27 ديسمبر، 2024 3:38 ص

لامعنى للحرية في وطن مجرموه أحرار

لامعنى للحرية في وطن مجرموه أحرار

( الحرية ان لاتدع عقلك يسوقه تجار السياسة والدين ) .
أنه لمن سخريات القدر أن تكون الحرية مدمرة للبنى التحتية و الاجتماعية والاخلاقية والقيمية والحضارية … أن تكون مدمرة للنسيج الاجتماعي العراقي المتداخل تداخلا شديدا خيّل لنا انه لن ينفصم … أن تكون مدمرة لبنية الدولة وقوانينها وذهبت بجهود ودماء الكثير الكثير من قادة العراق وطلائعه وأبنائه  عبر عقود  كثيرة لارساء قواعد دولة حديثة  تحترم نفسها ومواطنيها وآدميتهم … أن تكون فرصة ذهبية للانتهازيين والمنافقين وشذاذ الآفاق لخرق البلاد طولا وعرضا تحت عناويين ومسميات شتى وبشعارات براقة كاذبة … أن تكون مطية  أشقاها  حينما انبعث من أدناها فخضب هامة العراق بانهار دم لها اول وليس لها آخر … أن تساق عقول الجموع سوقا الى المجهول في ممارسات ليس فيها خير الدنيا والآخرة … ممارسات تنتهك فيها الحجب وتنطوي على الكثير من علامات الاستفهام ولاأحد يجروأ على مجرد الاشارة لها تصريحا او تلميحا … أن ندخل في النفق المظلم والتيه العظيم  حيث تقتل المبادي والاخلاق بأسم المبادي والاخلاق … أن تكون الحرية في كل اتجاه الا مقاومة الباطل والفساد والاجرام …  هكذا حرية شوهاء وهكذا شفافية لقيطة أسست الدولة الاولى في الفساد في الكون والمصنفة في طليعة الدول الفاشلة ونرى الوضع العام ينتقل من سيء الى أسوء وعكس حركة التاريخ والحضارة بمشاركة العامة والخاصة … ومن يسمون بعلية القوم صامتون صمت القبور من ان ينبسوا ببنت شفة لاصلاح الامر … ونراهم يدّعون أن هداهم ومقتداهم هو صاحب اعظم حركة تحررية أصلاحية في تاريخ البشرية … صاحب الراية العظيمة وصاحب النداء الباقي الى قيام الساعة ( هيهات منا الذلة ) و ( ألا من ناصر ينصرنا ؟؟؟) فأخذنا القشور وتركنا لب حركته الكونية الاصلاحية فحققنا بأنحرافنا مالم يحققه بنو أمية وبنو العباس فشهدنا الشهادة العظمى لمباديء الثورة الحسينية العظيمة بدليل اننا في الدولة الاولى في الفساد … في بلد تدق فيه طبول الحرب كل ساعة … في بلد ترى نواعق الشؤوم يظهرون لك بمناسبة او دون مناسبة ليهددون بنسف كل شيء … ويوضع العراق وشعبه تحت وضع قلق مضطرب يلقى بظلال شديدة على تفكير ونفسية الفرد العراقي فيقتل الابداع ويقتل الاصلاح ويقتل دعاة الاصلاح الحقيقيين وكل منا يرمي مسؤولية الفشل على الآخر …

لاحظوا اليوم كيف ان الارهابيين والقتلة يهددون امن العراق  تحت راية حرية زائفة وهم شركاء فيما يسمى بالعملية السياسية !!! لم يكفيهم الدماء التي سفكوها طيلة نصف قرن .

لاحظوا حيتان الفساد وقطعانه في كل مكان مصانون من المسائلة بل معصومون عصمة تفوق كل عصمة في بلد يدعي مسؤوليه انهم من اتباع أئمة اهل البيت عليهم السلام !!!

عندما تكون الحرية مطلقة للارهابيين والفاسدين يستتبعها تقيد حرية بل كتم انفاس كل جهد اصلاحي … فتسخر مؤسسات الدولة لحماية الفاسدين وعرقلة أنفاذ العدالة بحقهم  … نتوقع كل شيء .

أصلاح الوضع في العراق وفق المعطيات الراهنة والمنظورة  يمكن وصفه  ب ( المهمة المستحيلة ) بوجود عجز واضح في الدولة ومؤسساتها وصمت من يسوقون عقول الناس سوقا ويسطحون تفكيرهم  … وصمت المرجعيات متحججين بالتقية !!! ولانعلم التقية من من ؟؟؟!!! هل يترك الامر هملا هكذا ؟؟؟ فهل هكذا تنصروا حسينا … ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .