شغب المكافحة أم مكافحة الشعب…!؟

شغب المكافحة أم مكافحة الشعب…!؟

كفل الدستور العراقي حرية المجتمع العامة ، وحرية الاشخاص الخاصة هذا محلياً، أما عالمياً ، فتشكل حرية التجمع السلمي حقاً من حقوق الإنسان الاساسية وفق القانون العالمي لحقوق الانسان ، في حق التظاهر السلمي والتجمع ، كذلك تؤكد الاتفاقات الاقليمية لحقوق الانسان بان يكون لكل انسان حق ابداء رأيه في الندوات والاجتماعات السلمية والمطالبة بحقوقه، كما نص ايضاً الميثاق العربي لحقوق الانسان على الحرية والتعبير والتظاهر، ولا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق ،إلا تلك التي تفرض طبقاً للقانون، وتشكل تدابير ضرورية في مجتمع ديمقراطي، لصيانة الأمن القومي أو السلامة العامة، أو النظام العام، أو حماية الصحة العامة، أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم، أما أن يهان الطبيب والمهندس والمعلم والمتقاعد ، واصحاب الشهادات العليا والكفاءات فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلاً ، لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المشروعة في العيش الكريم، فهل يجوز أن يعامل هؤلاء, بالضرب والقمع والاهانة، من قبل اخوتهم في الدين والوطن “شغب المكافحة ” ، ماذا لديهم لمكافحة الشعب؟ غير استعمال خراطيم المياه الحارة من السيارات الحوضية التي اقترحها أحدهم لحل مشكلة عطش البصرة مثلاُ ، لكن العراقيين باتوا يفرحون بالمياه، وذلك لمكافحة شغب الحرارة، ولديهم أيضا القنابل المسيلة للدموع والهراوات والرصاص المطاطي والكاميرات التي تلتقط ” المندسين ” لملاحقتهم بعد أن تهدأ تلك التظاهرات ، ولديهم كذلك الميليشيات التي تقوم بواجباتها الطائفية والسياسية والتأديبية، حيث تهتز معظم العلاقات عندما تبدأ المطالبة بالحقوق المشروعة ، كم هو مؤسف أن يطالب الانسان بحقه الضائع بين فكوك الساسة الفاسدين ! الحقوق لا توهب وإنما تنتزع ، الامر أصبح هو اكثر من استرداد للكرامة منه استحصالاً للحقوق، لتلك الشرائح والفئات المثقفة ، الشعب العراقي بكل اطيافه ، يرفض الإهانة والذل والعبودية رفضاً قاطعاً ،على الحكومة والبرلمان الذين عكفوا على دراسة الأمور ومعالجة انواع العنف ، واعطاء لكل ذي حق حقه ، والتعامل مع الجميع بمسافة واحدة في الحقوق والواجبات ، والأكثر حماقة أنهم تجاهلوا أن يوفروا لهم أبسط مقومات العيش والارتقاء بوظيفة حكومية بسيطة، والبقاء على قيد الحياة، رهانهم أن الولاء للمذهب والطائفة هو الاهم ، ولكن الانتماء للوطن ولتاريخ  الامة هو الاهم والمهم والهام جداُ ،الغوص في دواوين ومجالس أهل العراق ونخوتهم وما يحملوه من غيرة وكرم واحترام ، هو درس لكل من ترتبك لديه وحدة المواطنة والمصير، لكن للأسف الشديد ، ان انشغال اغلب السياسيين في أمور الفساد والتناحر والطائفية ، جعلت نسيج هذا البلد الأمين في مهب الريح ، حيث تناست أحزاب السلطة الحاكمة في عراق ما بعد الاحتلال، أن أهل الجنوب هم عراقيون ومن أبناء العروبة، كما هم في الوسط أو الغرب ، فدولة ينكس علمها افضل من دولة يضرب ويهان شعبها بخراطيم المياه الساخنة والهراوات والعصي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات