14 ديسمبر، 2024 9:53 م

قراءة البعد الأخر لما وراء “الفرصة الذهبية” التي أدت إلى اغتيال الأب الروحي لحزب الله

قراءة البعد الأخر لما وراء “الفرصة الذهبية” التي أدت إلى اغتيال الأب الروحي لحزب الله

* سيناريو انهيار حزب الله ومنظومته الأمنية وقدراته القتالية بهذه الصورة المتسارعة والمفاجئة خلال أسابيع بفعل الضربات الدقيقة والموجهة تذكرنا بسيناريو انهيار الجيش العراقي 2003عام أثناء الغزو والاحتلال الأمريكي؟  

*الصفعة الموجعة التي تلقتها معظم أجهزة المخابرات والاستخبارات الإسرائيلي أن لم نقل جميعها أن صح القول؟ من قبل حركة حماس الساعة 6:25 من صباح يوم السبت 7 ت 1 2023تركت أثر بالغ على وجوه جميع القادة العسكريين الإسرائيليين بعد أن عمد الجهاز الأمني لحركة حماس لأرسالرسائل من خلال الجواسيس والعملاء الذين يعلمون بهم مسبقا وبصورة متعمدة بان :”هدفهم ليس مهاجمة إسرائيل , ولن تكون هناك مواجهة مسلحة أو التفكير بقيام هجوم على البلدات الإسرائيليةوإنما تفكيرهم ينصب على هدفهم الرئيسي والمتمثل :” في كيفية تثبيت أركان حكمها لإدارة قطاع غزة ومنع السلطة الفلسطينية في المشاركة معهم في هذا الحكم وقد بلعوا الطعم القادة الإسرائيليين ومما سبب لديهم صدمة أصابتهم بمقتل على الأقل أمام الراي العام الداخلي الإسرائيلي ناهيك عن الراي العام العربي والعالمي من سقوط أسطورة الأجهزة الأمنية التي لا تقهر !؟ ولكنهم سرعان ما تعلموا درس الصفعة الموجعة واعدوا هيبة وسمعة أجهزتم الأمنية والمخابراتية ومن خلال سلسلة عمليات الاغتيالات المنظمة والمنسقة الدقيقة للمجلس الجهادي لحزب الله وما تزال مستمرة لغاية الآن وبكثافة عالية جدآإذاعتادوا ترتيب صيغ المعادلة وتمثلت: أخفاق وفشل ذريع لعملائهم وجواسيسهم في رصد ومتابعة حركة حماس بقطاع غزة وبالمقابل نجحوا وبصورة متميزة في استهداف الضاحية الجنوبية / بيروت “.

* هناك مدعاة لتساؤلات متشعبة وكثيرة يتم ترجمتها على ارض الواقع من قبل الراي العام في دهشة وذهول وبدون أن تكون هناك أية أجوبة قطعية وصريحة وليست ضنية ومرتجلة عن ما جرى خلال الأسابيع الماضية لحزب الله وما يزال يجري فمهما وصلت مفردات أو عبارات أو حتى درجات ومراحل الخيانة والاختراق للمنظومة الأمنية فلم يكن احد يتوقع أن تصل بهذه الصورة من الطعن بالظهر والى هذه المديات القصوى من الاختراق وحيث تقف الآن الكلمات والعبارات عاجزة عن إيجاد اقسى تعبير لوصف ما جرى وما يجري الآن من عمليات استهداف دقيقة ومنسقة ومؤثرة لتصفية واغتيال معظم قيادات المجلس الجهادي واللجنة المركزية للحزب , وقد لا يجد البعض في قواميس اللغة كلمات مبعثرة قد توصف وتعبر عن مشاعر الانفعال و الغضب لدى مجتمع الضاحية الجنوبية أو أفعال أقوى ما توصف به الخيانة، مثل “الخيانة العظمى” أو “الخيانة الفاضحة” وتسلط الأضواء على مدى ما وصل اليه الاختراق وتأثيرها المباشر والمدمر للبنية التحتية التي انهارت خلال أسابيع وبالإضافة إلى الخذلان والطعن بالظهر وقد أتت من اقرب المقربين سواء أكانت تتمثل بأفعال أو سلوك أوتصريحات إعلامية تؤدي إلى شعور قوي بالخيانة والخسارة والانهيار!! وإلا ما ذا نسمي التصريح الذي ادلى به قبل أيام مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية / محمد جواد ظريف في مقابلة مع شبكة الإخبارية سي ا ن ان عندما صرح :” لسنا مضطرين للدفاع عن أحد لقد قدمنا الكثير من المال و السلاح والتدريب لحزب الله لكن إسرائيل استطاعت اختراق الحزب بشكل كبير وضرب نصف عناصر الحزب المدربين أعلى التدريب مما أدى الى نكسة كبيرة جدا تحتاج الى وقت طويل للتعويض” !!.

