أكدت مصادر متابعة وثيقة الصلة بأجهزة الرصد الأوروبية- البريطانية- خاصةً، أنه بتوجيه من ركنان أمنيان عراقي مرتبط بالمالكي وإيراني مرتبط بسليماني، إلتقيا ومن خلال دبلوماسيين عراقيين- مزدوجي الجنسية من أسرى معسكر رفحة السعودي- يعملون في سفارة بغداد وممثليات المالكي الرسمية والحزبية في لندن وواشنطن أفراداً سعوديين من سبق وأن تجمعوا في لندن وواشنطن في التسعينات من القرن الماضي تحت عنوان “المعارضة السعودية” للبحث في فتح مكاتب وواجهات سياسية رسمية لها في “بغداد- المنطقة الخضراء” وفي عواصم تتبادل العداء مع الرياض، ويتكفل المالكي بالنفقات.
وأضافت المصادر أن الركنان الأمنيان منحا هؤلاء سيارات حديثة تابعة للسفارة وأسلحة شخصية ولوحات دبلوماسية مصفحة خاصة وتبني نفقات تنقلهم دراسة أبناؤهم وعلاجهم والإقامة وكيفية الحصول لها ولمن تقترحه مستقبلاً. كما وضع بتصرفها موازنة مصدرها عراقي بتوجيه إيراني بلغت 20 مليون دولار للمرحلة الأولى.
خلال ذلك تضيف المصادر تعيين المالكي معارضين سعوديين وممثلين عنهم في واجهات تابعة للمالكي في لندن وواشنطن نصف رسمية كمبتعث وكموفد ممثل حزبه الحاكم وملحقياته التجارية خارج الإطار الدبلوماسي. وقد اقترح الركنان الموفدان تعيين معارضين آخرين في بغداد والنجف على أن يتم التنسيق بين هذه العناصر وتوجيهها منهما، وحصر كل الأنشطة المتصلة بالعلاقات مع “معارضات خليجية” أُخرى، بهذان الركنان خاصةً الإيراني، بوصفه مسؤولاً عن ملف النشاط الأمني العراقي في الداخل السعودي، وقد وضع هذان لمن أطلق عليهم تسمية المعارضة السعودية خطة عمل تقوم على توزيع منشورات سرية تهاجم وتحرض على النظام السعودي في مناطق معينة من المملكة خاصة الشرقية الغنية بالنفط و”جدة” المتشاطئة عبر البحر الأحمر مع قاعدة “سيدي قادر” السودانية المرتع الخصب للحرس الثوري الإيراني. وقالت المصادر أن لقاءات ركني النظام الأمني الإيراني والعراقي بهذه العناصر قد تعددت بوصفهما المشرفين عليها والمسؤولين عن تمويلها “بدفع وتوجيه من طهران” فاستضاف النظام مجدداً على نفقته في فنادق لندن وواشنطن الفاخرة مؤخراً مجموعة منها على خلفية مناسبة عراقية وطنية وأُخرى دينية أقامتها السفارة العراقية هناك.
وقد تبلغت المعارضة السعودية من الركنان الأمنيان بضرورة تكثيف الظهور في كل المناسبات والاحتفالات والمهرجانات الدينية والشعبية التي يرعاها نظام المالكي وتكثيف حضورها في إحتفالات السفارات العربية والأجنبية التي تقيمها سفارات العراق بغية لفت الأنظار إليها ولم يقتصر تنشيط ما يسمى “المعارضة السعودية” على العراق فقد تولت سفارات أُخرى نيابةً عن طهران تمول أنشطة وعناصر معارضة للسعودية كان آخرها تمويل ندوة مراكز بحثية مصرية وأفريقية وعراقية تعقد بشكل دوري وأحياناً إستثنائي كلما تطلبت الحاجة الإيرانية وتولت أجهزة المخابرات العراقية والإيرانية تحضيره توجيهه. الهدف من إختيار القاهرة والخرطوم مركزاً آخراً لحركة ما يسمى المعارضة السعودية هو الإيحاء بوجود حركة واسعة تعارض النظام السعودي إضافةً لمحاولة الإيقاع بين الرياض والقاهرة والرياض والخرطوم، وقد نصحت طهران وبغداد بعض أطراف هذه المعارضة إيجاد قنوات عمل سرية بينها وبين بقايا من إنتزع منهم مؤسس وملك السعودية الراحل (عبد العزيز آل سعود) السلطة بالقوة، وهي قبائل وبقايا حرس وطني وزعامات دينية هنا وهناك. وتعهدتا بفتح هذه القنوات مستقبلاً وبالتوقيت الملائم وتعزو المصادر سياسة المالكي وطهران من الرياض لعدد من العناصر بينها مواضيع المنطقة وتحجيم دور المملكة عربياً وإسلامياً كمرحلة أولى تمهد لخطوة ثانية تتصل بطموحات طهران الإقليمية وتابعها المالكي.