تمرّ الأيام وتنقضي الساعات بانتظار الظفر الموعود ، فتخفق “غزوة عموتة”، وتعود خيول الفرسان أدراجها بعد أن التهمت الجهد والوقت ، متوشحةً برداء دبلوماسية ركيكة ، رجعت بخُفّي حُنين صُوِّر المشهد المهزوم المتأزّم على أنه ترقّب حازم لإعلان النصر ، وإنهاء حقبة الملفات المؤرقة للجميع ، في محاولة لإقناع الجمهور بأن جميع مشاكلنا تكمن تحت ظلال رماح السيد المدرب الجديد، الذي سيحمل إرث الإسباني “كاساس”.
وإن فشلت غزوة عموتة ، فالحرب سجال هناك “كوبر” و”سوزا” وغيرهم ، وهناك القائد صاحب الحل والعقد ، ومن بعده فريق المُطبلين ، من احترفوا مهنة “كوبي-بيست” بالنسخ الصوتي من مجموعة الاتحاد وأتباعهم وكان الله في عون جماهيرنا الرياضية ، التي تعاني الأمرّين .
نُهدر الوقت ، ولا نعلم مصير منتخبنا وما سيحل به في قادم الأيام وإن تكن التجربة مكررة ، فإن الهدف واضح إيصال الجمهور والأسرة الرياضية إلى القناعة بأي اسم مدرب، أيًّا كان شكله ولونه مدرب طوارئ ، أم مدرب خدمات ، أم حتى متقاعد… المهم أن يدخل الساحة بلقب
“مدرب”.
الكارثة الكبرى أننا قد لا نحصل حتى على مدرب أجنبي ، ولو بالاسم فقط، أو حتى مدرب “بالات” أكل عليه الدهر وشرب ، وذلك قبل مباراة كوريا بأيام ، وسط احتباس أنفاس الناس، أملًا في القشة الأخيرة وطوق النجاة ، الذي سيرمى باتجاه المدرب المحلي “المنقذ” الذي سيتحمل وزر الإخفاق النهائي ، ويُرَحل معنا إلى الملحق الصعب ، بل المُقرف بكل معنى الكلمة .
كلّي ثقة أن تُوجَّه هذه الأمنية إلى السيد رئيس مجلس الوزراء ، الذي عوّدنا تدخلاته الحاسمة من أجل شعبنا وجماهيرنا ، بأن يحسم حالة التشرذم من جانب ، والأنَفَة الفارغة من الجانب الآخر داخل اتحاد الكرة المُتهالك ، الذي لا يجيد السير حتى على عكازين ، نأمل أن يُحسم ملف مدرب المنتخب محليًا ، وبأسرع وقت ممكن ، وإلا فإن عبثية الانتظار ستجعلنا عرضة لفضيحة كروية كارثية في المباراتين المقبلتين .
همسة …
إلى السادة المحامين ، وحُمَاة الأهداف في الإعلام:
عمليات “التجميل الافتراضية” التي تمارسونها ، صارت أقرب إلى “عمليات تقبيح”! كونوا أحرارًا لمرة واحدة ، وانطقوا بالحق ، فأنتم ، ولا زلتم، سببًا رئيسيًا في تمادي أصحاب الأخطاء في طغيانهم يعمهون .