سلسلة الغارات المنسقة والمؤثرة خلال الأسابيع الماضية التي أدت إلى اغتيالات الإباء الروحيين المؤسسين “المجلس الجهادي” والتي بلغت ذروتها مساء يوم الجمعة 27 أيلول باستهداف الأب الروحي لحزب الله وكذلك من تواجد معه وبعض من قيادات الحرس الثوري الإيراني ومسؤولين الملف اللبناني بفيلق القدس، وما تزال الاستهدافات تتم بصورة مباشرة على جميع مناطق الضاحية الجنوبية ولمن تبقى على قيد الحياة من قيادات الإباء المؤسسينللحزب وحيث بلغ الاختراق على أن يعلن وعلى شاشات التلفزة الإخبارية في شريط الأخبار :” تم رصد موكب سيارات يدخل إلى الضاحية الجنوبية ويتجه الى البناية المركزية للحزب“.

رحيل الأمين العام بهذه الصورة المفاجئة وبعد مرور أكثر من ثلاث عقود على راس الهرم الحزبي، ولما يتمتع به من كاريزما وقوة الشخصية والحضور والتأثير والهام الأخريين والثقة بالنفس يترك معها انطباع قوي وملموس وبالأخص عند القاء خطبه على مناصريه وبيئته الاجتماعية ويكون محط أعجاب واحترام ومما ينتج الى تحفيزهم بسهولة وقيادتهمهؤلاء الأشخاص وأمثالهمالذين يتمتعون بمهارات تواصل قوية، ويعرفون كيف يعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم بوضوح ولديهم القدرة على قراءة مشاعر الآخرين وفهم احتياجاتهم الاجتماعية والمعيشية وغيرها من أمورتاثير الشخصية تتجسد بصورة أو بأخرى بالأمين العام ولأنه ببساط قد ولد وعاش حياته كلها في البيئة الاجتماعية التي هي الآن الخزين الاستراتيجي البشري لحزب الله.

الذي سياتي من بعده لقيادة الحزب سواء أكان السيد “هاشم صفي الدين / رئيس المجلس التنفيذي ” أو الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام ” لن يكون بالصورة المرجوة ولن يستطيعوا أنيملؤو الفراغ على الأقل في الوقت الحاضر الذي تركه نصر الله ” البيئة الاجتماعية والمقاتلين والمناصرين قد تطبعوا طوال اكثرا من ثلاثون سنة على صوره وخطاباته وحضوره ولأنهم يعتبرونه الأبالروحي ومستقبلهم ويمثل الرمز الديني والعقائدي وبالأخص لأنهينحدر من سلاسة ال البيت ع “ ولدينا صورة قد تكون قريبة بعض الشيء على ما تطرقنا له وقد تجسدت في العراق بعد عملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليمانييوم 3 ك2 2020 الذي أتى بعده إسماعيل قاآني لم يكن بتلك الشخصية القوية والحضور  الطاغي , وانه سيكون ظل سليماني كما كان يتصوره البعض ؟ بل على العكس منذ تعينه من قبل الولي الفقيه ليكون المشرف المباشر وذراع لفليق القدس في العراق وسوريا ولبنان واليمن من خلال دعم طهران الفصائل والأحزاب والمليشيات المسلحة كشفت شخصيته الحقيقية عندما زار العراق ولغرض الاجتماع العاجل وبحضور قيادات الفصائل والأحزاب الموالية للولي الفقيه حيث إنه لم يستطع إقناع القيادات التي كانت حاضرة في عدم الاستمرار في اطلاق الصواريخ على السفارة الأمريكية ببغداد أوعلى القواعد العسكرية المنتشرة داخل العراق وطالبهم بالتهدئة على الأقل في الوقت الحاضر ولحين انتهاء المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة وما سوف تسفر عن من نتائج , ولكن طريقة كلامه وأسلوبه في التعامل ومحادثاته خلال الاجتماع تيقن معظم قادة الفصائل المسلحة بانه ليس ظل سليماني كما صوره لهم وتم تخويفهم به قبل أيام من الاجتماع ولهذا لم يبالوا بما أمرهم به !.

وأخيرآ وليس أخرآ لا اعتقد بأن إيران سوف تتدخل مباشرة في الحرب والانتقام لأمين عام حزب الله … كل تصريحات المسؤولين الإيرانيين لا يردون أن يتم توريطهم في الفخ الذي تريد أن تجرهم اليه القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية وبما أن لديهم البديل الحاضر وبالنيابة عنهم والمتمثل بالفصائل والأحزابالمسلحة في العراق وسوريا واليمن لغرض أن يقوموا بالدور الذي تم إنشائهم من أجله طوال العقود الماضية فلماذا التضحية بإيرانوبالأخص العقوبات الاقتصادية التي تركت اقتصادها متهالكوخوفا منهم لاندلاع شرارة ثورة جياع قادمة … اليوم أو غدآ سوف تنكشف وتنقشع سحب دخان الحرب لتبين لنا ولكم الحقيقة الغائبة! ولحديثنا بقية …

[email protected]