بإختزالٍ مكثّف للكلمات والمفردات , وحتى تحديد وتقييد اعداد الأسطر الى الحد الأدنى , ليس وفق ما تقتضيه مقتضياتٌما.!, انما لأنّ مسارات الأحداث واتجاهاتها غدت اكثر اضاءة واشد انارة لما متوقّع حدوثه من احداث ضمن المدى المنظور والقريب , فمنذ مبادرة الرئيس ترامب بطرح مشروع ” ما بين هدنة او وقف اطلاق النار المؤقت بين موسكو وكييف ” منذ نحو شهر ٍ ” كان بائناً أنّ الرفاق الروس تشددوا ” وبتظاهرٍ ” مقصود في اعلان موقفهم من المبادرة او المقترح الأمريكي لإيقاف الحرب الدائرة رحاها , بغية إضعاف الموقف الأوكراني الذي يتحكم به زيلينسكي , الى ما هو اكثر واكثر وبتزكيةٍ غير مباشرة من ترامب بهذا الشأن , وهذا ما حصل ويحصل حتى اضحى الموعد الأفتراضي لوقف الحرب بين هاتين الدولتين اقرب مما تراه عن بٌعدٍ ( زرقاء اليمامة ! )..
الملخّص الذي يستخلص كلّ هذا ” اللّغو ! ” في السطور في اعلاه , يكمن ويتمحور بالدرجة الأولى في أنّ الإتصالات السرية بين البيت الأبيض والكرملين بأنّ الإدارة الأمريكية تفرض على روسيا وقف وقطع ايّ تعاونٍ عسكري وصاروخي ونووي مع طهران – مقابل إفادة وتخليص القيادة الروسية من تبعات الحرب مع اوكرانيا ومتطلباتها الأستنزافية للأقتصاد الروسي – الحربي ومتطلباته المؤذية .! , ولا شكّ أنّ موسكو ستغدو في إمتنانٍ لذلك , وتتجاوز ايّ علائقٍ قائمة مع الجانب الأيراني , وهذا ما سوف يتسبب ويجرّ الى إضعافٍ مضاعف للموقف الدفاعي – الدبلوماسي الأيراني لغاية الآن وما بعد الآن .
ثُمَّ , وإذ رؤى الرأي العام وعموم الإعلام تتجه لمشاهدة تنازلات ومتغيراتٍ تقنية ” مفترضة ” في البرنامج النووي الأيراني , وبما يصعب التنبؤ المسبق فيما سيطرأ على التفاوض حول الملف الصاروخي الأيراني , في المفاوضات اللاحقة بين واشنطن وطهران < وما قد يتخلله > ذلك .!
ما يُلاحظ عن كثبٍ ” وبالعناية الفائقة .! ” أنّ ادارة ترامب لم تحدد أيّ سقفٍ زمني لإنهاء الأزمة القائمة – المتشعبة مع حكّام طهران .! ولذلك دلالاتٌ ما .! وهذا ما يحث ويدفع نتنياهو الى ادامة الحرب والقصف على قطاع غزة ومدنها وسكّانها واستغلال واستثمار ذلك لإدامة سخونة الأزمات القائمه ( التي لا تقتصر على تعزيز مستقبله السياسي فحسب ) لكنما بغية الإنتظار الحار لإنقضاض مفترض لسلاح الجو الأسرائيلي على اهداف منتخبة ومختارة في ايران , انما لم يجر استكشاف ما ستؤول له الأوضاع في غزة بعد , وفقاً للمتغيرات الجارية واحتمالات متغيراتٍ قد تحدث في مسارات اتجاهاتها بشكلٍ او بآخر, حيث أنّ وقف الحرب بين الروس والأوكران وما ينتج عنه من رفع كاهل العبئ ” المالي والعسكري ” لدول اوربا في الوقوف واسناد نظام ” كييف ” , وبالتالي وبشكلٍ غير مباشر فقد يقود الى تشديد الضغوط على نتنياهو لإيقاف عمليات القصف والقتل الجماعي لما يفوق توصيفات ومعاني ال < Gnocide – الإبادة الجماعية > , لكن ذلك لا يحمل في طياته من ضمانات ولا مؤشراتٍ مؤكدة او شبه مؤكدة ! والأمر لم يعد مقتصرا على ما يدور بين رؤى نتنياهو وترامب فحسب في هذا المضمار وسواه , فمسألة افراغ واخلاء مدن قطاع غزة من البشر والكائنات الحيّة , لم يجر استبعاده بالمطلق , كمايفتقد السيد ” انطونيو غوتيريس ” امين عام الأمم المتحدة اية رؤىً في ذلك لا من بعيدٍ ولا من قريب , وكلّ الأحتمالات واردة وبضمنها عنصر المفاجأة غير المحسوبة ولا المتوقعة ايضاً .!