في واحدة من فواجع الوطن وليس سابقتها حوادث خطيرة عرضت حياة المواطنين لخطر الموت الحتمي المؤكد،عصف الموت بأحد المولات في محافظة واسط الحبيبة.
الموضوع قد يكون للناظر “حادث حريق”عرضي يحدث في أي زمان ومكان، لكن حين يعلم ذلك (الناظر) حين حكمه،أن أي من اشتراطات السلامة لم تطبق في ذلك البناء،على طريقة (خذوه فغلوه) حين يقع أي حادث لا سامح الله.
وقد وقع فوجد الناس (أطفال ونساء وشباب،أباء وأمهات وأبناء) أولئك الذين خرجوا للتسوق والتنزه وتغيير الجو والرتابة التي عليها الحياة اليومية وكسر الروتين وهربوا من حرارة الجو وعدم توفر الكهرباء بسبب تقصير الحكومات (العصابات) المتعاقبة على حكم العراق،وجدوا أنفسهم أمام هول الجحيم الهادر،(نار ذات لهب) نالت من اجسادهم الغضة من مستقبلهم من حاضرهم من يومهم وغدهم ،فحلت الكارثة وتصدر عدد الشهداء نشرات الأخبار .
هذه جريمة بكل المفاهيم وليس (قضاء وقدر)، بل جريمة مسؤولة عنها الحكومة برئيسها أولا ثم تدرجا بالمسؤولية حتى نصل لصاحب المول والدفاع المدني ومن منح التراخيص وراقب ووافق وسمح فيما يخص اشتراطات السلامة.
اليوم جرى ماجرى من فاجعة (رحم الله من رحل) إلى رب رحيم يشكون أمرهم إلى الباري على تقصير بل جريمة وفاجعة بقصد ،وأستبعد أن تكون بغيره اقترفتها الحكومة ممثلة بشخص الـ مسؤول عنها السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
اليوم نطالب أن لاتتكرر تلك الفواجع في مناطق أخرى من العراق ،نطالب أن تكون (الوقاية قبل العلاج)،نطالب أن يتم التدقيق على منح التراخيص مالم يتم تقديم إجازات لاشتراطات السلامة بكل تفاصيلها كما في بلدان العالم، نطالب بمنع الاستهتار بأرواح الناس ومصائرهم ،نطالب بعدم الاستقواء بعشيرة أو حزب أو عصابة مسلحة، أو التخفي خلف اسماء وعناوين لم تكن تعرف حتى غسل عوراتها قبل 2003.
نطالب بعدم منح إجازات بناء العمارات والبنايات المرتفعة بين الدور السكنية أو التجاوز على الحق العام (الشوارع العامة) وأملاك البلديات وأمانة بغداد،نطالب بإيقاف كل آفاق أثيم يحاول تغيير نمط البناء وخرائطه التي أعدت ورسمت منذ السبعينات وربما قبلها، ليؤذي غيره ويغير من الشكل العام وجغرافية المناطق ،ومثال على ذلك ما يحدث بمحلة 718 زيونة وتلك حدود أمانة العاصمة.
قد تؤجل الكارثة لكنها تحدث ولو بعد حين،امنعوها قبل أن تطال أرواح الناس وتعرض حياتهم للخطر ،فإن لم تكن بحريق مفتعل مثل حريق الكوت،قد يتطور الموضوع ليكون السلاح فيه مفصلا وحلا بديلا لتجاوز الحدود.
الوقاية قبل العلاج ،وها أنا أدلكم على موضع الألم عالجوه قبل أن يستفحل ليكون وبالا وحينها لاينفع الندم،(الأمانة المصونة) (البلديات) التابعة لها لا تتخذوا الهوى نهجا،وخافوا الله في تصرفاتكم و سلوككم ، وارحموا ترحموا.
هذا للتذكير وسأعود إن لم تنفع الذكرى.