5 أكتوبر، 2024 6:25 م
Search
Close this search box.

طائفية الحكومة وطائفية المتظاهرين؟

طائفية الحكومة وطائفية المتظاهرين؟

مما لاشك فيه أن الشعوب عندما تثور ضد حكامها وحكوماتها  فأنها دائما على حق  ووراء نلك الثورات دوافع قاهرة قد تكون أقتصادية أو سياسية أو دينية ويلجأ الثوار الى خيار الثورة بعد ان تكون جميع الخيارات  قد سقطت بأيديهيم وأستنفذوهاولم يجدوا آذان صاغية عند السلطة الغاشمة لتحقيق مطالبهم المشروعة “عرفا وقانونا” وكثير من الشعوب حققت الحرية بدماء ودموع وعرق وتضحيات الثوار الناقمون وكثير من الثورات فشلت لهذا السبب أو ذاك؟اتحدث عن الشعوب الثائرة والتي تجمع افرادها مشتركات سامية وطنية وتأريخية وليست مشتركات طائفية أو أثنية أو قومية؟فالحكومة العراقية اليوم تتعامل مع تظاهرات (الأنبار والفلوجة والموصل وسامراء والاعظمية) وفق ستراتيجية طائفية لا تخطأها العين عندما سيرت الموالين لها والمستفيدين من ظلها الوارف في مظاهرات مضادة حملت صور السيد نوري المالكي وشبهته ب”المختار الثقفي”وخلعت عليه من الالقاب والاسماء مايعجز الوصف عن ذكره  ورفعت في تلك المظاهرات”المالكية”شعارات طائفية أستفزازية وفي المقابل فأن المتظاهرون في المناطق والمدن الغربية لم تكن شعاراتهم ولافتاتهم أقل طائفية من أنصار السيد المالكي فيما بقي السواد الاعظم من الشعب العراقي متفرجا على هذا المشهد السياسي والطائفي والحراك بين المتظاهرين من المؤيدين والمعارضين للحكومة وكلاهما تحركه الميول الطائفية المقيته ودعم أقليمي طائفي؟على الرغم من مشروعية ودستورية المطالب والشعارات التي رفعها الطرفين؟ولكن وراء الاكمه ماوراءها أذ تختبىء خلف تلك الشعارات أحقاد وضغائن وأطماع وطموحات سلطويةلها أول وليس لها آخر؟  فالحكومات المتوالية بعد الاحتلال سيرت الدولة العراقية وفق أسس طائفية  وقومية صارمة وكان الوزير يقرب أبناء  مكونه على حساب المكونات الاخرى فكانت الحصيلة النهائية ظلم كبير وقع على كل المكونات بسبب هذه المنظومة الوزارية والادارية الطائفية والقومية الرجعية المخجلة ولكن الظلم  والتهميش كان أكبر على الطائفة السنية وهو يشبه الظلم الذي تعرض له الشيعة بعد 1963 وحتى 2003؟ولا يستطيع أحد من المنصفين تبرئة المتظاهرين من الدوافع والشعارات الطائفية العلنية أو غير المعلنة كذلك فأن الحكومة أدارة الازمة المزمنة  التي تفجرت بعد أول هتاف طائفي دوى في سماء الانبار  والمدن الغربية أدارتها وفق رؤيا ومنظور  وستراتيجية تختزل السلطة بيد أفراد”محسوبين على المكون الشيعي” وفي الحقيقة يحرصون أشد الحرص على مصالحهم  قبل كل شيء  ولذا  فأن  التظاهرات المتصاعدة في المدن الغربية لم تكن مظاهرات شعبية وطنية بل هي مظاهرات طائفية تعاملت معها السلطة  بطريقة طائفية وبقي الشعب يرقب الامور بحذر وتوجس دون أن يتورط مع هذا الطرف أوذاك؟
[email protected]

أحدث المقالات