يُفترض بالمجتمعات المتعددة مذهبيا ، كي تبقى متماسكة ، أن تعزز مشتركاتها أو على الأقل أن تترك الحديث لمدة من الزمن عن خلافاتها التأريخية ،ويُفترض ايضا من الحكماء في المذهبين أن لايصدروا الخلافات إلى للجماهير التي قد لاتحسن إدارة هذه الخلافات بل يصل الامر إلى ابعد من ذلك وهو الاقتتال الصريح لاسامح الله.
الحديث عن تقارب (شيعي – سني ) أصبح مملاً من وجهة نظر معظم المتصدرين للقيادة الدينية ، بل الحديث عن القواسم المتشركة يتعامل معه على إنه ضرب من الخيال والسراب ولايمكن تطبيقه على الواقع .
من دون ادنى شك أن العنف في العراق يحمل دوافعاً مذهبية صريحة وواضحة ، قادت إلى استشهاد مئات الالوف من الأبرياء والمساكين الذين قضوا نحبهم لالشيء يستحق ولالحجة مقنعة ولالسند انساني ولالشريعة يعللها الدين والمذهب .
وصل فايروز التفكير الطائفي إلى الجامعات والمعاهد ايضا ، ، فلم يعد على سبيل المثال لاالتخصيص لابن مدينة الأعظمية رغبة لدراسة في الجامعة المستنصرية ولا لابن مدينة الصدر رغبة للدراسة في الجامعة العراقية أو جامعة الانبار او صلاح الدين، هذا التفكير الخطير ينذر بناقوس خطر تفكك البنية الداخلية للمجتمع .
قد يكون من بين ابرز الاسباب إلى تنامي ظاهرة التفكير الطائفي لدى النخبة والشرائح المثقفة هو استمرار “الصمت الحكمائي” على الذبح اليومي الذي يستهدف الابرياء والعزل من الشيعة والسنة والاكتفاء بالادانة التي لاتفسر اسطرها سوى أنها من باب تسقيط الفرض .
معروف المدّ والجزر بين شيعة العراق وسنته ليس جديداً، لكن بعض الأطراف الأقليمية تسعى إلى جر ّ الطائفتين إلى حرب دامية لارابح فيها بمشاركة وسائل اعلام صفراء مبتذلة تهندس بذكاء العنف الطائفي وانا لاابعد الشك ان تكون تلك الوسائل (الشيعية والسنية ) قد مولت من مصدر واحد مستفيد من اثارة النعرات الطائفية .
حقيقة الحقائق أن الله سبحانه وتعالى يريد للشيعة والسنة في هذا البلد أن يعيشوا معنا ً بسلام وآمان بلا عنف أو دم أو خوف،واخطر المخاطر ان تتحول النخبة إلى عقول طائفية تصدر الخلاف التأريخي إلى قطيعة وهجران ومن ثم تدعم العنف وتحاول ترجمته على أرض الواقع .
من الغريب نحن الذين نعيش في سنوات القرن 21 قرن ان نقف كل هذا الزمن بتحتسروخجل وذهول على تطور دول العالم لنتحجج بااننا ” أمة كلامية ” ورثت القرأن والشعر !.
وليس شئننا أن ندفع دماؤنا ثمن خلافات تأريخية في الماضي كتب بعضها باجواء غامضة ومضطربة ،ثم ماذا سيكون عذرنا للاجبال القادمة؟،ونحن نورث لهم التخلف والدمار والموت والجهل والعيش المضطرب هل سيقتنعون بحجتنا :كنا نقاتل بعضنا الاخر لان الله خلقنا من مذهبين مختلفين ! .
يتحمل رجال الدين الحكماء من السنة والشيعة مسؤولية كبيرة في ايقاف انتاج التطرف لدى عقول الشباب وتعليمهم على المحبة والتسامح وترك الخلافات التاريخة لنبدء بالعمل الفعلي الملموس لبناء الوطن ولنركن هذه الخلافات الهامشية لنفكر بان الوطن يجمعنا لتطوير مستقبلنا وأن المشتركات التي حجبها المتطرفون كثيرة ، وأن الوقت حان للعمل بها بجدية وأن الوقت حان لنقل للمتطرفين كفى فلم نعد نتحمل مصائبكم ، لو حدث ذلك من يمكن لصديقي عمر أن ينهي عزلته التي يعيشها ويعود إلى طبيعته! .