ذلك ان ايران تأخذ ( كراجية ) على السيارات التي يركنها الزوار الايرانيين داخل اراضيهم على جانب الحدود وفي العراء مع اخبار الزائر بان الحرس الايراني غير مسؤول على حماية المركبات .

في المقابل الكل شاهد الاستنفار الذي حدث في نقل الزوار من الحدود والى كربلاء وبالعكس كل هذا كان بالمجان او شبه المجان
الكل شاهد مدن الزائرين التي فتحت ابوابها لاستقبال الزائرين وكل هذا بالمجان
لا اريد ان اتكلم عن المشرب ولا عن المأكل ولا عن كرم الضيافة التي يقدمها الشعب العراقي فهذا شأن خاص بأبناء البلد لا دخل لنا به .
لهذا نطالب الحكومة العراقية ان تكون واعيه لما تريد ان تقوم به بخصوص امر الغاء رسوم الزيارة.
فمع وجود الرسوم نرى ان المدينة المقدسة بالكاد تستطيع ان تستوعب اعداد الزائرين التي تعدت ال 13 مليون , كل هذا حدث مع وجود رسوم على الوافدين من ايران
كيف سيكون حال المدينة يا ترى ان تم رفع رسوم الدخول الى العراق ؟
ليس في محرم فقط ولا في زيارة الاربعين بل في كل ايام السنة ؟
الوضع العراقي الان لا يتحمل رفع سمات الدخول لا الطرق ولا الامكانيات ولا المدينة المقدسة تتحمل كل تلك الجموع.
اذا تم بناء الطرق السريعه والمخصصه للزيارة بالدرجة الاولى واذا تم توسعة المدينة القديمة وادخال المزيد من الصحون الى المنطقة المقدسة، حينها سيكون من الممكن رفع سمات الدخول بين البلدين بشرط ان يكون العراق المستفيد الاول او الاكثر من ذلك الرفع .
بسبب عدد الزائرين العراقيين الذين يزورون ايران مقارنه بالاعداد الايرانية التي تدخل العراق
…….
المسؤول العراقي تنازل عن اراضي ومياه اقليميه للكويت
وتنازل عن ابار نفط لايران وتنازل عن كرامه للاكراد والاتراك وتنازل عن نفط للاردن والله اعلم بماذا تنازل للامريكان وغيرهم
ومع هذا المطلوب منا ان نصمت ونرضى حتى لا يتهمنا احدهم بالطائفيه او معاداة المذهب واهل البيت
الكرم لا يكون على حساب ابناء البلد
الكرم لا يكون على حساب الوطن
الكرم لا يكون على حساب الدين والقيم
متى ما استطعتم الجمع بين كل هذا حينها يصبح للكرم معنى حقيقي وقيم انسانيه رائعه