عندما تصبح تربية الأسود ثقافة.. حادثة النجف أنموذجا

عندما تصبح تربية الأسود ثقافة.. حادثة النجف أنموذجا

معظمنا سمع بقصة الأعرابية التي وجدت في البادية جرو ذئب صغير قد ولد توا، وقد فقد أثر والدية، فحنّت عليه وأخذته وربته. وكانت تطعمه من حليب شاه عندها. وكانت الشاة بمثابة الأم لذلك الذئب، وذات يوم عادت الإعرابية لبيتها، فوجدت الذئب قد هجم على الشاة وافترسها. فحزنت حزنا شديدا على ما صنع الذئب الذي عرف طبعه بالفطرة.!! فأنشدت تقول:
أكلتَ شويهتي، وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ولدٌ ربيبُ
غُذيتَ بدَرِّها، ورَبَيت فينا
فمن أنباك أن أباكَ ذيبُ؟!
ويبدو أن هذه الحادثة لم ُتقنع البعض، بل لا يريد تصديقها، أو يأخذ منها العبرة حتى أصبح البعض، ومن نوع التفاخر يربي الحيوانات المفترسة في المنزل متحديا الطبيعة وما حدث مؤخرا في محافظة النجف بقضاء الكوفة تحديدا عندما هاجم أسد صاحبة الذي أراد تربيته، وقد افترسه تماما، ولم يستطع أحد إنقاذه من غضب الأسد، وهو يتلذذ بافتراس هذا الشخص، وعندما وصل أولاده للحادثة انصدموا بذلك المشهد المأساوي وهم حيارى من أمرهم! فقد تدخل الجار، وأرداه قتيلاً ليتمكنوا من إجلاء الجثة من فكي الأسد؟ ولربما تتحرك بالفطرة غريزة أكثر، ويهاجم الجميع عندها يكون الحل باهظ الثمن، وتخيل كيف لو أصبح هذا الأسد حراً طليقاً بالمنطقة الزراعية وكثافة الأشجار وكأنها أجواء مثالية لهذا الأسد ماذا يفعل بمن سيصادفه.!
وبالرغم من خطورة هذه الحادثة يبدو أنها أيضا لم تقنع البعض، فقد انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي أيضا أن أحدهم وقيل بأنه شيخ عشيرة يقوم أيضا بتربية النمور في تحدٍ سافر للفطرة الطبيعية التي تمتلكها تلك الحيوانات المفترسة، وعلى ما يبدو، فإن البعض يعتبره نوعاً من أنواع التباهي أو البذخ والاستعراض أو للإحساس بالقوة والسيطرة على الآخرين من خلال الترهيب والتخويف، أو من جهة أخرى تكون من باب تقليد الآخرين، وأصبح هوسا وتقليدا عشوائيا، أو ربما هي غريزة التحدي بوصفها تمنح له القوة والشجاعة، ومن خلالها يرسل برسائل إلى الآخرين، فقد كانت العشائر تستعرض بأسلحة حديثة مثلا، ولكن الجديد هو ظهور بعض الشيوخ، وهو يسير وبجانبه يسير الأسد، أو يجالسه ويلاعبه ويمازحه وكأنه آمن تماما من شره، أو أوقف غريزته الفطرية بالقتل، فهذا الحيوان هو بطبيعته وفطرته حيوان مفترس وان محاولة تدجينه هي لعب في النار. وثمة أمر هام صرح به أطباء نفسيون عن هذه الحالات الغريبة، وبرغم قول البعض أنه يربي حيوانات صغيرة.
بوصفها أليفة، وهذا غير دقيق؛ لأن هذه المفترسات لا بد أن تعود في فترة ما في حياتها إلى فطرتها التي فطرها عليها الخالق -سبحانه وتعالى- فالحيوانات المفترسة تعود إلى غريزتها، حتى لو توفر لها كل شي وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كثيرا من الناس يجهلون سلوك الحيوان، إذ أن سلوك الحيوانات البرية يتغير، وتطرأ عليه تغيرات هرمونية، يعيش فيها حالة انزعاج كبيرة، وضغوطا، تسفر عن ردود فعل سيئة جداً تجاه البشر؛ ومن هنا يجب على الحكومة إصدار تعليمات صارمة لمنع تربية هذه الحيوانات دون توفير مكان تتوفر فيه شروط السلامة نعم الإنسان حر في ماله، ولكنه ليس مسموحا له أن يشكل خطرا على الناس…

أحدث المقالات

أحدث المقالات