على الرغم من كثرة الاحداث التي شهدتها الساحة العراقية بعد 2003 الا انني اكاد اجزم ان اهم وابرز حدث هو انسحاب الكتلة الصدرية ذات 72 مقعدا من البرلمان حيث شكل ذلك الانسحاب انعطافة خطيرة في العملية السياسية ومع ذلك فأن أهميته لا تبرر صحته مالم نعرف الأسباب الحقيقية التي أدت لهذا الامر وانا وبحسب فهمي فأن هناك عدة أسباب منها:-
الأول. طبيعة شخصية السيد مقتدى الصدر حيث اعتاد على انه ويأمر ويتم التنفيذ فورا وبدون نقاش وكنتيجة طبيعية لأول رفض يتلاقه هو ان تكون ردة الفعل غير مدروسة.
الثاني. الحلقة القريبة من سماحة السيد كانت لا تناقشه في أي خطوة يخطوها فلم يتم مراجعة هذه الخطوة.
الثالث. الشخص الذي تم تكليفه بإيصال رسالة الانسحاب لرئيس المجلس كان ينظر لها بأنها طوق النجاة له فهو يرى ان مركزه قرب السيد اهم من كونه عضو برلمان لعدم امتلاكه أي مقومات النجاح في البرلمان.
الرابع. توقع السيد ان حلفائه (الحلبوسي والبرزاني) سيحذون حذوه وينسحبون وبالتالي سيطرة تحالفهم على مداخل الأمور ومخارجها.
الخامس. الجهة التي استلمت رسالة الانسحاب وهو رئيس المجلس كانت بمثابة نصر ما مثله نصره حيث سيتخلص ممن يمكن ان يكون ندا له ويتفوق عليه.
السادس. اعتقاد السيد ان قوى الإطار ستعمل على تشكيل وفود ومناشدات لثنية عن قرار الانسحاب وهو الذي لم يحصل جزما.
السابع. رغبة السيد في الاقدام على أي عمل يكون الشغل الشاغل للمجتمع العراقي وبكل اطيافه وبغض النظر عن نتائج ذلك الفعل.
الثامن. بحسبة بسيطة فأن الانسحاب كان من البرلمان فقط وانما مناصب التيار باقية في الدولة وما يتم جنيه منها أكثر مما يتم الحصول عليه من البرلمان.
التاسع. قناعة وصل السيد ان مطالبه التي ينادي بها ليس قابلة للتنفيذ فحسب وانما هي لن تنفذ ابدا لعدم واقعيتها فاختار الانسحاب.
العاشر. نتيجة طبيعية يمكن ان تصدر من سماحة السيد فقد شهدت الساحة العراقية الكثير من القرارات التي كانت تصدر وتنفذ وهي غير مدروسة العواقب .