2 ديسمبر، 2024 7:13 م
Search
Close this search box.

فلك الدين كاكايي رحل عنا جسداً

فلك الدين كاكايي رحل عنا جسداً

صفحات تأريخ شعبنا المعاصر زاخرة بالشخصيات والرجالات والعلماء في اختصاصات عديدة دونت اسماءها في تلك الصفحات بخيوط من الذهب، كما توجد هناك شخصيات واسماء لامعة اخرى تركت بصمة وارثاً انسانياً جليلا في المجالات الثقافية والفكرية والأدبية وهم محط احترام وتقدير ولهم مكانة خاصة نعتز ونفخر بها.

الكاتب والأديب والمفكر الكوردي المعروف (فلك الدين كاكايي) هو احد تلك الأسماء اللامعة والذي قضى حياته بالمطالعة والكتابة والتأليف وبذل جهوداً كبيرة في مجال التنوير والنتاجات الفكرية الإنسانية من دون انحياز،فضلا على دخوله المعترك السياسي بإنتمائه للحزب الشيوعي العراقي ومن ثم التحاقه بصفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني حتى وافته المنية في بداية شهر آب من عام 2013.

الراحل فلك الدين كاكايي من مواليد 1943 كركوك،تدرج في المناصب الحزبية بجهوده وذكائه وقدرته الفكرية والسياسية كان احد ابرز الكوادر الحزبية حتى اصبح ضمن قادة الصف الأول في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ،كما شغل منصب وزارة الثقافة في اقليم كوردستان لعدة سنوات،فضلا على نيله عضوية برلمان كوردستان واخيراً مستشاراً للشؤون العربية في رئاسة اقليم كوردستان.

محطات حياة الكاكايي كانت باتجاهين، الإتجاه السياسي والنضالي والعمل المثابر من اجل قضية شعبه العادلة ونيل حقوقه المشروعة دون كلل وملل، والإتجاه الثقافي والأدبي والفكري من خلال كتاباته ومؤلفاته ومشاركته الفاعلة في اغناء المكتبتين الكوردية والعربية بنتاجاته الفكرية، فضلا على بذل جهود كبيرة للتثقيف والتنوير من خلال عقد الأجتماعات والقاء المحاضرات في الندوات،فضلا على النقاشات الفكرية مع الطبقة المثقفة في المجتمعين العربي والكوردي.

واتسمت حياته الشخصية مابين العيش في الوطن وقضاء سنين عديدة في المنفى بسبب نشاطاته السياسية والثقافية والعيش الى جانب طبقات المجتمع الفقيرة،والمساهمة في المشاريع الإنسانية لدعم الفقراء والعوائل المتعففة وتقديم العون والمساعدة لمن يحتاج ايماناً منه بمبدأ التكافل الإجتماعي.

واليوم ونحن نستذكر هذه الشخصية القيادية الفذة والثقافية المكافحة من اجل الحرية والحق،نقف اجلالا لروحه الطاهرة،تعبيراً عن الوفاء لما قدمه من خدمات جليلة والإرث الكبير الذي تركه ويمكن ان نقول ان كاكائي كان مدرسة للتنوير وعلامة مضيئة في تأريخ شعبنا الكوردستاني.

أحدث المقالات