21 ديسمبر، 2024 7:41 م

ماهي ايجابيات داعش على العراق ؟

ماهي ايجابيات داعش على العراق ؟

اثبتت الاحداث التي يمر بها العراق وعلى طول الوقت ان العراق بحاجة لصدمة قوية جدا جدا ليخرج ماهو مكنون في داخله للعلن ويكون عراقا كما عهده التاريح ,ونتيجة للظروف غير الطبيعية وحجم التركة الثقيلة التي تحملها الشعب العراقي لوحده بسبب حماقات النظام السابق وزيادة نسبة التمييز بين مكونات الشعب بحسب العرق والطائفة والدين والمذهب    ظهرت ظاهرة فقدان الثقة بين مكونات الشعب بحسب تصرف قياداتها السياسية والاجتماعية والفكرية فكانت كل مشاكل العراق تصب في خانة اللامسؤولية من قبل البعض فيقع الحمل على جزء من الشعب والباقي يتفرج واستمر هذا الحال الى ظهور قسوة وشدة التنظيمات الارهابية وتمكنها من اعتلاء منابر الاعتصامات في الانبار عام 2012 وبمعاونة بعض المجرمين من ازلام النظام السابق الذين لم يتورعوا عن اعلان عداءهم للعملية السياسية التي اسقطت عرشهم البالي وايضا من بعض السياسيين الذين وضعتهم التنظيمات الارهابية في العملية السياسية لمعاونتهم وايقاف اي تصرف من الدولة ضدهم ,وهكذا استمر الحال واعطى الشعب من ابناءه واقتصاده الكثير وساءت الحال الى درجة العجز من الحل لها , ولكن الله تعالى لم يترك العراقيين ضحية مستمرة لهذه الظروف فكان قول الامام علي عليه السلام مصداقا لما حصل حيث قال عليه السلام (كلما اشتدت اوزار الحال اقترب حلها)وبالفعل ونتيجة لضعف الدولة الواضح في مواجهة هذه التحديات مجتمعة طمعت التنظيمات الارهابية اكثر في العراق  

وحاولت ابتلاعه من خلال تحرك عسكري واضح وبمعاونة خلاياه النائمة والمنتشرة في كل العراق فكانت عملية احتلال الموصل والشرقاط والكيارة وبيجي والحويجة وجرف الصخر وتلال حمرين وسنجار وحتى مخمور ومكحول وبسرعة كبيرة تفوق الخيال وهذا ماجعل الخطر يقف على اسوار بغداد وبات البلد كله بمواجهة الخطر والزوال فكانت فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية الدينية والتي استجاب لها ابناء العراق الغيارى على وطنهم والرافضين لعودة عقارب الساعة الى الوراء ورجعة القتلة والمجرمين ليحكموا البلد من جديد .وتم ايقاف الزحف الارهاب ثم بدات عمليات التحرير المتتالية والحمد لله كان النجاح حليفها وتم طرد الارهاب وداعش من اكثر المناطق التي احتلها وعاث بها قتلا وفسادا وتشريدا وخطفا لاهلها ,واليوم ونحن نواجه الخطر الاكبر المتمثل بداعش وبعض القوى الاقليمية التي تريد للعراق التدمير والخراب والتابعية لها احسسنا ان هذا الخطر قد وحد جهودنا كابناء شعب واحد في مواجهته بعد ان تضحت المؤامرة كلها وتبين لنا من يريد لنا الخير ومن يريد الشر بنا  فوقفت طلائع الشعب من كل الطوائف والاتجاهات وقدمت الضحايا لصد هذه الهجمات البربرية فكان المنظر الذي نراه في ساحات القتال يثلج الصدر حيث امتزاج الدماء من كل مناطق العراق من الجنوب والشمال والوسط والغربية باكملها والكل يعمل بلا غايات مستقبلية سوى تحرير الارض وعودة اهلنا الى مناطقهم مهما كلف الامر ,وايضا عرف الشعب اسباب هذا الذي حصل فميز بين الخبيث والطيب بين الوطني والخائن ,ايضا عادت الممارسات الجمعية والتي تضم كل الوان الطيف العراقي فمؤتمرات الغربية يحضرها ابناء الشمال والجنوب ويكون لهم الدور الفاعل المؤثر ويسمع صوتهم بفرحة بعد ان كانت المكونات منغلقة على بعضها البعض وايضا مؤتمرات الجنوب يحضرها ابناء الشمال والوسط والغربية ويؤثرون فيها وحتى في المنطقة الشمالية الشيء نفسه ,هذا كله حصل بسبب داعش الارهابي القاتل يضاف له وهو المهم جدا عدم الاستماع لكل الدول الاقليمية والتي كان بوقها الاعلامي حاضرا ومؤثرا في النسيج العراقي الجميل ,اذن توحدت رؤية الشعب وعرف طريقه الذي سينجيه ان شاء الله تعالى من كل المخاطر وسيعيد بناء ذاته الى افضل ولكن هنا نتساءل هل اثر الارهاب في نفوس بعض السياسيين الذين لازالوا يحركون قسما من الشارع باتجاه طائفي ومذهبي وعرقي ؟اقول لم يتاثر هؤلاء الماجورين والذين وجدوا كما ذكرت في بداية مقالتي لحماية مصالح الارهاب وبعض الدول الاقليمية ولايمكن لهم ان يسكتوا الا في حالة واحدة وضعم وزجهم في السجون ليفرغ البلد من جراثيمه ويتوجه الى التصدي الصحيح للارهاب ومن ثم للبناء الجاد والحقيقي للعراق .

تحية حارة لكل ابناء الشعب العراقي الميامين والذين اثبتوا بتوحدهم انهم فعلا ابناء وادي الرافدين الخالد وانهم لايسكتوا على ضيم كما عهدهم التاريخ ,الرحمة لشهداءنا الابرار واللعنة الدائمة على كل من يريد بالعراق الشر والخراب .